بمساعدة ليوبارد وأبرامز… أوكرانيا تستعد لشن أقوى هجوم مضاد في إبريل

عمر رأفت
أوكرانيا تحشد قواتها .. ما بين الدفاع عن باخموت وشن هجوم عكسي ضد روسيا

حالة من الاستنفار تعيشها مدينة باخموت، في ظل الصراع الدائر حولها بين الجيشين الروسي والأوكراني.


كانت دبابات ليوبارد ألمانية الصنع، التي أهدتها بولندا، في فبراير 2023، أوكرانيا، باكورة ترسانة أسلحة ضخمة يعتزم الغرب إمداد كييف بها خلال الفترة المقبلة.

وذكرت مجلة الإيكونوميست، في تقرير لها، أن الجيش الأوكراني يحشد تعزيزات عسكرية ضخمة بمساعدة الغرب، لشن هجوم عكسي على نظيره الروسي، في أوائل إبريل المقبل.

عدد قليل من دبابات ليوبارد

أضافت المجلة أن قضية إرسال الدبابات من طراز ليوبارد إلى أوكرانيا كانت بمثابة نقطة جدال لداعمي كييف، من حيث إرسالها أم لا ولكن في 25 يناير الماضي، أنهى المستشار الألماني، أولاف شولتز، هذا التردد، وقدم وعودًا بإرسال دبابة ليوبارد 2a6، وهي نسخة متطورة من الدبابة.

وأشارت إلى أن إرسال تلك الدبابات ستكون بمثابة نقطة انطلاق لتبرعات أوروبية لا تحصى من الأسلحة لصالح أوكرانيا، لكنها حذرت في الوقت نفسه من أن التحالف المساند لكييف لم يرسل سوى عدد قليل من دبابات ليوبارد حتى الآن.

اقرأ أيضًا: خطوة تاريخية.. خطة أوروبية مشتركة لشراء أسلحة دعم أوكرانيا

أسلحة أخرى ضمن التبرعات الغربية

أوضح التقرير أن كييف ستتلقى أيضًا أنواعًا أخرى من الأسلحة، منها 14 طائرة من طراز تشالنجر2 من بريطانيا، وكذلك وعدت أمريكا بـ31 دبابة أبرامز من طراز m1a2، وهي أكثر الدبابات تقدمًا في ترسانتها.

وسترسل بولندا، التي وعدت أوكرانيا بـ14 دبابة ليوبارد، قرابة 250 دبابة من طراز T-72 السوفيتية، و60 دبابة T-72 حديثة، ومجموعة متنوعة من مركبات قتال المشاة من طراز BMP-1 من الحقبة السوفيتية، إضافة إلى مركبات سترايكر وبرادلي الأمريكية.

مصلحة الغرب

أشارت الإيكونوميست إلى أن التركيز على إرسال الدبابات إلى كييف صرف الانتباه عن تحول استراتيجي مهم للغاية، ففي ديسمبر الماضي، أدركت الولايات المتحدة وبريطانيا أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية ليس في مصلحة الغرب.

وتبرعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بمساعدات لأوكرانيا بقيمة 8 مليارات دولار، حتى الآن، وتحديدًا منذ ديسمبر 2022. وقال مسؤول أوروبي في تصريحات أبرزتها الإيكونوميست إن المساعدات التي وصلت كييف ليست بنفس قوة الدبابات، لكنها حاسمة في أي هجوم مستقبلي.

اشتداد المعركة في باخموت

يأمل رئيس أركان الجيش الأوكراني، الجنرال فاليري زالوجني، أن يمتلك في نهاية المطاف 3 فيالق عسكرية جديدة، كل منها يضم 6 ألوية، يتألف كل لواء منها من أكثر من 20 ألف جندي مدربين على أعلى مستوى.

وأشارت الإيكونوميست إلى أن الهدف من الهجوم الروسي، الذي بدأ في أواخر يناير الماضي، هو إجبار أوكرانيا على الالتزام بالعدة والعتاد، الذي تمتلكه فقط، ما يجعل شن هجوم مضاد صعبًا. وتقدم الروس، خلال الأيام الأخيرة، بعمق في مدينة باخموت، في مقاطعة دونيتسك تعرضت للهجوم الروسي، منذ الصيف الماضي، لكن تلك المعركة أسفرت عن خسائر روسية أكبر بكثير من الخسائر الأوكرانية.

انقسام داخل حلفاء كييف

توجد حالة من الانقسام بين المسؤولين الغربيين بشأن ما إذا كانت الجهود والتدريبات العسكرية لمساعدة أوكرانيا قادرة على هزيمة روسيا، ولا يزال عدد كبير من الجيش الأوكراني من ذوي خبرة محدودة، وكذلك الذخيرة ليست كافية على النحو الجيد، وفق تقرير المجلة.

من ناحية أخرى، أشار التقرير إلى أن الجيش الروسي في حالة يرثى لها، وحال اتخاذ قرار بالتوغل في دونيتسك بعد السيطرة على باخموت، فسيتعين عليه استنزاف احتياطاته الضئيلة بالأصل، وقد يبدأ في نهاية المطاف في سحب وحداته العسكرية من أجزاء أخرى من خط المواجهة، ما يخلق فجوات يمكن لأوكرانيا استغلالها.

هل تستعيد أوكرانيا أراضيها؟

أشارت المجلة إلى أن قليلين من يعتقدون أن كييف يمكنها استعادة أراضيها، التي سيطرت عليها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، وقد يحدث ذلك حال تمكنت كييف من تكرار سيناريو العام الماضي في الشمال الشرقي حول مدينة خاركيف، وفي الجنوب حول خيرسون.

وذكرت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، أن قادة عسكريون أوكرانيون أعربوا عن تمسكهم بالدفاع عن باخموت، في ظل زحف القوات الروسية، ولكن قبل أقل من أسبوع، قال مستشار للرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن الجيش قد ينسحب من المدينة، ويعود إلى المواقع القريبة.

كييف لن تستسلم

أضافت الصحيفة البريطانية أنه وعكس ما قاله مستشار الرئيس الأوكراني، أعلن مكتب زيلينسكي أنه ترأس اجتماعًا تحدث فيه كبار الضباط العسكريين في البلاد لصالح مواصلة العملية الدفاعية، وتعزيز مواقع قوات كييف في باخموت.

وأشارت ديلي إكسبريس الى أن الانتصار الروسي في باخموت اقترب، لكن بالنسبة إلى كييف وبعد الاجتماع الرئاسي الأخير، فإن أوكرانيا أوصلت رسالة مفادها أنها تتمسك بالمدينة، ولن تتخلى عنها، وهذا يزيد من دعم الحلفاء الغربيين لها.

ربما يعجبك أيضا