بفضل الإنفاق الدفاعي.. بريطانيا تسير بخطى ثابتة وسط تقلبات العالم

كاستفادة من حرب أوكرانيا.. هل تستعد بريطانيا للتهديدات المحتملة من إيران والصين؟

بسام عباس
رئيس أركان الدفاع البريطاني، توني راداكين

تناول رئيس أركان الدفاع البريطاني، توني راداكين، في مقال نشرته صحيفة “التليجراف” البريطانية، 23 أبريل 2024، الحالة الفوضوية التي يمر بها العالم، لافتًا إلى أن المملكة المتحدة بفضل التزامها بالإنفاق الدفاعي اتخذت موضعًا في عصر مليء من بالحروب والصراعات.

وقال إننا ينبغي أن نكون واثقين من أن استراتيجيتنا في التعامل مع التقلبات التي نراها في العالم هي الاستراتيجية الصحيحة، فالمملكة المتحدة آمنة لأننا قوة نووية، ولأننا ننتمي إلى حلف الناتو، ولأن رجال ونساء القوات المسلحة مستعدون وقادرون على العمل.

تكثيف الجهود

أوضح راداكين أن السبب وراء انضمام الطائرات البريطانية إلى طائرات الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى في الدفاع عن إسرائيل هو منع تصعيد الصراع مع حماس نحو حرب شاملة، وأن السبب وراء قيام الجيش البريطاني بتدريب عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين هو أنه من مصلحتنا الوطنية والجماعية تكمن في فشل بوتين.

وأشار إلى أن بريطانيا أجلت مواطنين بريطانيين من السودان، ونشرت الجيش في مهام حفظ السلام في كوسوفو، وأرسلت سفينة لطمأنة جويانا في أعقاب الخطاب التوسعي لفنزويلا، لافتًا إلى أن القوات المسلحة البريطانية كثفت جهودها لتلبية كل ما هو مطلوب منها.

قرارات كبيرة

أوضح رئيس أركان الدفاع البريطاني أن القرارات الكبيرة التي اتخذتها بريطانيا في العقود الأخيرة أثبتت أنها كانت صحيحة، ومنها تجديد رادعها النووي، وتعزيز الجناح الشمالي والشرقي لحلف الناتو، وإعادة رسملة الجيش، وتشكيل تحالفات صناعية جديدة مثل التحالف العسكري الأمريكي في الولايات المتحدة.

وأضاف أن الأسلحة الحديثة صعبة ومكلفة ولكنها ضرورية، ولهذا السبب نواصل الاستثمار في القدرات الجديدة والمتقدمة، مثل برنامج تطوير مقاتلة من الجيل السادس مع اليابان وإيطاليا، إن القيام بذلك الآن يضمن أننا سوف نكون متقدمين على التهديد في غضون 20 عامًا.

وذكر أن إعلان رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، بأن المملكة المتحدة ستنفق 2.5% من ثروتنا الوطنية على الدفاع بحلول عام 2030 يعني أننا قادرون على تسريع مسار السنوات الأخيرة، وأن تقديم الدعم لأوكرانيا لدليل على أن بريطانيا تفي بكلمتها، كما أنها تعمل على تعزيز التزامها تجاه حلف الناتو.

سندافع عن مصالحنا

أوضح راداكين أنه من خلال الالتزام بإنفاق 2.5% من ثروتنا الوطنية على الدفاع، يصبح بوسعنا تسريع جهودنا لتنفيذ الدروس المستفادة من الحرب في أوكرانيا، وإعداد أنفسنا لعصر أكثر خطورة، وأن بريطانيا ستعمل على تعميق مرونة مخزوناتها من خلال مضاعفة المبلغ الذي نستثمره في الذخائر وإعادة ضبط علاقتنا مع موردي الدفاع.

وأضاف أن علينا أن نركز على معالجة القضايا التي تهم شعوبنا، فالكثير من الناس الذين يريدون خدمة وطنهم يجدون عقبات تعترض طريقهم، لافتًا إلى أن دعم أفراد القوات المسلحة ورعاية أطفالهم أثبتت أنها تحظى بشعبية كبيرة بين العائلات العسكرية.

وقال إن القوات المسلحة البريطانية تحرز تقدمًا حقيقيًا في التكيف التكنولوجي، فقيادة الفضاء البريطانية جاهزة للعمل، وتحل المركبات التي يتم تشغيلها عن بعد محل السفن التقليدية لصيد الألغام والسفن الهيدروغرافية، فيما تطورت أسلحة الليزر وسيعمم استخدامها في غضون السنوات القليلة المقبلة، ولكن علينا أن نكون أكثر طموحًا.

الثقة بالنفس

أشار راداكين إلى وجود عنصر “الثقة بالنفس” والذي هو ضروري في هذه الأوقات العصيبة، لافتًا إلى الذكرى الثمانين لمعركة نورماندي التي كشفت عن شجاعة هائلة للقوات البريطانية وإحساسًا واضحًا بالهدف لرؤية ما أسماه الجنرال أيزنهاور “القضاء على الطغيان النازي على شعوب أوروبا المضطهدة، وتوفير الأمن لأنفسنا في عالم حر”.

ودعا إلى ضرورة التحلي بالثقة لندرك هذه اللحظة على حقيقتها، علامة على ثقتنا بأنفسنا، استثمار يرسل رسالة إلى الصديق والعدو على حد سواء، أن بريطانيا لم تفقد عزيمتها وقدراتها، وأنها ستدافع عن مصالحها، وتدعم حلفائها، لتحقق معهم الانتصار.

ربما يعجبك أيضا