بعد 40 عامًا.. هل يحل الغاز النيجيري أزمة الطاقة في أوروبا؟

أحمد السيد

الاتحاد الأوروبي يستورد 14% من إجمالي إمداداته من الغاز الطبيعي المسال من نيجيريا، مع احتمال لزيادتها إلى الضعفين.


تدشن نيجيريا خطًّا عملاقًا لتوريد الغاز، إلى دول أوروبا، التي تعاني نقصًا شديدًا في الطاقة، بعد توقف إمدادات الغاز الروسي إثر عقوبات ضد موسكو، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فبراير الماضي.

وتسعى الدول الأوروبية لتأمين إمدادات بديلة للغاز، عبر إبرام التعاقدات مع العديد من الدول المصدرة للغاز، خاصة تلك القريبة منها بصورة أساسية في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، مثل الجزائر ومصر ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة وقطر، والخط النيجيري للغاز من شأنه أن يضاعف نسبة استيراد أوروبا الحالية من دول إفريقيا.

نيجيريا تورد 14% من احتياجات أوروبا

غاز نيجيريا الغاز النيجيري

بحسب تصريحات نائب المدير العام لإدارة الطاقة بالمفوضية الأوروبية، ماثيو بالدوين، في 24 يوليو 2022، نقلها موقع قناة سكاي نيوز، يسعى الاتحاد الأوروبي للحصول على إمدادات غاز إضافية من نيجيريا في الوقت الذي تستعد فيه دول الاتحاد لخفض محتمل للإمدادات الروسية.

وقال بالدوين إن الاتحاد الأوروبي يستورد 14% من إجمالي إمداداته من الغاز الطبيعي المسال من نيجيريا، مع احتمال لزيادتها إلى الضعفين، وبعد خط الغاز، قد يجري رفع الطاقة الإنتاجية إلى أكثر من 80% في نيجيريا، وإتاحة المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في معاملات فورية، وتعمل محطة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في جزيرة بوني النيجيرية بـ60% من طاقتها.

تكلفة 25 مليار دولار لمد الخط على 6 آلاف كيلومتر

يمتد أنبوب الغاز المرتقب على طول 5 آلاف و660 كيلو مترًا، من نيجيريا إلى الصحراء المغربية والجزائرية، بتكلفة مالية تتخطى 25 مليار دولار أمريكي، وسيتيح نقل 40 مليار متر مكعب كحد أقصى من الغاز النيجيري كل سنة إلى المغرب، مارًّا بنحو 11 دولة إفريقية.

وهذه الدول هي بنين وتوجو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، وفق إندبندنت عربية في 6 مايو 2022. ومشروع أنبوب الغاز النجيري العملاق المذكور، في الوقت الراهن، هو قيد الدراسات التقنية والاقتصادية والبحث عن ممولين، لإيصاله من نيجيريا إلى المغرب، وربطه بعد ذلك بالسوق الأوروبية.

فكرة خط الغاز النيجيري طرحت منذ 40 عامًا

كان ملك المغرب محمد السادس، والرئيس النيجيري محمد بخاري، قد وقّعا على اتفاق مبدئي بين البلدين بخصوص مشروع أنبوب الغاز، خلال زيارة للعاهل المغربي إلى نيجيريا في ديسمبر عام 2016، ولكن المشروع لم يكتمل، قبل أن يجري إحياؤه مرة أخرى.

وكانت فكرة خط الغاز النيجري العملاق الذي يمتد حتى صحراء المغرب والجزائر، قد طرحت للمرة الأولى قبل أكثر من 40 عامًا، وجرى توقيع اتفاق في 2009، ولكن منذ ذلك الحين لم يشهد المشروع تقدمًا يذكر.

نيجيريا تعطي الضوء الأخضر للمشروع

إمدادات الغاز

بحسب بي بي سي، في 3 يونيو 2022، أعطت الحكومة النيجيرية شركة البترول الوطنية النيجيرية “إن إن بي سي” التي تديرها الدولة، الضوء الأخضر لتنفيذ صفقة مد خط أنابيب الغاز إلى أوروبا عبر المغرب.

وصرح وزير البترول النيجيري، تيميبرى سيلفا، بأن الحكومة وافقت على مذكرة تفاهم بشأن مشروع الغاز مع الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا إيكواس بعد اجتماع لمجلس الوزراء، قائلًا خط الغاز هذا سينقل الغاز إلى 15 دولة في غرب إفريقيا وإلى المغرب ومنه إلى إسبانيا وأوروبا.

تصميم مشروع خط الغاز

وأضاف الوزير أن المشروع في مرحلة التصميم، وأن التفاصيل بما في ذلك التكلفة والتمويل، لا تزال قيد الإعداد، مضيفًا أنه بعد التصميم الهندسي لخط الأنابيب سيجري تقدير تكلفة المشروع، وعندما يحين ذلك الوقت سيُبحَث التمويل.

وتقول الخبيرة الاقتصادية في مجال الطاقة، كارول نخلة، في تصريحات لبي بي سي: “إنه مع الوضع في الحسبان مجموع صادرات المنتجين الكبار في إفريقيا، الجزائر ومصر ونيجيريا، والذي يصل إلى أقل من نصف ما تزود به روسيا أوروبا، فمن غير المرجح في الوقت الحالي، تعويض أي خسائر في الإمدادات الروسية”.

 

ربما يعجبك أيضا