بعد هجمات دامية.. من هم يهود داغستان؟

عبدالمقصود علي
يهود داغستان

هاجم مسلحون، كنيسًا يهوديًا في منطقة داغستان بإقليم شمال القوقاز الروسي، وذلك في عملية جديدة استهدفت اليهود القوقاز.

الهجوم الذي وقع مساء الأحد 23 يونيو 2024 استهدف أيضًا، وفق وكالة أنباء رويترز، كنيسة أورثودوكسيّة ومركزًا للشرطة وأوقع 6 قتلى بين رجال الأمن وأصيب 12، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف يهود داغستان، إذ اقتحم عشرات المتظاهرين، في أكتوبر الماضي، مطار محج قلعة، بعد سريان أنباء عن هبوط طائرة آتية من إسرائيل، ما أدى لإغلاقه أمام حركة الملاحة الجوية.

من هم يهود داغستان؟

تلك الحادثة التي جاءت في أعقاب بدء الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، لفتت أنظار العالم لهذه الأقلية التي تتكون أساسًا من يهود الجبال، وتتمتع بتاريخ غني، وأضحت “تواجه تحديات فريدة في السنوات الأخيرة”، وفق صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

تعود جذور يهود داغستان أو “يهود الجبال” أو “تاتس” (Tats) كما يعرفون في داغستان، إلى يهود المناطق الناطقة بالفارسية، ويعيشون في القوقاز منذ القرن الثامن على الأقل.

تاريخ وصول اليهود الأوائل إلى أراضي داغستان الحالية غير معروف على وجه اليقين، ولكن بحلول القرن السابع عشر كان عدد السكان اليهود ثابتًا بما يكفي ليسجله الرحالة الألماني، آدم أوليريوس.

يهود الجبال

أوليريوس قال بخصوص داغستان “لا يوجد مسيحيون في مدينة ديربنت، كما يقول البعض، فقط المحمديون (المسلمون) واليهود يعيشون هنا”.

حافظ المجتمع اليهودي على ممارساته الثقافية والدينية المتميزة، رغم العزلة الجغرافية والسياسية.

تاريخيًا، استقر يهود الجبال في أجزاء مختلفة من داغستان، مع وجود أعداد كبيرة من السكان في مدن مثل ديربنت ومخاتشكالا.

كنيس كيلي نوماز

كانت ديربنت، إحدى أقدم المدن في المنطقة، مركزًا للحياة اليهودية، وتضم العديد من المعابد اليهودية قبل الثورة البلشفية.

واليوم، لا يزال كنيس كيلي نوماز فقط نشطًا في ديربنت، ويعمل كنقطة محورية لأعداد اليهود المتضائلين، وفقًا للتقارير.

وداغستان جمهورية تقع في شمال القوقاز الروسي، ويحدها بحر قزوين من الشرق وجورجيا وأذربيجان من الجنوب. عاصمتها هي محج قلعة.

تشتهر بتنوعها العرقي، إذ تضم أكثر من 30 مجموعة عرقية و100 لغة، وتمارس في الغالب الإسلام السني.

تاريخ يهود داغستان

تتمتع المنطقة بتاريخ معقد من المقاومة ضد الإمبراطوريات، وتواجه تحديات مثل عدم الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، على الرغم من مواردها في الزراعة والنفط والصناعة.

خلال الحقبة السوفييتية، تمكن يهود الجبال من الحفاظ على ممارساتهم وشعائرهم الدينية ولو بنوع من التكتم، مثل صناعة خبز الماتزو، طقوس عيد الفصح، وإضاءة شموع السبت، وذلك لاتقاء السياسات المعادية للسامية السائدة في أجزاء أخرى من الاتحاد السوفييتي، واستمرت هذه المرونة الثقافية رغم الظروف القاسية التي فرضها النظام السوفييتي، كما تشيرت مصادر مختلفة.

في العقود الأخيرة، واجه السكان اليهود في داغستان تحديات كبيرة، إذ أدى انهيار الاتحاد السوفييتي والصراعات الإقليمية اللاحقة، وخاصة حروب الشيشان، إلى زيادة العنف وعدم الاستقرار.

زيادة التوترات

انخفض عدد السكان اليهود في داغستان من حوالي 50 ألف إلى أقل من 10 آلاف في السنوات الأخيرة، مع انتقال العديد منهم إلى إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أجزاء أخرى من روسيا، وفقًا لوكالة التلجراف اليهودية.

رغم انخفاض أعدادهم بشكل كبير، حافظ يهود الجبال في داغستان وأماكن أخرى في شمال القوقاز على مجتمعاتهم.

ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة زيادة في التوتر العرقي وأعمال العنف، ما دفع كثيرين إلى التفكير في الهجرة بحثا عن الأمان.

ربما يعجبك أيضا