مدير التحالف العالمي للقضاء على التهاب الكبد، مشيدًا بالتجربة المصرية: "هذا أحد أعظم إنجازات الصحة العامة على الإطلاق".
أشادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بنجاح تجربة مصر في القضاء على فيروس التهاب الكبد الفيروسي من النوع الثالث، المعروف بـ”فيروس سي”.
وفي تقرير لها، اليوم الثلاثاء 28 نوفمبر 2023، أشارت الصحيفة إلى أنه بعد نجاح الحملة الاستثنائية للقضاء على المرض «100 مليون صحة»، تعمل مصر على التبرع بالأدوية ونقل خبرتها إلى الدول الإفريقية، بهدف معالجة ملايين الأفارقة المصابين بالفيروس.
معاناة إفريقية
تناولت الصحيفة الأمريكية قصة شاب غاني في سن الـ27، يُدعى سليمانا موسى، الذي أنفق كل ما يملك من أموال على مدار 7 سنوات، في محاولات يائسة للشفاء من فيروس سي.
الشاب الغاني سليمانا موسى يجري فحوصات طبية
وفي مارس الماضي، زف إليه طبيبه خبرًا استثنائيًا، وهو أن حكومة غانا تلقت تبرعًا من مصر بدواء لعلاج فيروس سي، ويمكنه تلقي العلاج مجانًا. وخضع موسى بالفعل لعلاج على مدار أسابيع. وفي أكتوبر الماضي، أظهر اختبار الدم شفاءه التام من المرض.
تجربة استثنائية
منذ سنوات قليلة، كانت مصر صاحبة أعلى معدل إصابة بفيروس سي، وكان 1 من بين كل 10 أشخاص مصابًا بالفيروس. إلا أنه في حملة صحية استثنائية، من حيث الحجم والنجاح، فحصت مصر جميع سكانها، وعقدت اتفاقًا للحصول على أدوية مخفضة، وعالجت جميع المصابين بالفيروس تقريبًا.
وعن التجربة المصرية، قال مدير التحالف العالمي للقضاء على التهاب الكبد، التابع لفرقة العمل المعنية بالصحة العالمية، جون وارد: “هذا أحد أعظم إنجازات الصحة العامة على الإطلاق”.
دبلوماسية الصحة
تابعت نيويورك تايمز بأن مصر في طريقها لتصبح أول دولة تحقق هدف منظمة الصحة العالمية بالقضاء على فيروس سي، وأنها تستفيد من هذا النجاح في حملة “دبلوماسية صحية”، عن طريق التعهد بالتبرع بالأدوية ومشاركة الخبرة، بهدف معالجة ملايين المرضى الأفارقة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه تُعد بادرة استثنائية في مجال الصحة العالمية، وعادةً ما تتلقى الدول النامية التبرعات السخية من الدول ذات الدخل المرتفع.
وقال وزير الصحة والسكان المصري، خالد عبدالغفار: “الحكومة المصرية رأت فرصة لمد خبرتها خارج حدودها، والإسهام في جهود الصحة العالمية”، مضيفًا أن هذه الدبلوماسية الصحية “تسمح لمصر بالاستفادة من خبرتها في علاج الالتهاب الكبدي، من أجل منفعة البشرية إلى جانب تعزيز مكانتها في المجتمع العالمي”.
اختبارات فيروس سي في غانا
الجهود المصرية
كان فيروس سي منتشرًا في مصر، ويقتل عشرات الآلاف من الأشخاص كل عام، والقليلون فقط استطاعوا تحمل تكلفة علاجه، حتى عام 2007، عندما قررت الحكومة المصرية بدء برنامجها الوطني. وفي البداية، استخدمت مصر دوائين قديمين عالجا نصف المصابين فقط.
لكن في 2013، طرحت إحدى الشركات العالمية دواءً مضادًا للفيروس، وهو الأول من نوعه في تاريخ الطب. وفي حين كانت تكلفة القرص الواحد ألف دولار أمريكي، تفاوضت مصر لشرائه مقابل 10 دولارات للقرص الواحد، واتفقت مع شركات دواء هندية ومصرية لإنتاج دواء بديل بسعر أرخص.
ووفق نيويورك تايمز، عالجت مصر أكثر من 4 ملايين شخص، وخفضت تفشي فيروس سي إلى 0.4% فقط. وأقدمت شركات أخرى على إنتاج المزيد من مضادات الفيروسات، التي أثبتت أنها فاعلة وآمنة.
نقل الخبرة
اختارت مصر مساعدة غانا لأنها تستثمر في بناء نظام رعاية صحية وطني. وقال وارد إن غانا تعمل على تحسين ممارسات نقل الدم والحقن، مستفيدة من التجربة المصرية، وتثقيف المعالجين التقليديين، ما يقلل من معدل الإصابات الجديدة.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن مصر تعمل على إنشاء برامج موازية للقضاء على فيروس سي في دول أخرى، مثل تشاد والسودان.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1686324