بعد نجاحه في الشرق الأوسط.. الرئيس الصيني يتوسط لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

شروق صبري

يعتزم الرئيس الصيني إجراء محادثات مع زعماء روسيا وأوكرانيا للتوسط لإنهاء الحرب، فهل تنجح جهوده؟


يعتزم الرئيس الصيني، شي جين بينج، التحدث مع نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن مسؤول أوكراني، لم تكشف عن هويته، أن  الزعيمان الصيني والأوكراني يعتزمان عقد اجتماع عبر تقنية الفيديو، بعد زيارة شي العاصمة الروسية موسكو، الأسبوع المقبل، للقاء نظيره فلاديمير بوتين.

إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

أشارت الصحيفة، في تقرير نشرته، يوم أمس الاثنين 13 مارس 2023، إلى أن إجراء الرئيس الصيني محادثات مع بوتين وزيلينسكي، تعكس جهود بكين للعب دور أكثر فاعلية في التوسط لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام تقريبًا بين البلدين.

وحسب الصحيفة الأمريكية، يفكر شي في زيارة دول أوروبية أخرى، كجزء من رحلته إلى روسيا، على الرغم من أن خط سير رحلته الكاملة لم يحدد بعد.

صانع سلام

توقعت وول ستريت جورنال، في تقريرها، أنه إذا أجريت محادثة مباشرة بين شي وزيلينسكي، سيكون ذلك خطوة مهمة في جهود بكين للعب دور صانع السلام في أوكرانيا. وهي خطوة قوبلت بحالة من الفتور من أوروبا.

وأضافت أن نجاح هذه المحادثات يعزز أوراق اعتماد بكين كوسيط قوي عالميًّا، بعد أن سهلت صفقة دبلوماسية مفاجئة بين السعودية وإيران، الأسبوع الماضي.

تلميع «شي»

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن زيارة شي إلى موسكو قد تجري مطلع الأسبوع المقبل، وستكون الرحلة الخارجية الأولى لـ شي، بعد أن حصل على فترة ثالثة غير مسبوقة كرئيس للصين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الزعيم، البالغ 69 عامًا، إلى تلميع مكانته كرجل دولة عالمي، وسط تعميق المنافسة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

headshots 1620071842362.0اتفاق مصالحة بين  السعودية وإيران

زعمت وول ستريت جورنال أن جدول رحلات شي اعتمد على الزخم الناتج عن توسطه لعقد اتفاق مصالحة بين السعودية وإيران، الموقع في بكين، الذي أنهى 7 سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.

وبشّرت تلك الاتفاقية بارتفاع ملحوظ في نفوذ الصين في الشرق الأوسط، الذي كانت تهيمن عليه الولايات المتحدة سابقًا، بصفتها وسيط القوة الأساسي.

صراعات الشرق

لفتت وول ستريت جورنال إلى أن هذه المرة الأولى، التي تتدخل فيها بكين مباشرة في الصراعات السياسية في الشرق الأوسط، وكذلك المرة الأولى التي تتوسط فيها بنجاح في مثل هذه الصفقات.

وكانت آخر جهود الصين الطموحة للعب دور صانع السلام العالمي في أوائل العقد الأول من القرن 21، عندما أطلقت محادثات سداسية الأطراف تهدف إلى تقليص برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وحينها فشلت المحادثات، بعدما انسحبت كوريا الشمالية من الاتفاق عام 2008، على الرغم من الاعتماد الكبير على الدعم الاقتصادي من بكين.

مهمة صعبة

رأى التقرير أن تحقيق نجاح في أوكرانيا مهمة أصعب بالنسبة للزعيم الصيني من الصفقة السعودية الإيرانية، خاصة أن كلا الجانبين في الحرب يعتقدان أنه لا يزال يوجد الكثير مما يجب فعله في ساحة المعركة، ولم يظهر أي منهما ميلًا لوقف القتال.

PSO7F2UVZNL2BGJFP72CGF4IRU scaled

شي جين بينج

وأشار إلى أن بكين لديها مصلحة في إنهاء الصراع في أوكرانيا، لأنه وضع بكين في وضع غير مستقر، وأجبر شي على توطيد علاقته مع روسيا، وبالتالي زاد من التوتر بين الصين من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.

ربما يعجبك أيضا