بلومبرج: وزير الدفاع الروسي الجديد.. آلة بوتين لتحريك الحرب لصالحه

«اقتصاد الحرب» وراء تغيير وزير الدفاع الروسي

شروق صبري
الرئيس فلاديمير بوتين

كان وزير الدفاع الروسي المعزول، هدفا للتمرد المجهض العام الماضي، من زعيم المرتزقة فاغنر يفغيني بريجوزين، الذي اتهمه بإخفاقات متكررة في ساحة المعركة، فلماذا عزله بوتين فاجأة؟


يشير التغيير المفاجئ، الذي أجراه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بين فريقه الدفاعي والأمني إلى تصميمه على إعداد اقتصاد الحرب الروسي لصراع طويل ومكثف في أوكرانيا ضد الغرب، بحسب وكالة “بلومبرج” الأمريكية.

وعيّن الرئيس الروسي، أندريه بيلوسوف، البالغ من العمر 65 عامًا، والذي كان سابقًا مساعدًا اقتصاديًا للرئيس ونائبًا أول لرئيس الوزراء، كوزيرًا جديدًا للدفاع في روسيا، محل سيرجي شويجو الذي شغل المنصب منذ 2012.

تعزيز القدرة الاقتصادية

يُعتبر “بيلوسوف” شخصية مثيرة للاهتمام نظرًا لدعوته المتكررة إلى زيادة سيطرة الدولة على الاقتصاد، مما يعكس تصميم بوتين على تعزيز القدرة الاقتصادية والعسكرية لروسيا في ظل الأوضاع الحالية، وفقا للتقرير الذي نشر اليوم الاثنين 13 مايو 2024.

وقالت تاتيانا ستانوفايا، من مؤسسة شركة الاستشارات السياسية، إن تعيين بيلوسوف يتعلق بلجنة تخطيط الدولة (Gosplan)، التي كانت مسؤولة في السابق عن التخطيط الاقتصادي المركزي في الاتحاد السوفيتي، وتبرز هذه المعلومة أهمية الجانب الاقتصادي في الخطط الروسية لمواجهة الأزمة الحالية.

إخفاقات متكررة

وفقًا لشخص مطلع على مداولات الحكومة، رفض الكشف عن هويته لبلومبرج، يعود سبب قرار بوتين بتعيين بيلوسوف إلى أنه كان يضع في اعتباره نموذج وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت ماكنمارا، الذي خدم في عهد الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون في ستينيات القرن الماضي، أثناء حرب فيتنام، حيث قام بإصلاح المشتريات العسكرية لتحسين الكفاءة.

وربما تعكس إطاحة بوتين بشويجو، أحد أقرب حلفائه، إلى الإحباط من الفشل في هزيمة أوكرانيا في حرب كان من المفترض أن تستمر لأيام، وهي الآن في عامها الثالث مع مقتل أو جرح مئات الآلاف من القوات الروسية.

الإصلاح الدفاعي

يأتي الإصلاح الدفاعي في الوقت الذي يستعد فيه بوتين للسفر إلى الصين هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس شي جين بينج، وتسلط الزيارة الضوء على أهمية الصداقة بالنسبة لزعيم الكرملين مع بكين، والتي مكنت موسكو من التغلب على العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمحاولة تدمير الاقتصاد الروسي.

مثل شويجو، يصل بيلوسوف إلى وزارة الدفاع بدون خلفية عسكرية، ومع بدء أوكرانيا في تلقي عشرات المليارات من الدولارات في هيئة مساعدات عسكرية جديدة من حلفائها في الولايات المتحدة وأوروبا، تواجه روسيا التحدي المتمثل في تعظيم تأثير إنفاقها الدفاعي، الذي يرتفع إلى مستويات غير مسبوقة تاريخيا.

الصراع مستمر

تتقدم القوات الروسية في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، في هجوم جديد. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر يوم الأحد 12 مايو 2024، إن قوات الدفاع تتمسك بمواقعها في معارك ضارية، واصفا الوضع بأنه “صعب للغاية”.

قال شخصان مطلعان على الاستراتيجية الروسية إن بوتين عازم على تحقيق الحد الأدنى من هدف الحرب المتمثل في السيطرة الكاملة على منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، في أعقاب الصراع المستمر منذ سنوات والذي أججته موسكو والذي قدم مبرره لهجوم فبراير 2022.

اقتصاد حرب

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن إنفاق الدولة على وزارة الدفاع وقطاع الأمن الروسي يقترب من 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يقترب من المستويات التي وصل إليها الاتحاد السوفييتي في ذروة الحرب الباردة في الثمانينات.

ونقلت وكالة إنترفاكس عن بيسكوف قوله إنه في حين أن مستويات الإنفاق ليست “حرجة” بعد، فقد اختار بوتين بيلوسوف بسبب الحاجة إلى “القدرة التنافسية الاقتصادية” في وزارة الدفاع. وقال أندريه كولسنيكوف، الزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في موسكو: “تعيين بيلوسوف علامة على أن الاقتصاد الروسي يتحول إلى اقتصاد حرب”.

تغييرات مهمة

ويعد هذا التغيير هو التغيير الأوسع نطاقا منذ عام 2020، عندما عين بوتين ميخائيل ميشوستين ليحل محل ديمتري ميدفيديف كرئيس للوزراء. وبعد أشهر، عدل بوتين الدستور للسماح له بفترتين أخريين، مما يعني أنه يمكنه الحكم حتى عام 2036.

وأعيد تعيين ميشوستين الأسبوع الماضي لمواصلة منصب رئيس الوزراء. ويشغل ميدفيديف منصب نائب رئيس مجلس الأمن منذ عام 2020.

ربما يعجبك أيضا