بعد نصرالله وصفي الدين.. من سيكون الأمين العام لحزب الله؟

ضربة مدوية تعرض لها حزب الله اللبناني بعد اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في 27 سبتمبر 2024، لكن لم يكد الحزب يستفيق من هذه الضربة حتى فوجئ بضربة جديدة، باستهداف هاشم صفي الدين المرشح الأبرز ليخلف نصرالله.

وصفي الدين بالإضافة إلى كونه المرشح الأبرز لمنصب الأمين العام، كان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، وبالتالي فقد كان ملمًا بالكثير من الجوانب السياسية والاقتصادية  والعسكرية للحزب، علاوةً على علاقاته الوثيقة بطهران، لكن وبعد أنباء اغتياله والتي لم يؤكدها الحزب أو ينفها، يبرز ذات السؤال مرةً أخرى، من يكون أمينًا عامًا للحزب؟ 

إبراهيم أمين السيد

تحدثت العديد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، عن أن إبراهيم أمين السيد هو الأمين العام المرجح لحزب الله وذلك بعد أنباء مقتل هاشم صفي الدين والذي كان يستعد ليخلف حسن نصرالله في قيادة الحزب، فمن هو إبراهيم أمين السيد؟ 

إبراهيم أمين السيد، هو رئيس المجلس السياسي في حزب الله، يُعد من الشخصيات البارزة في بنية الحزب وصاحب تأثير واسع على توجيه سياساته، سواء في الساحة اللبنانية أو الإقليمية. 

النشأة 

وُلد في منطقة البقاع عام 1955، وهي منطقة معروفة بتأثيرها الشيعي والديني في لبنان، ما وفّر له نشأة مشبعة بالقيم الدينية والسياسية. 

تلقى السيد تعليمه الديني في الحوزات العلمية، حيث حصل على خلفية قوية في الفقه الإسلامي والفكر الشيعي، وهي عناصر أساسية شكلت فكره السياسي والديني.

السيد وحزب الله

انضم السيد إلى حزب الله منذ بداياته في أوائل الثمانينات، عندما كان الحزب لا يزال في طور التشكّل كمقاومة شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني. 

وبرز سريعًا كأحد العناصر القيادية، وساهم في تطوير الجناحين السياسي والعسكري للحزب. من خلال هذا الدور المبكر، كوّن السيد شبكة علاقات سياسية واسعة مع قيادات الحزب، ما سهّل صعوده السريع في صفوفه.

مهامه كرئيس المجلس السياسي

بصفته رئيس المجلس السياسي، يعتبر السيد مسؤولًا رئيسيًا عن التنسيق السياسي بين حزب الله والقوى السياسية اللبنانية والدولية. 

ويتولى مهام حساسة مثل التفاوض مع الأحزاب اللبنانية الأخرى، والتواصل مع الحلفاء الدوليين، مثل إيران وسوريا، وهي الدول التي تُعتبر داعمة رئيسية لحزب الله.

تحت قيادته، لعب المجلس السياسي دورًا في تعزيز موقع حزب الله كفاعل أساسي في السياسة اللبنانية، سواء من خلال المشاركة في الحكومات المتعاقبة أو التأثير على قرارات الدولة من خلف الكواليس.

مواقف السيد

يُعرف السيد بمواقفه الثابتة حيال الصراعات الإقليمية، إذ يُعتبر من أكثر الشخصيات صلابة في دعم مقاومة إسرائيل والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، وهو ما يجعله صوتًا مؤثرًا في توجيه سياسات الحزب في هذا الملف. 

إلى جانب ذلك، يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد استراتيجيات الحزب تجاه الأزمة السورية، إذ يدعم بشدة استمرار دعم النظام السوري في مواجهة الجماعات المسلحة، وهو ملف شائك يشكل أحد أعمدة سياسة حزب الله الإقليمية.

لماذا يعد المرشح الأبرز للحزب؟ 

بالإضافة إلى ما سبق، يُعد السيد أحد رموز التواصل الدبلوماسي للحزب، حيث يسعى إلى توسيع علاقاته داخل لبنان عبر الحوار مع مختلف الأطراف السياسية، سواء كانوا حلفاء أو خصوم.

ويتمتع السيد بقدرة على نسج علاقات متينة مع التيارات اللبنانية المختلفة، ويدير بحنكة النقاشات المتعلقة بالقضايا الوطنية الكبرى، مثل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، تعزيز الدور الشيعي في السياسة اللبنانية، وتوسيع نفوذ الحزب داخل مؤسسات الدولة.

في ضوء خبرته العميقة ومواقعه القيادية، يُنظر إلى إبراهيم أمين السيد كأحد المرشحين المحتملين لتولي منصب الأمين العام لحزب الله. 

مرشحون آخرون 

عملية اختيار الأمين العام لحزب الله معقدة، وتتداخل فيها العديد من العوامل، وليس من السهل الجزم قطعًا بشخصية الأمين العام ما لم يعلن الحزب، خاصةً في ظل الظرف الدقيق الذي يمر به الحزب، إذ اغتالت إسرائيل أكثر قيادات الصف الأول والثاني، ولا زال هناك أسماء أخرى يمكن أن تكون في المنصب، فمن هم؟ 

نعيم قاسم، وهو نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1991 ويعتبر شخصية ذات مكانة مرموقة وقوية داخل التنظيم ومعروف بخبرته السياسية والدينية لكنه غير ضليع في الجانب العسكري وبالتالي قد لا يكون مناسبًا في هذه المرحلة في ظل الحرب مع إسرائيل.

أما طلال حمية وهو أحد المرشحين، قهو رئيس جهاز الأمن الخارجي لحزب الله أو ما يُطلق عليه “وحدة 910″، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية للحزب ويعتبر شخصية محورية في الجانب الأمني والعسكري.