بقيادة «دحلان».. جيل فلسطيني جديد يسعى للسلام

الجيل الفلسطيني الأوسط يتطلع إلى محمد دحلان

أحمد عبد الحفيظ

تتطلع فئة من الشباب الفلسطيني، المعروفة بالجيل الأوسط، إلى لعب دور فاعل في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، مع تعزيز الأمن والاستقرار في المجتمع الفلسطيني.

يميل هؤلاء الشباب بحسب صحيفة “المعاريف”، في تقرير لها، الأربعاء 28 أغسطس 2024، إلى نهج جديد يتسم بالواقعية والبراجماتية، حيث يرون أن الطريق الأمثل لتحقيق السلام والاستقرار يكمن في إنهاء الصراع مع إسرائيل، وليس مجرد إدارته بشكل مستمر.

عنصر مؤثر بالصراع

يمثل هذا الجيل، الذي تتراوح أعمار معظم أفراده بين أواخر العشرينات وأواسط الأربعينات، عنصرًا مؤثرًا في تشكيل المستقبل الفلسطيني.

وسسعى هذا الجيل إلى تجاوز القيادات التقليدية الحالية التي تواجه تحديات صعبة ومعقدة، ويرى في نفسه القدرة على الدفع نحو تسوية سياسية حقيقية تحقق التطلعات الوطنية.

تباين مواقف الأجيال

يشهد المشهد الفلسطيني تباينًا بين الجيل الأوسط والشباب الأصغر سنًا، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا.

وفي حين يميل الجيل الأصغر نحو الانخراط في أعمال العنف والمقاومة كخيار ضروري لتعزيز الأهداف السياسية، يسعى الجيل الأوسط إلى إيجاد حل سياسي يعتمد على مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ويرى في إنهاء الصراع مقدمة ضرورية للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية.

التطبيع والدبلوماسية

على عكس الرؤية التي تدفع نحو التطبيع المباشر بين إسرائيل والدول العربية، يؤكد الجيل الأوسط أن تحقيق السلام يجب أن يكون الأولوية، وأن التطبيع يجب أن يأتي كنتيجة لمفاوضات وتسوية عادلة مع إسرائيل.

يدعو هذا الجيل إلى حل الصراع كشرط أساسي لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية، ما يعكس رؤية استراتيجية للسلام.

الوجه القيادي المنتظر

يرى الجيل الأوسط في محمد دحلان، المسؤول السابق في حركة فتح، شخصية قيادية ذات قدرات خاصة تؤهله للعب دور محوري في المرحلة القادمة، دحلان، الذي يمتلك خبرة طويلة في المجالين السياسي والأمني، ويعتبر من بين الشخصيات التي تحظى بتقدير واسع لدى هؤلاء الشباب، خاصة أنه يمتلك دعمًا في الساحة العربية والدولية، ويُعتقد أنه قادر على مواجهة التحديات السياسية والأمنية التي تعصف بالنظام الفلسطيني.

رغم أن دحلان لا يزال بعيدًا عن الساحة الفلسطينية منذ 2011، إلا أن العديد من الشباب يرونه خيارًا مهمًا في المستقبل، لا سيما بعد غياب محمود عباس عن المشهد السياسي.

عباس أم دحلان؟

لا يزال الجيل الأوسط يمنح محمود عباس، المعروف بأبو مازن، تقديرًا كبيرًا لدوره السياسي والدبلوماسي في تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية إقليميًا ودوليًا، يرى العديد من الشباب فيه شخصية معتدلة ذات نهج براجماتي، تلتزم بالسلام مع إسرائيل.

لكن، في ظل الصعود المتزايد لحركة حماس كعامل قيادي مؤثر، يبدو أن الفلسطينيين يبحثون عن وجوه قيادية جديدة مثل دحلان، قادرة على إعادة توجيه المسار السياسي نحو تحقيق الأهداف الوطنية.

تحديات المستقبل

رغم الدعم الذي يحظى به دحلان، يظل غيابه عن الساحة الفلسطينية يمثل تحديًا كبيرًا أمام محاولاته للعودة إلى الصف الأول للقيادة.

ومع ذلك، يبقى الجيل الأوسط يعلق آماله على دور مستقبلي له قد يكون حاسمًا في إعادة الاستقرار والأمن إلى قطاع غزة، وتعزيز دور الشباب بالنظام السياسي الفلسطيني.

ربما يعجبك أيضا