بعد 6 أشهر من خفض الخسائر البشرية .. هدنة اليمن على المحك

ضياء غنيم
حصار تعز أبرز إخفاقات هدنة اليمن

الحكومة الشرعية تنتقد تنصل الحوثيين من التزاماتهم، بموجب هدنة اليمن، بإنهاء حصار تعز وفتح الطرقات الرئيسة، واستغلال إيرادات ميناء الحديدة


رغم نجاح الهدنة اليمنية في تقليل معاناة المدنيين وخفض فاتورة الخسائر البشرية على مدار 6 أشهر، لا يزال خطر انهيار التهدئة واستفزاز الحوثيين مستمرين.

وقبل ساعات من انتهاء الهدنة، اليوم الأحد 2 أكتوبر 2022، هدد الحوثيون باستئناف المعارك وعدم تمديد الهدنة، التي يخترقونها بالفعل وينصلون من التزاماتهم تجاهها، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والأممية على الحركة الانقلابية لتوسيع الهدنة إلى 6 أشهر.

تعنت الحوثيين يعترض هدنة اليمن

لوَّحت جماعة الحوثي على لسان مدير ما يسمى بـ”دائرة التوجيه المعنوي”، يحيى سريع، أمس السبت، بالعودة للحرب وإفشال جهود تمديد الهدنة ما لم تنفذ مطالبها بـ”دفع رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين ورفع الحصار”.

ونقلت صحيفة “الشارع” المحلية عن وكالة أنباء “سبأ” التي يسيطر عليها الحوثيون، أن رئيس ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” مهدي المشاط، يستعد لتوجيه خطابات إلى الشركات الملاحية وشركات النفط العاملة في اليمن، للتوقف عن أنشطتها في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.

الحكومة تدعو للضغط على الحوثيين

من جانبها أعلنت الحكومة اليمنية، أمس السبت، موافقتها على مقترح المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز جروندبرج، بتمديد وتوسيع الهدنة لضمان تسهيل حركة المواطنين ودفع المرتبات لتخفيف معاناتهم.

وانتقدت الحكومة الشرعية تنصل الحوثيين من التزامهم بالهدنة، وإنهاء حصار تعز وفتح الطرقات الرئيسة، واستغلال إيرادات ميناء الحديدة البالغة نحو 600 مليون دولار خلال 6 أشهر في الإثراء الشخصي لقادة الجماعة. ودعت الحكومة مجلس الأمن والمجتمع الدولي للضغط على الجماعة للكف عن الانتهاكات اليومية لوقف إطلاق النار، حسب موقع قناة “سكاي نيوز عربية“.

الضغوط الدولية

يأتي ذلك في حين تتواصل جهود المجتمع الدولي بقيادة المبعوث الأممي، لبناء تسوية سياسية شاملة تعتمد على تثبيت الأوضاع الميدانية وتوسيع نطاق الهدنة بين الجانبين، في حين تنتقد أطراف يمنية عدم دعوة جروندبرج للجنة فتح الطرق والمسئولة عن فتح الطرقات في تعز والمحافظات المجاورة بين مناطق سيطرة الحوثيين والمناطق المحررة تحت سلطة الشرعية اليمنية، حسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

واستغلت الحركة ظروف الهدنة في تنفيذ عروض عسكرية ضخمة منذ مطلع سبتمبر في مدينة الحديدة، وكان آخرها في العاصمة صنعاء في، 22 سبتمبر 2022، احتفالًا بذكرى الانقلاب على الحكومة الشرعية، وتضمنت الكشف عن أسلحة جديدة، حسب موقع قناة “فرنسا 24”.

مخاطرة استئناف الحرب

يتوقع محللون أن تنتهي الضغوط الدولية المتزايدة على الحوثيين إلى تمديد هدنة اليمن، مع استغلالها في تسليح عناصر الجماعة دون تحقيق تنازلات تذكر في مجال فتح الطرق، ما يجعل على الجانب الآخر الشروط الهشة لاستمرار الهدنة عائقًا أمام إحلال السلام وتحقيق التسوية المأمولة، حسب “مجموعة الأزمات الدولية”.

وتوقعت المجموعة صعوبة استمرار هدنة اليمن وفق الإطار الزمني المقترح، ما سيؤدي لعودة أكثر دموية ودمارًا للبلاد، نظرًا إلى انعدام الثقة بين الأطراف، ودعت لاستمرار شروط الهدنة السابقة بحد أدنى، والعمل على منع اندلاع المواجهات، ودفع الحوثيين والحكومة الشرعية إلى تقديم تنازلات.

ربما يعجبك أيضا