بلومبرج: انطلاق مشاريع ثقافية ومعمارية تعزز مكانة أبوظبي

أحمد السيد

بدأت ملامح توسع أبوظبي الكبير تظهر للعيان، مع انطلاق مشاريع ثقافية ومعمارية ضخمة تُعتبر علامة على تحول المدينة إلى مركز عالمي جديد.

من بين هذه المشاريع، الأقماع الشفافة الضخمة التي تتدلى على جوانب متحف «غوغنهايم» أبوظبي، والتي أصبحت الآن مرئية للمارة عبر الطريق السريع في المدينة. ومن المتوقع أن يكون هذا المتحف أكبر بنحو 12 مرة من نظيره الشهير في نيويورك، ما يعكس طموح أبوظبي في أن تصبح مركزًا ثقافيًا عالميًا، بحسب وكالة «بلومبرج» الأحد 25 أغسطس 2024.

متحف زايد الوطني

على مسافة ليست بعيدة، تقف هياكل معدنية عملاقة تشبه أجنحة الصقر على سطح متحف زايد الوطني الجديد. وهذا المتحف يتربع بجانب مشاريع ثقافية أخرى، من بينها متحف التاريخ الطبيعي الذي يُنتظر افتتاحه قريباً، بالإضافة إلى فرع متحف اللوفر الذي افتتح أبوابه في 2017.

وأشارت الوكالة إلى أن هذا التوسع الهائل الذي تشهده أبوظبي ليس فقط في المجال الثقافي، حيث تشهد تحولًا سريعًا بفضل الطفرة العمرانية الضخمة التي تملأ أفقها. وتستثمر الإمارة في مشاريع ترفيهية وثقافية متعددة مثل حدائق ترفيهية شاسعة، وفنادق خمس نجوم، ومنازل فاخرة، ومجمعات رياضية، وأبراج مكاتب عصرية. وكل هذه المشاريع تهدف إلى تعزيز الاقتصاد وتوفير بيئة مناسبة لجذب العمالقة الماليين العالميين مثل شركة «بريفان هاورد» و«كيركوسوالد» التي أسست لها فروعًا في المدينة.

مجتمعات سكنية ضخمة

فيما يعتبر متحف غوغنهايم جزءًا من خطة شاملة تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار لتعزيز السياحة والنشاط الثقافي في العاصمة الإماراتية، تعمل أبوظبي أيضًا على بناء مجتمعات سكنية ضخمة لاستقطاب المغتربين الأثرياء الذين يأتون للعمل والعيش هنا، حيث إن المستثمرين من المملكة المتحدة والهند وإسبانيا ودول أخرى يتهافتون على شراء الفلل الساحلية التي تباع بملايين الدولارات.
وقال سلطان سعود القاسمي، كاتب إماراتي وجامع أعمال فنية: «أبوظبي تحاول أن تتموضع كعاصمة عالمية، وليس مجرد مركز إقليمي. إنها تبني البنية التحتية المادية التي تتماشى مع طموحاتها العالمية كعاصمة لدولة تتفوق في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة».

جذب العائلات الثرية

أسهمت ضرائب الدخل الصفرية في جذب العائلات الثرية الباحثة عن تجنب الضرائب المتزايدة في أوروبا، وقامت الإمارات بتوسيع قاعدة المقيمين المؤهلين للحصول على إقامة لمدة 10 سنوات. وتُظهر دراسة أجرتها وكالة العقارات «بيترهومز» أن المواطنين البريطانيين كانوا أكبر المشترين للعقارات السكنية في أبوظبي خلال النصف الأول من عام 2024، تلاهم المشترون من الإمارات والهند وإسبانيا وتركيا والولايات المتحدة.
وتشهد أبوظبي تزايدًا في الطلب على العقارات مع ارتفاع أسعار الفلل في جزيرة السعديات التي يفضلها المستثمرون الأثرياء الباحثون عن شقق فاخرة على البحر، بنسبة تقارب 15% في الربع الأول مقارنة بالعام السابق، كما ارتفعت الإيجارات بنسبة 6.4% في نفس الفترة، وفقاً لمجموعة «سي بي آر أي». وفي الوقت نفسه، بلغت نسبة إشغال مركز أبوظبي المالي العالمي 95%.

بناء 8660 منزلًا

ومن المتوقع أن يُكمل المطورون بناء 8,660 منزلًا في أبوظبي هذا العام. كما يتوقع تسليم 56 ألف متر مربع من المساحات المكتبية، معظمها في ميدان مصدر، وهي مدينة منخفضة الكربون تُبنى في أبوظبي، خلال نفس الفترة. وسيصبح تصميم المباني المستدامة أمرًا حيويًا في ظل الحاجة إلى تقليل استهلاك الطاقة في منطقة يتم فيها استخدام ما يصل إلى 70% من الكهرباء لتبريد المنازل.

ربما يعجبك أيضا