بمشاركة «السيسي».. قمة «محيط واحد» من أجل مستقبل البحار والمحيطات

أميرة رضا

يُغطي المحيط أكثر من 70٪ من سطح كوكبنا، لذلك يظل في كثير من الأحيان على هامش الأحداث الكبرى على جدول الأعمال الدولي والأوروبي.


تتواصل فعاليات قمة “محيط واحد” في مدينة بريست الفرنسية، لليوم الثالث تواليًا بحضور مجموعة من رؤساء الدول، وبمشاركة علماء ومنظمات غير حكومية وسياسيين ورواد أعمال، أملًا بتسريع ملفات دولية أساسية لمستقبل البحار والمحيطات.

تأتي القمة في إطار سلسلة قمم تهتم بالموضوعات البيئية ينظمها الجانب الفرنسي بمبادرة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، منذ عام 2017.

انطلقت القمة في 9 فبراير 2022 ، ومن المقرر أن تختتم أعمالها، اليوم (الجمعة)، في إطار رفع سقف طموح المجتمع الدولي بشأن المسائل البحرية وتجسيد المسؤوليات المشتركة عن المحيط في أنشطة فعلية.

تدابير وأهداف

تناول البرنامج المقرر لليوم الأول والثاني، ما يزيد على ثلاثين فعالية وورشة عمل ومنتدى ومبادرة، رمت جميعها إلى حشد جهود “المجتمع البحري الدولي”، من أجل التطرق لجميع قضايا المحيطات والبحار، والحفاظ على النظم الحيوية بها، ومكافحة التلوث البحري بأنواعه المختلفة.

كذلك، تركز القمة على علاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ، فضلًا عن دعم مفهوم “الاقتصاد الأزرق المستدام” وحشد التمويل له.

الرئيس المصري يُقدم حلولًا

وصل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ظهر اليوم (الجمعة)، إلى مدينة بريست الفرنسية للمشاركة في فعاليات القمة، تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي ضمن عدد محدود من رؤساء الدول والحكومات المهتمين بالعمل الدولي لمواجهة التدهور البيئي.

مشاركة الرئيس السيسي في هذا الحدث، تأتي في ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية الرابطة بين مصر وفرنسا، فضلًا عن الدور المصري الحيوي إقليميًا ودوليًا في إطار الجهود والمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وحماية البيئة البحرية، والذي سيتوج باستضافتها للدورة الـ27 لمؤتمر أطراف تغير المناخ في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري 2022.

إلقاء الضوء على قمة شرم الشيخ

أوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، أن الرئيس السيسي يعتزم التركيز خلال أعمال القمة على تأثير تغير المناخ على التوازن البيئي في البحار والمحيطات والمناطق الساحلية، واعتزام مصر إلقاء الضوء خلال قمة تغير المناخ في شرم الشيخ على الدور الذي يمكن للمحيطات أن تلعبه في خفض الانبعاثات والمساهمة في بناء اقتصاديات مُنخفضة الكربون.

كما تركز مصر على أهمية تعزيز جهود خفض الانبعاثات في قطاع النقل البحري، للمساهمة في تنفيذ أهداف اتفاق باريس لتغير المناخ.

مباحثات قمة بين السيسي وماكرون

يتضمن برنامج زيارة السيسي إلى فرنسا، عقد مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة، بما يُحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلًا عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويجتمع الرئيس السيسي أيضًا على هامش الزيارة بعدد من رؤساء الدول والحكومات، للتباحث حول دفع أُطر التعاون الثنائي، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

قمة الكوكب الواحد

يبرز مؤتمر قمة “المحيط الواحد” رغبة فرنسا في تعزيز تعددية الأطراف الفاعلة استكمالًا لمؤتمر قمة “الكوكب الواحد”، وهو ما يندرج في إطار الدبلوماسية الزرقاء التي يتطلع رئيس الجمهورية الفرنسية إلى انتهاجها.

وسيقطع رؤساء الدول والحكومات المشاركة، التزامات تقوم على رؤية مشتركة للمحيطات والحلول التي ينبغي استنباطها بغية التصدي للضغوط الناجمة عن تغير المناخ والتلوث، والاستغلال المفرط للموارد البحرية، وستدعم الالتزامات التي ستقطع خلال المؤتمر برنامج عمل عالميًا حاسمًا استهل في المؤتمر العالمي لحفظ الطبيعة الذي عقد في عام 2021.

وسيتواصل خلال جمعية الأمم المتحدة للبيئة التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة التي ستعقد في نيروبي، والدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي التي ستعقد في كونمينج في الصين، وقمة الأمم المتحدة بشأن المحيطات التي ستعقد في شهر يونيو في لشبونة، ومؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ الذي سيعقد في شهر نوفمبر بمدينة شرم الشيخ المصرية.

ربما يعجبك أيضا