بـ27 مليار دولار.. صفقة «توتال» تنعش آمال تطوير منظومة النفط العراقي

أحمد السيد

يعاني العارق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك من عجز شديد في المنتجات النفطية المكررة، التي تكلف البلاد نحو 5 مليارات دولار سنويًّا.


يستهدف العراق إعادة تحديث منظومة استخراج النفط، عبر جذب الشركات الأجنبية للاستثمار في مشروعات جديدة، عقب سنوات من الإهمال.

ويسعى العراق، صاحب رابع أكبر احتياطي نفط في العالم، لرفع إنتاجه أيضًا بما يقارب 25% بحلول 2030، لذا فإن جذب الاستثمار الأجنبي عامل رئيس للخطة، وكان الاتفاق الصعب مع شركة توتال إنيرجيز الفرنسية، على مشروعات بقيمة 27 مليار دولار، نقطة البداية.

اكتمال الاتفاق على صفقة «توتال» في العراق

بعد مفاوضات امتدت لأكثر من عامين، أعلت شركة توتال إنرجيز الفرنسية، في 5 إبريل 2023، التوصل لاتفاق مع العراق بخصوص مشروعات بقيمة 27 مليار دولار، وتحصل توتال وشركاؤها على 70% من ملكية المشروعات و30% ملكًا لحكومة بغداد، ما يبعث رسالة قوية بشأن الاستثمار الأجنبي في البلاد، وفق ما أوردته شبكة «سي إن بي سي عربية».

في 2021، اتفقت توتال إنرجيز على الاستثمار في مشروعات للنفط والغاز والطاقة المتجددة في منطقة البصرة الجنوبية، حتى عام 2046، ويتضمن الاتفاق الموقع بين الشركة ووزارة النفط العراقية 4 مشروعات، وتتوقع بغداد تحقيق أرباح بقيمة 95 مليار دولار، خلال مدة العقد على أساس سعر برميل 50 دولارًا.

العراق يأمل عودة شركات النفط العالمية

خلال مفاوضات يشأن الصفقة في مارس 2023، قال وزير النفط العراقي، حيان عبدالغني، إن المحادثات مع شركة الطاقة الفرنسية العملاقة لحل النقاط العالقة في الصفقة وصلت إلى مراحل متقدمة، واقتربنا من التفعيل للعقد، وتأمل بغداد أن يسهم الاتفاق في إنعاش الاستثمار الأجنبي في البلاد، حسب ما نقلته وكالة أنباء رويترز.

وأظهر تقرير لوكالة بلومبرج، في فبراير 2022، أن الصفقة بين توتال والعراق تعثرت وكان العراق يأمل أن يعيد إتمام هذه الصفقة مع شركات النفط العالمية الكبرى للبلاد، وسط خلافات على شروط ألغتها الحكومة الجديدة في البلاد وقتها، قبل الاتفاق عليها مجددًا.

صعوبات الاستثمار في الطاقة لدى العراق

يواجه العراق صعوبات في جذب استثمارات كبيرة جديدة لقطاع الطاقة، منذ أن وقَّع مجموعة من الصفقات في مرحلة ما بعد الغزو الأمريكي، منذ أكثر من 10 أعوام، وخفَّضت الحكومة مستويات الإنتاج المستهدفة مرارًا مع رحيل الشركات العالمية، التي أبرمت هذه الاتفاقات، بسبب ضعف العائد من عقود المشاركة في الإنتاج.

ويعاني ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك من عجز شديد في المنتجات النفطية المكررة، التي تكلف البلاد نحو 5 مليارات دولار سنويًّا، من بينها نحو 3.5 مليار دولار لاستيراد البنزين وزيت الغاز -الديزل، لذا يخطط للتوسع في مشروعات مصافي النفط، وفق تقرير منصة الطاقة، في 9 مارس 2022.

اقرأ أيضًا| العراق يتفق على امتلاك حصة من مشروع لـ«توتال» الفرنسية

العراق يطرح 7 فرص استثمارية بمجال النفط خلال 2023

يعنزم العراق، خلال الفترة المقبلة، طرح 7 من الفرص الاستثمارية بقطاع النفط، منها مصفى العمارة في محافظة ميسان بطاقة 150 ألف برميل باليوم، ومصفى المثنى بطاقة 100 ألف برميل باليوم، وفق تصريحات لوزير النفط، نقلها موقع قناة روسيا اليوم، في 11 يناير 2023.

ويطرح العراق أيضًا مصفى كركوك بطاقة 100 ألف برميل باليوم، ومصفى القيارة بطاقة 70 ألف برميل باليوم، وإضافة وحدة بطاقة 70 ألف برميل باليوم إلى مصفى ذي قار تضاف، الذي يبلغ إنتاجه الحالي 30 ألف برميل، إلى جانب التخطيط لإنشاء مصفى جديد في محافظة ذي قار بطاقة 150 ألف برميل باليوم.

«توتال» تدعو شركات إلى لاستثمار في العراق

بعد إبرام الاتفاق، دعت توتال إنرجيز الفرنسية شركتي قطر للطاقة وأكوا باور السعودية للمشاركة في خطة استثمارية لمشاريع طاقة في العراق، بقيمة أولية تصل إلى 10 مليارات دولار، حسب ما أوردته وكالة بلومبرج، في 5 مارس 2023.

وأشارت توتال أيضًا، إلى دعوة شركة أكوا باور السعودية للمشاركة في تطوير محطة طاقة شمسية بقدرة 1 جيجاواط لتزويد الكهرباء لشبكة البصرة الإقليمية.

ربما يعجبك أيضا