بعد وصف الاقتراح بـ”السخيف”.. “غرينلاند الغنية” تثير أزمة بين ترامب والدنمارك

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

واشنطن – أثارت رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في شراء جزيرة غرينلاند الدنماركية أزمة بين البلدين، عقب إعلان رئيس وزراء الدنمارك مته فريدريكسن إن الجزيرة ليست للبيع، وأن فكرة بيعها للولايات المتحدة “سخيفة”، ليرد ترامب على القرار بإرجاء زيارته لكوبنهاغن، والتي كان مقررا لها بداية الشهر المقبل، في خبر “صادم” للعائلة الملكية في الدنمارك.

وتعد غرينلاند إقليم دنماركي مستقل، يقع بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط القطبي الشمالي، وتبلغ مساحتها 2 مليون كيلومتر مربع، وتتمتع بالحكم الذاتي في ظل السيادة الدنماركية ولها حكومتها وبرلمانها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 56 ألف شخص يتركزون حول الساحل.

وتغطي الثلوج أكثر من 80 % من مساحة الجزيرة، وهناك مخاوف من ذوبان الغطاء الجليدي بسبب الاحتباس الحراري.. لكن ذوبان الجليد زاد من إمكانية الوصول إلى الموارد المعدنية للجزيرة.

“عرض ترامب”

وبدأت قصة الجزيرة الأكبر في العالم بعد أستراليا، مع خروج تقارير إعلامية بشأن رغبة ترامب في شراء جزيرة غرينلاند، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي في تصريحات للصحفيين في نيو جيرسي، موضحًا أنه  ناقش في الآونة الأخيرة إمكانية شراء الجزيرة على الرغم من أن مثل هذه الخطوة لا تمثل أولوية فورية له، مضيفا: “الفكرة طُرحت.. وهي مهمة من الناحية الاستراتيجية”.

وقال ترامب، إنه فكر في شراء غرينلاند؛ لأنها تشكل صفقة عقارية ضخمة، بالنسبة إليه “وثمة شيء كثير يمكن القيام به”، مكملا: “شراء الجزيرة من الأمور التي تحدثنا عنها.. الدنمارك هي التي تملكها.. ونحن والدنمارك حليفان وثيقان.. نحمي الدنمارك كما نحمي مناطق أخرى واسعة من العالم”.

وأكمل: “على هذا النحو جاءت الفكرة، فقدرتُ أن الأمر مهم من الناحية الاستراتيجية”، قائلا: “سنتحدث إليهم بشأن الموضوع لكن الفكرة ليس في صدارة ما سنبحثه”، لافتا إلى أن الدنمارك تتحمل عبئا كبيرا بسبب هذه الجزيرة، لأن البلد الأوروبي “يخسر” ما يقارب 700 مليون دولار، من جراء سيادته على غرينلاند.

وأوضحت تقارير إعلامية أن ترامب ومسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي، ناقشوا المبلغ المحتمل دفعه إلى الدنمارك لقاء تسليم جزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن موظفي البيت الأبيض توصلوا إلى فكرة عرض صفقة على الدنمارك، تتعهد واشنطن من خلالها بتقديم معونات مالية سنوية بقيمة 600 مليون دولار، ل غرينلاند وإلى الأبد.. فضلا عن احتمال دفع مبلغ مقطوع كبير للدنمارك كحافز لتسليم الجزيرة.

ورجحت تقارير إعلامية أن قيمة الجزيرة قيمة الجزيرة لن تقل عن 533 مليار دولار، مقارنة بقيمة بعض الولايات الأميركية، لتحاول تحديد السعر المناسب لأكبر جزر العالم.

“الدنمارك ترفض”

ومع انطلاق التقارير الإعلامية، وتأكيد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو تفاصيل الصفقة، استبقت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، الأحد؛ الماضي تأكيد ترامب، موضحة أن الجزيرة الغنية بالثروات الطبيعية ليست للبيع وأن فكرة بيعها للولايات المتحدة “سخيفة”، منوهة في تصريحات صحفية أثناء زيارتها لغرينلاند “غرينلاند ليست للبيع.. غرينلاند ليست دنماركية.. غرينلاند ملك مواطنيها.. لدي أمل قوي ألا يكون ذلك على محمل الجد”.

وأضافت: “إنها مناقشة سخيفة، و(رئيس وزراء غرينلاند) كيم كيلسن، قد أشار بشكل واضح إلى أن غرينلاند ليست للبيع، والأمر انتهى الآن”، متابعة: “من ناحية أخرى، هناك بالفعل الكثير من الأمور الأخرى التي نود مناقشتها مع الرئيس الأمريكي”.

ونشر الرئيس الأمريكي، أمس الأول؛ صورة “فوتوشوب” ساخرة لفندق يحمل علامة “ترامب” فوق أراضي غرينلاند، قائلا: “أعدكم بعدم فعل ذلك لغرينلاند”.

“أزمة دبلوماسية”

ومع الرفض الأمريكي، أعلن ترامب تأجيل زيارته لكوبنهاغن والتي كانت مقررة في بداية الشهر المقبل، بعد أن رفضت رئيسة وزراء الدنمارك فكرته لشراء جزيرة غرينلاند.

وقال ترامب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “الدنمارك دولة مميزة للغاية وشعبها رائع، ولكن بناء على تعليقات رئيسة الوزراء مته فريدريكسن بأنها ليست مهتمة بالنقاش حول شراء غرينلاند فسوف أرجئ اجتماعنا المقرر في غضون أسبوعين لوقت لاحق”.

وأضاف: “وفرت رئيسة الوزراء قدرًا كبيرًا من النفقات والجهد لكل من الولايات المتحدة والدنمارك كونها اتسمت بالصراحة الواضحة.. أشكرها على ذلك وأتطلع لإعادة تحديد موعد في وقت ما في المستقبل”.

قرار ترامب، اعتبر “صدمة” في الدنمارك، إذ قالت المتحدثة باسم القصر الملكي الدنماركي لين باليبي في تصريحات لأسوشيتد برس إن قرار الرئيس الأميركي، “مفاجأة”، موضحة أن العائلة الملكية، والتي دعت ترامب رسميا لزيارة الدنمارك الثاني والثالث من سبتمبر المقبل ضمن جولة أوروبية، ليس لديها أي تعليق آخر على القرار.

ولم تعلق الحكومة الدنماركية على الأمر حتى الآن.
 

ربما يعجبك أيضا