بموافقة تركيا.. السويد تقترب من الانضمام إلى الناتو

شروق صبري
الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ وقادة آخرون لحلف الناتو خلال مؤتمر صحفي في لاهاي

أراد قادة الناتو الترحيب بالسويد كعضو جديد في قمة الأسبوع المقبل، لكن المماطلة من قبل المجر واعتراضات تركيا جعلت ذلك شبه مستحيل. فلماذا؟


عمل قادة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) خلال الأشهر الماضية على دعم السويد لانضمامها كأحدث عضو في الحلف.

وأدّت المماطلة من المجر والاعتراضات المستمرة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى إطالة مسألة الانضمام، ما أثار تساؤلات بشأن تمكن السويد من الانضمام إلى الحلف وسط الخلافات التركية السويدية.

هجوم أوكراني مضاد

قالت صحيفة نيويورك تايمز، الخميس 6 يوليو 2023 “يجب أن توافق جميع الدول الأعضاء، البالغ عددها 31، على قبول أعضاء جدد، بينما يهدد الانقسام بشأن انضمام السويد إلى إضعاف قدرة التحالف على تشكيل جبهة موحدة ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بينما تسعى قواته لصد هجوم مضاد أوكراني”.

ويقول مسؤولو الناتو “الأمل يكمن في دفع جميع قادة الحلف إلى الموافقة في القمة التي تستمر ليومين (11 و12 يوليو) في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، على السماح للسويد بالانضمام، وبعدها، يذهب أردوغان ورئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، لدفع الموافقة من خلال برلمان كل منهما”.

التغلب على الاعتراضات التركية

لهذه الغاية، سيلتقي الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، كبار المسؤولين الأجانب والدفاع والاستخبارات من تركيا والسويد وفنلندا في بروكسل، في محاولة لإقناع الأتراك بأن السويد، مثل فنلندا، فعلت ما يكفي للتغلب على الاعتراضات التركية.

وقال وزير الخارجية المجري، بيتر زيجارتو، للصحفيين يوم 4 يوليو، إنه على اتصال بنظيره التركي، وإنه إذا تغير الموقف التركي، فلن تعرقل المجر العملية.

ويبدو أن الكرة باتت في ملعب أردوغان، وسط قلق مسؤولي الناتو من أن العضوية السويدية يمكن أن تستغرق أشهرًا عدة، وهو نصر رمزي لبوتين وخسارة للتحالف، وفق الخبراء.

الدفاع الجماعي

في السياق ذاته، قال ستولتنبرج “السويد تشارك في جميع اجتماعات الناتو وفي التخطيط الدفاعي والتدريبات العسكرية، لكن السويد ستبقى خارج التزام الناتو فيما يتعلق بالدفاع الجماعي، وهو هدف أساس للحلف”.

وفي هذا الصدد، قال الزميل البارز في كارنيجي أوروبا والسفير السابق للاتحاد الأوروبي في تركيا، مارك بيريني: “إذا لم يكن هناك اتفاق في فيلنيوس، فعندئذ ستكون لدينا أزمة في حلف الناتو“.

وكان قد التقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، لتأكيد الدعم الأمريكي لعضوية السويد في التحالف. وقال بايدن إنه “يتطلع إلى الأمام”، لكنه أقر بأن القرار في يد أردوغان.

التقى الرئيس بايدن برئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في البيت الأبيض .

لقاء الرئيس بايدن ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في البيت الأبيض

المطالب التركية

منذ 14 شهرًا تقدمت السويد بطلب للانضمام إلى الحلف، لكن مسألة صعودها أصبحت صعبة لأنها متورطة في شبكة معقدة من القضايا، منها اتفاقيات الأسلحة الدولية والمفاهيم المتعلقة بالإرهاب، وحرية التعبير.

واتهمت تركيا السويد بتوفير بيئة عمل حرة للمنشقين الأتراك الذين تعدهم تركيا إرهابيين. ومنهم أعضاء حركة مناهضة للرئيس التركي، اتهمتها أنقرة بمحاولة الإطاحة بأردوغان في عام 2016، وأنصار منظمة كردية متشددة خاضت تمردًا دمويًّا ضد النظام التركي.

تحركات سويدية

سعت السويد لتلبية المطالب التركية من خلال تعديل دستورها، وتشديد قوانين مكافحة الإرهاب، التي دخلت حيز التنفيذ في الأول من يونيو، ووافقت على تسليم عدد قليل من المطلوبين لتركيا.

وفي الشهر الماضي، قضت المحكمة العليا في السويد بأنه يمكنها تسليم رجل تركي مطلوب في تركيا لارتكابه جرائم مخدرات. وقال الرجل، الذي لم يكشف عن هويته، للمحكمة، إنه مستهدف لأنه يدعم حزبًا سياسيًّا مواليًّا للأكراد.

وقال ستولتنبرج وغيره من قادة الناتو إن السويد فعلت ما يكفي وينبغي السماح لها بالانضمام إلى الحلف. ويرى العديد من المحللين أن موقف أردوغان المتشدد تجاه السويد كان يهدف إلى حشد الناخبين القوميين في الداخل في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في تركيا في مايو، التي فاز فيها أردوغان بولاية ثالثة.

لكن موقف أردوغان لم يتغير منذ الانتخابات، وانتقد مرة أخرى السويد بعد أن أحرق أحد المتظاهرين مصحفًا في مظاهرة في العاصمة السويدية ستوكهولم الأسبوع الماضي، متهمًا السويد بالفشل في مكافحة الإسلاموفوبيا. وبدا أن هذا العمل يهدف إلى عرقلة محادثات الناتو، ونُفِّذ أمام مسجد كبير في أحد أهم الأعياد الإسلامية.

أردوغان

أردوغان

الضغط على تركيا

قال أردوغان عقب اجتماع مع مجلس وزرائه يوم الاثنين “لقد ذكرنا بوضوح أن هذا هو خطنا الأحمر لمحاربة المنظمات الإرهابية وكراهية الإسلام. كلما اعتنق نظراؤنا هذا الواقع مبكرًا، كانت هذه العملية أكثر صوابًا”.

وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيكوز في إسطنبول، أحمد قاسم هان: “إنه يمكن للسويد أن تفعل المزيد لتلبية مطالب تركيا التي لديها مخاوف أمنية خاصة، وتريد عقد صفقة كبيرة مع برلين وبروكسل وواشنطن بشأن القضايا المتعلقة بأجندات السياسة الخارجية والأمنية الأكبر”.

وضغطت إدارة بايدن بشدة من أجل توسيع الناتو. وتريد تركيا شراء طائرات مقاتلة من طراز F-16 ومعدات أخرى بقيمة 20 مليار دولار من الولايات المتحدة، لكن مسؤولي الإدارة رفضوا فكرة أن بايدن سيستخدم هذا للضغط على أردوغان بشأن توسع الناتو.

اقرأ أيضًا| زعيما كوريا الجنوبية واليابان يجتمعان على هامش قمة الناتو

اقرأ أيضًا| بايدن: أتطلّع بفارغ الصبر لانضمام السويد إلى «الناتو»

ربما يعجبك أيضا