بكبسة زر واحدة..”فيس بوك” يقرأ عقول مستخدميه قريبا

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
لن يصبح ما تقوله أو تفعله أو تفكر فيه سرا على أحد بعد استخدامك لتطبيقات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ولم تعد للخصوصية مجالا عبر مواقع التواصل التي وصلت إلى أبعد الحدود في مجال انتهاك الخصوصية وكشف ستر المستخدمين.

وأفادت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا لتوم نولز، مراسل شؤون التكنولوجيا، بعنوان “فيسبوك تشتري شركة تكنولوجيا لقراءة العقول”.

وتقول الصحيفة: إن عملاق شبكات التواصل الاجتماعي، فيسبوك، أنفق ما يصل إلى مليار دولار لشراء شركة تنتج أشرطة ذكية للمعصم لها القدرة على قراءة عقول مستخدميها.

ويقول الكاتب: إن فيسبوك اشترت شركة “سي تي آر إل لابس”، التي أُسست من أربعة أعوام ومقرها نيويورك، وشارك في تأسيسها توماس ريردون، الذي ابتكر متصفح الإنترنت “إنترنت إكسبلورر”، وباتريك كايفوش، وهو عالم أعصاب. ويضيف الكاتب أن هذه أكبر عملية شراء يقوم بها فيسبوك منذ خمس سنوات.

وأكد الكاتب إن “سي تي آر إل لابس” صممت أشرطة للمعصم يمكنها قراءة الأوامر التي يرسلها المخ إلى عضلات الذراع، وبالتالي يمكنها معرفة الحركة التي يود الشخص القيام بها بيده قبل القيام بها، سواء كان ذلك الضغط على زر فأرة الكمبيوتر، أو الطباعة على لوحة الطباعة.

أما فيما يتعلق بفيسبوك فإن التقنية الجديدة تمكن المستخدم، على سبيل المثال، من مشاركة الصور مع أصدقائه بمجرد التفكير في ذلك، دون القيام بأي حركة جسمانية، أو كتابة منشور دون الحاجة إلى طباعة الحروف.

وستنفق إدارة “فيس بوك” أكثر من 500 مليون دولار لشراء شركة تعمل على التحكم في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بك للوصول إلى الأفكار الخاصة بك.

واعتبر الكثيرون أن هذا أمر مخيف، أن يجمع فيس بوك كل البيانات الشخصية للمستخدم حتى أفكاره الكامنة، بخاصة بعد الفضيحة المدوية التي تم فيها الحصول على البيانات الشخصية لأكثر من 87 مليون مستخدم على Facebook بشكل غير صحيح من خلال البيانات السياسية.

وبشكل عام، تعكس ردود الفعل الكثير من المشاعر العامة المحيطة بفيسبوك بعد سنوات من الخلافات حول خصوصية البيانات للمستخدمين، وفقًا موقع “إنسايدر” الأمريكي.

وكانت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية وقعت غرامة على شركة فيسبوك وهي أكبر غرامة مالية في تاريخ الشركات الأمريكية وتصل إلى 5 مليارات دولار لتسوية قضية انتهاك خصوصية المستخدمين.

كما تم إجبار الشركة المالكة لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على إنشاء لجنة مستقلة للخصوصية، لا تخضع لسيطرة المدير التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ.

وفتحت لجنة التجارة الفيدرالية تحقيقا في اتهامات تتعلق بحصول شركة الاستشارات السياسية كامبريدج أناليتكا، على بيانات 87 مليون مستخدم لفيسبوك، بصورة غير قانونية.

واتسع التحقيق ليشمل قضايا أخرى مثل خاصية التعرف على وجه المستخدمين وبالتالي تحديد هويتهم من وجوههم.

ورغم المخاوف من انتهاك الخصوصية لم يفقد المستخدمون الثقة في موقع فيسبوك، بحسب إيرادات الشركة.

وقالت فيسبوك: إن عدد المستخدمين النشطين شهريا ارتفع بنسبة 8 في المائة خلال الربع الثاني من العام الحالي. كما ارتفعت الإيرادات، ومعظمها مبيعات إعلانات، بنسبة 28 في المائة متجاوزة توقعات المحللين.

يُشار إلى أن “فيس بوك” تستخدم تقنيات الذكاء الصناعي، والتعلم الآلي؛ لفرز المحتوى على منصاتها.

لكن البرنامج المسؤول عن ذلك يحتاج إلى التدريب للتعرف على الأنواع المختلفة من المحتوى. ولتدريب خوارزميات البرنامج على فهم المحتوى، يجب أن تُحلل عينات من البيانات، وكل ذلك يحتاج إلى تسميتها، وتصنيفها من قِبل البشر، وهي العملية التي تُعرف باسم “شرح البيانات”.

ربما يعجبك أيضا