بوادر أزمة دبلوماسية مع بلجيكا وإسبانيا.. هل بدأ العالم ينفض عن إسرائيل؟

استدعاء للسفراء وانتقادات متبادلة.. إلى أي حد يصل الخلاف بين إسرائيل وبلجيكا وإسبانيا؟

محمد النحاس

الممارسات التي يمارسها الاحتلال قد تؤدي إلى إفساد سمعته الدولية، وهدم السردية التي شيدها على مدار عقود.. كيف يبرهن الواقع ذلك؟


يومًا بعد يوم تتصاعد حدة الانتقادات الدولية الموجهة لإسرائيل، على خلفية العدوان المروع على قطاع غزة، وتتسع الدعوات لوقف الحرب.

صباح اليوم الجمعة 25 نوفمبر 2023، حث رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إسرائيل على إعادة النظر في هجومها على غزة، وأبدى اعتراضه على سقوط أعداد كبيرة من المدنيين، في حين طالب نظيره البلجيكي، ألكسندر دي كرو، التوقف عن قتل المدنيين. 

استدعاء السفراء

ردًا على ذلك، قالت إسرائيل إنها استدعت سفيرا إسبانيا وبلجيكا احتجاجا على التصريحات، التي أدلى بها رئيسا وزراء البلدين في مؤتمر صحفي أمام معبر رفح الحدودي على مقربة من قطاع غزة. وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو “يدين بشدة” التصريحات. 

وجاءت تصريحات سانشيز خلال زيارة إلى الشرق الأوسط مع نظيره البلجيكي، ودعا خلال الزيارة إلى عقد مؤتمر للسلام، وأكد من جديد أن إنشاء دولة فلسطينية “يظل أفضل وسيلة لإحلال السلام والأمن في المنطقة”.

وفي وقت سابق قدم رئيس الوزراء الإسباني طلبًا مماثلاً من الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، مجدّدًا مرة أخرى ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي.

وقف إطلاق نار دائم 

على الحدود مع غزة، شدد رئيس وزراء إسبانيا على أن وقف إطلاق النار الحالي في غزة ليس كافيًا، مؤكدًا الحاجة لوقف دائم لإطلاق النار، وذهب أبعد من ذلك، بأن “إسبانيا قد تتخذ قرارها الخاص بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، إذا لم يفعل الاتحاد الأوروبي ذلك”.

ونوّه رفيقه  ألكسندر دي كرو من أمام معبر رفح  بضرورة أن تتحول الهدنة المؤقتة في غزة، إلى وقف دائم لإطلاق النار، وطالب إسرائيل بالتوقف عن قتل المدنيين في قطاع غزة، مشددًا على أن تدمير القطاع أمر غير مقبول.

العالم مصدوم

في وقت سابق، أوضح رئيس الوزراء الإسباني أنه يجب “على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي في ردها، تعليقاً على ذلك، صرح لشبكة رؤية الإخبارية، باحث العلاقات الدولية، أحمد أمين، قائلاً، إن  الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي باتت أبشع من أن يصمت العالم إزءاها، وأن “انفراط العقد” الداعم لإسرائيل بات أمراً حامياً إزاء”الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل”.

مصداقًا لذلك، قال رئيس الوزراء الإسباني أيضاً إن “العالم كله مصدوم من الصور التي نراها تأتي من غزة كل يوم”، مضيفًا “عدد القتلى الفلسطينيين ليس مقبولًا.. وأعتقد أنه يجب حماية جميع المدنيين بأي ثمن”، وفق ما نقله تقرير لصحفية الجارديان البريطانية يوم الأربعاء. 

تسوية سياسية

عن أهمية المسار السياسي، قال سانشيز إن “التوصل إلى آفاق جدية وذات مصداقية للسلام” أصبح ضروريًّا أكثر من أي وقت مضى مردفًا: “دون تسوية سياسية، فمن المحتمل أن ندخل مرة أخرى في دائرة لا تنتهي من العنف”.

وأردف مستدركًا: “إن لإسرائيل، كما قلنا منذ بداية هذه الهجمات، الحق في الدفاع عن نفسها.. لكن يجب عليها أيضًا أن تحترم القانون الدولي.. ولا يمكن أن يعني الرد مواصلة قتل مدنيين أبرياء في غزة، بما في ذلك آلاف الأطفال”، مشددًا “نحن بحاجة إلى وقف الكارثة الإنسانية في غزة بنحو عاجل”.

توتر العلاقات؟

خلال الأسابيع الماضية، توترت العلاقات بين إسبانيا وإسرائيل، بعد أن انتقد بعض أعضاء اليسار في حكومة سانشيز السابقة الحرب على غزة، واتهموا إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ودعوا إلى تقديم نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ووصفت سفارة إسرائيل في مدريد التصريحات بأنها “غير أخلاقية”، واتهمت بعض النواب الإسبان بالانحياز إلى “الإرهاب على غرار داعش”، في المقابل ردت إسبانيا ببيان شديد اللهجة، اتهمت فيه السفارة الإسرائيلية بـ”نشر الأكاذيب” حول بعض أعضاء الحكومة.

ربما يعجبك أيضا