بلومبرج: الشيخ طحنون بن زايد يُجسد التطلعات الاقتصادية العالمية للإمارات

مؤشر أبوظبي يتضاعف 3 مرات تقريبًا منذ أبريل 2020.. وقيمة البورصات الإماراتية تقترب من تريليون دولار

بسام عباس
سوق أبوظبي للأوراق المالية

قالت وكالة بلومبرج الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الجمعة 5 إبريل 2024، إن حكام الإمارات سيحققون “التميز” الذي طالما طمحوا إليه، وستصبح أسواق الأوراق المالية لدولة الإمارات موطنًا لشركات تبلغ قيمتها تريليون دولار.

وأوضحت الوكالة أن هذا النجاح الهائل يعتمد على الأداء الأخير الذي حقق أعلى مستوياته في سوق أبوظبي للأوراق المالية، لافتة إلى أن الأسواق الإماراتية احتلت المرتبة 17 على مستوى العالم في نهاية مارس الماضي، متقدمة على البرازيل وإسبانيا.

التطلعات الاقتصادية

سلطت وكالة بلومبرج الأمريكية الضوء على دور الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية القابضة، موضحة أنه يدير كل جزء من أعمال سوق أبوظبي المالية تقريبًا، واعتبارًا من 31 مارس 2024، كان وزن شركات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، أو تلك التي يشرف عليها تمثل 65٪ على الأقل من مؤشر فوتسي (FTSE ADX) العام.

وأضافت الوكالة، أن الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، يجسد التطلعات الاقتصادية العالمية للإمارات، مستخدمًا ممتلكاته ومنصبه لمتابعة عمليات الاستحواذ العالمية، مع دفع الجهود لتعزيز الاقتصاد المحلي، ما يعكس سعي دولة الإمارات إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، وتحويل أبوظبي إلى مركز مالي عالمي، حيث اشترى عمالقة التمويل مثل “راي داليو” شقق بنتهاوس بجانب الشاطئ.

وأوضحت بلومبرج، أن الشركة العالمية القابضة (IHC)، ارتفعت قيمتها بأكثر من 400 ضعف منذ عام 2019، وتقدر قيمة التكتل المترامي الأطراف، بنحو 240 مليار دولار، أي أكثر من شركة والت ديزني أو ماكدونالدز.

الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان

الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان

 تأثير عميق

قالت الوكالة إن تأثير الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، أعمق من ذلك، فهو يدير نحو 1.5 تريليون دولار، معظمها من خلال الصناديق السيادية التي يرأسها، ويبدو كما لو أن رجلاً واحدًا يدير بورصة نيويورك، بالإضافة إلى ثلثي الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

ويقول العديد من المصرفيين والمستثمرين والاقتصاديين إن الهيكل غير المعتاد لسوق أبوظبي يشكل تحديات أمام مديري الاستثمار العالميين الذين يرغبون في تحقيق الربح، حيث تضاعف مؤشرها الرئيس 3 مرات تقريبًا منذ أبريل 2020، ما يجعلها السوق الرئيسة الأفضل أداءً في العالم خلال تلك الفترة.

 جذب المستثمرين الأجانب

أوضحت بلومبرج أن سوق الأوراق المالية في الإمارات، يعكس طموحات قادة البلاد، إذ يتوقع الأعضاء أن تؤدي قيمتها المتزايدة إلى جذب رأس المال الدولي وتشجيع المستثمرين المحليين على الاحتفاظ بأموالهم في البلاد، وفقًا لأشخاص مطلعين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

ومنذ عام 2020، وحتى نهاية مارس، تضاعفت القيمة الإجمالية للشركات المدرجة في البورصات الإماراتية 4 مرات تقريباً، لتصل إلى 950 مليار دولار، لافتة إلى أن السوق السعودية، الذي تبلغ قيمته 3 تريليون دولار، هو الأكبر في المنطقة، فيما تجاوزت قيمة سوق أبو ظبي 711 مليار دولار.

وذكرت الوكالة أن الإمارات أعلنت في عام 2019 أنها ستسمح للأجانب بامتلاك 100% من الشركات في مختلف الصناعات، ومنذ أواخر عام 2021، باعت حصصًا في الشركات المملوكة للدولة لتعزيز البورصات وجذب المستثمرين، مشيرة إلى أن الطرح العام الأولي لهيئة كهرباء ومياه دبي جمع 6.1 مليار دولار، وجذب مشترين مثل “بلاك روك”، ومجموعة “فانجارد”، و“فيديليتي” للاستثمارات.

جولات ترويجية

أفادت الوكالة الأمريكية أن بنوك وول ستريت أصبحت تنظم جولات ترويجية لمديري الصناديق إلى المنطقة لمقابلة المستثمرين المحتملين للاكتتاب العام الأولي، وهو تغيير كبير بعد أن كانت الشركات الإقليمية تسعى إلى الإدراج في لندن أو نيويورك.

ونقلت عن رئيس قسم الاستثمار في الأسهم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى فرانكلين تمبلتون ومقره دبي، صلاح شمة، قوله: “في بعض الحالات، نشعر أن الهدف هو جذب المستثمرين الأجانب وتشجيع المشاركة الدولية الأعلى.. وفي حالات أخرى، يبدو الأمر أشبه بإعادة توزيع الثروة داخل مجتمع المستثمرين المحليين”.

وأوضحت أن تقييمات (IHC) المعقدة تسببت في حيرة بين المحللين والمستثمرين، إذ أن أبوظبي نقلت ملكية عشرات الشركات الخاصة إلى (IHC)، وأحيانًا من خلال عمليات اندماج عكسية، ما أدى إلى ارتفاع النقد والمكافئات النقدية للمجموعة إلى 20 مليار دولار العام الماضي بعد أن كانت 80 مليون دولار في عام 2018.

تطوير استراتيجيات مستقبلية

نصحت الوكالة المستثمرين في دولة الإمارات بأن يكونوا مستعدين لمراوغات السوق، مشيرة على أن شركة IHC، في شهر فبراير، اتخذت خطوة حوكمة غير محتملة في شركة مدرجة في بورصة نيويورك.

ولفتت بلومبرج إلى أن الشركة عينتمستشارًا للذكاء الاصطناعي مراقبًا في مجلس إدارة الشركة، يُطلق عليه اسم “آيدن إنسايت”، تجسيدًا لالتزام الشركة بالابتكار والريادة في تطوير استراتيجيات مستقبلية للنجاح، وسيقدم تحليلات فريدة للبيانات ورؤى استراتيجية تساعد الشركة على ترسيخ مكانتها في طليعة التطورات التي يشهدها القطاع.

ربما يعجبك أيضا