بعضها قيمته مليون يورو.. هيستيريا شراء المخابئ تجتاح أوروبا

في انعكاس للوضع الحالي بأوكرانيا، تجدد الاهتمام في أوروبا بكل شيء له علاقة بالمخابئ تحت الأرض ووسائل الهروب من الدمار.

وبعدما شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه على أوكرانيا، استدعت القارة العجوز ذكريات ما خلفته حربان عالميتان سابقتان، وبعد حُمى الكمامات واللقاحات والإغلاق إثر تفشي جائحة كورونا، أصيب الأوروبيون مؤخرًا بحُمى جديدة دفعتهم لشراء المخابئ الجاهزة، والحصول على حبوب اليود التي تمنع تراكم الإشعاع في الغدة الدرقية.

الاهتمام بالمخابئ يتجدد في أوروبا

مع انتشار مخاوف انتقال الحرب لأنحاء أوروبا، ارتفع الطلب على المخابئ المحصنة في بريطانيا، ولم يكن مستغربًا أن تُباع شقة صغيرة بمنطقة إزلنجتون غرب لندن مع مخبأ خاص في الحديقة الخلفية بسعر أكبر من قيمتها البالغة 800 ألف جنيه إسترليني، تقع الشقة في مبنى عتيق كان مملوكًا في السابق لشركة “ميتروبوليتان ووتر بورد”.

واستُخدم المبنى الذي بُني في ثلاثينيات القرن العشرين لاختبار مياه الخزانات والأنهار، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، بنت الشركة الملاجئ لحماية الموظفين من غارات القصف، بحسب موقع “ماي لندن“، وأصبحت معظم المخابئ البالغ عددها 650 مخبأً، لا تعمل، وتحول بعضها لمزارات سياحية أو قبو للنبيذ، بحسب فري جورنال برس.

مبيعات المخابئ تقفز لأرقام قياسية

أعلنت شركة Subterranean Spaces البريطانية أن الاستفسارات حول مخابئها ارتفعت بنسبة 100% مقارنة بعام 2021 عندما كان احتمال اندلاع صراع أوروبي مستبعدًا، وأشار مؤسس الشركة تشارلز هاردمان إلى أنه تلقى في أول يومين من الغزو الروسي لأوكرانيا 12 استفسارًا من عائلات في لندن وويلز وحتى جبال الألب الفرنسية.

وذكرت شركة Love Property أن مشاهدات الصفحة الخاصة بالأقبية والمخابئ على موقعهم قفزت بنسبة 259% منذ 23 فبراير 2022، وهو ما أرجعه بشكل مؤكد للأوضاع في أوكرانيا.

وفي أمريكا قال صاحب شركة Rising S Bunkers في تكساس جاري لينش إن الشركة شهدت زيادة بنسبة 1000 % في الطلب من أوروبا وأمريكا، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 شخص من بريطانيا اتصلوا به في الأيام الأخيرة، بحسب ديلي ميل، ومنذ بدء الهجوم على أوكرانيا، باعت الشركة 35 مخبأً وهو ما يعادل ما قد تبيعه خلال عام عادي.

مخابئ جاهزة للاستخدام

في إيطاليا، يقول جوليو كافيتشيولي صاحب شركة “مينوس إنجنير” للمآوي جاهزة الاستخدام، إنه في آخر 22 عامًا، صممت شركته 50 مخبأ فقط، وفي الأسبوعين الماضيين تلقى نحو 500 طلب، مشيرًا إلى أن هناك “هيستيريا لبناء المخابئ”، مدفوعة بالخوف من وصول الرؤوس الحربية النووية الروسية عبر أوروبا.

تقدم “مينوس إنجنير” جولة بالفيديو للعملاء المحتملين داخل مأوى نووي “جاهز للاستخدام” من تصميمها، يتضمن نظامًا لتنقية الهواء تحت الأرض من الجسيمات المشعة وغاز الأعصاب والعوامل البيولوجية الأخرى.

سوق المخابئ الفاخرة تنتعش

بجانب الملاجئ العادية، تتوافر ملاجئ فاخرة جاهزة للأثرياء مع أنظمة تنقية الهواء، يقول مؤسس شركة “أرتيمس بروتكشن” الفرنسية للملاجئ الفخمة إن هذه الملاجئ تشبه الشاليه ولكن تحت الأرض، وتكلف ما لا يقل عن نصف مليون يورو لكل مأوى، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وبحسب صحيفة “ذا لوكال” الإسبانية، تمتلك عدة مدن إسبانية بينها: مدريد وبرشلونة وغرناطة شبكات مترو يمكن أن تكون مأوى فعال للمدنيين في الغارات والهجمات، وتزعم شركة بناء المنازل الإسبانية “آر بي كيو” إلى أنها بنت أكثر من 400 مخبأ قبل مخاوف الحرب الأكرانية، وسجلت شركة “بانكريلا” أيضًا ارتفاعًا في الاهتمام بمخابئها الفاخرة في بداية جائحة  كورونا.

مخبأ فاخر بمليون يورو

تختلف الأسعار وفقًا للحجم والميزات الأخرى، ووفقًا لـ “آر بي كيو” فإن القبو الأساسي الذي تبلغ مساحته 50 مترًا مربعًا – والقادر على إيواء 25 شخصًا كحد أقصى لمدة 15 يومًا، يكلف 45 ألف يورو، في حين أن المخابئ الأكبر حجمًا التي تبدو مثل شقق فاخرة بسعر لا يقل عن مليون يورو.

وفي أمريكا تتراوح أسعار مخابئ شركة Rising S  عادة من 70 ألف دولار إلى 120 ألف دولار، وبيع أكبر مخبأ من تصميمهم بـ 240 ألف دولار، بحسب موقع سكبتور.

ألعاب فيديو ومطابخ في المخبأ

في بريطانيا، تُكلف الملاجئ المصممة حسب الطلب من شركة Hardman’s Subterranean Spaces ، التي تأسست عام 2018،  ما لا يقل عن 100 ألف جنيه إسترليني، وتصل أسعار المخابئ التي تحتوي على أجهزة ألعاب الفيديو ومطابخ وأنظمة تنقية الهواء لعائلة مكونة من 6 أفراد إلى 900 ألف جنيه إسترليني، بحسب ديلي ميل.

وقال هاردمان إن تخطيط وبناء المخبأ يستغرق نحو 4 أشهر، مضيفًا أنه يجب إنشاء المخابئ في حديقة وليس تحت منزل، وقال: “ما فائدة النجاة من انفجار نووي إذا انهار المنزل فوق المخبأ ولم يعد الخروج منه ممكنًا؟”.