بعد ورطتها في أمريكا.. روسيا تواجه اتهامات ألمانية بالقرصنة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

لاتزال الاتهامات تلاحق روسيا بالوقوف وراء هجمات إلكترونية مدمرة على مستوى العالم، بعدما ذكر المكتب الصحفي للبيت الأبيض في وقت سابق أن روسيا شنت هجوماً إلكترونياً في يونيو 2017 هو الأكبر في التاريخ.

بين الاتهامات والنفي

بعد الجدل الكبير الذي أثارته اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 تأتي ألمانيا اليوم لتوجه اتهامات مماثلة لموسكو بأنها استهدفت شبكة الإنترنت الحكومية الألمانية ما أسفر عن سرقة وثائق سرية هامة.

اتهامات نفتها الحكومة الروسية مطالبة برلين بتقديم الدليل على صحة ادعاءاتها، وبين الاتهامات والنفي تترسخ حقيقة أن مثل هذه الهجمات باتت سلاحًا قويًا في أي حرب مستقبلية، سلاح قادر على إحداث أضرار فادحة بالأمن القومي لأي دولة.

خيوط جديدة بدأت تتكشف

معلومات جديدة بدأت تتكشف عن طبيعة الهجمات الإليكترونية الذي تعرضت له شبكة الإنترنت الحكومية في ألمانيا. مسؤولون يقولون إن فريقاً روسياً محترفاً يحمل اسم “الثعبان” والذي يقال إنه تابع للمخابرات الروسية يقف وراء الهجوم.

بهذا الإعلان يتم التراجع عن تصريحات سابقة بشأن وقوف مجموعة ” APT28″ وراء عملية القرصنة التي ما زالت مستمرة حسب مصادر رسمية .

الهجوم طال وزارتي الدفاع والخارجية في برلين، وذكرت صحيفة “بيلد” الألمانية أن القراصنة الذين هاجموا خوادم الحكومة الألمانية تمكنوا من سرقة بضعة وثائق من وزارة الخارجية.

وذكرت المصادر أنه لم تنطلق أية تحذيرات من جدار الحماية.

 كان وزير الداخلية الألماني في حكومة تصريف الأعمال قال إن عملية القرصنة هجوم تقني متطور تم التخطيط له منذ مدة مؤكداً أنه تم السيطرة عليه.

وأضاف أن الهجوم تم باحتراف رفيع المستوى راقبته الأجهزة الأمنية لمعرفة أسلوبه وأهدافه.

التجسس.. حق كل دولة !

من جانبها سخرت موسكو بشأن اتهامها بالوقوف وراء الهجوم الإليكتروني، وقال الناطق باسم الكرملين إن روسيا باتت مسؤولة عن أي هجوم مشابه بدون أي دليل ملموس.

في المقابل، يرى مراقبون أن السلطات الألمانية لم تشر بشكل دقيق إلى مسؤولية روسيا عن هذ الأمر، وأن القضية تم تضخيمها من قبل وسائل الإعلام.

كما أن هناك رغبة من الدول لمعرفة معلومات عن الدول الأخرى بما فيها الدول الصديقة لها، وأبرز مثال على ذلك هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتجسس عليه من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية.
 
التجسس إذن يتم من جانب الحلفاء والخصوم والأعداء على السواء، لأنه وبحسب مراقبين فإن المعلومات أساس بناء السياسات وطريقة التعامل مع كل دولة.

وتشير تقارير إلى أن بعض الدول الغربية بينها اتفاقيات بحيث تتجس أجهزة مخابراتها على الدول الأخرى كأمريكا وبريطانيا وتبادل المعلومات بشأن مواطنيهم.

هكذا إذن لم تعدّ الحروب مجرد مواجهات عسكرية، وإنما إلكترونية واقتصادية، ومن ثم مثل هذه الحروب من الممكن أن تحول دون وقوع حروب عسكرية وما يترتب عليها من خسائر ضخمة في الأرواح والممتلكات، كما أن الأمن الإليكتروني أصبح النمط الغالب على عمل الحكومات هذه الأيام واختراقه أصبح أمراً عادياً.
 

ربما يعجبك أيضا