بوتين في طهران.. من أجل ترسيخ التحالف الاستراتيجي ضد الغرب

يوسف بنده

يزور الرئيس الروسي إيران في ظل رغبة البلدين في التعاون لمواجهة العقوبات الغربية، وتحقيق التوازن الأمني والعسكري أمام التحركات الأمريكية.


يزور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العاصمة الإيرانية، طهران، الثلاثاء 19 يوليو 2022، للمشاركة في اجتماع ثلاثي مع نظيريه الإيراني والتركي.

وقبل الزيارة، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن إيران دولة صديقة وشريكة تعتز موسكو كثيرًا بالعلاقات معها، مشيرًا إلى أنه في الأشهر الأخيرة، ظهرت دوافع إضافية في جميع المجالات السياسية والدبلوماسية والتعاون الاقتصادي، حسب فضائية “روسيا اليوم“.

تعاون استراتيجي

شدد بيسكوف على إمكانية بناء التعاون بين روسيا وإيران من أجل تقليل عواقب العقوبات المفروضة على البلدين، منوّهًا بأن طهران تكيفت بقدر جيد على العقوبات التي تخضع لها منذ عقود، وتمكنت من تطوير وتحسين رفاهية شعبها رغم القيود، وأن روسيا معتادة أيضًا على العقوبات، بسبب فرض قيود على البلاد منذ الاتحاد السوفيتي.

وأوضح أن الدولتين ستبتعدان بمرور الوقت عن استخدام الدولار. ويطمح الطرفان إلى التوقيع قريبًا على اتفاقية استراتيجية تضمن لطهران دعم روسيا في تطوير بنيتها الاقتصادية والعسكرية، وتضمن لموسكو الحفاظ على مصالحها في حال التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، بما لا يضر محاولتها إفشال العقوبات المفروضة عليها.

تعاون أمني وعسكري

كشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية أن بوتين خلال زيارته إلى إيران سيوقع مذكرات أمنية وعسكرية واقتصادية ضمن اتفاق التعاون المشترك الممتد 20 عامًا بين البلدين. وأن الرئيس الإيراني حصل على موافقة المرشد الأعلى، علي خامنئي، والبرلمان على نصوص الاتفاقيات التي تتضمن مساعدة الروس الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية في تطوير قدراتها.

وأوضح التقرير أن مذكرات التفاهم تتضمن الاتفاق على تصنيع مشترك لأسلحة متنوعة، ونقل تكنولوجيا متطورة إلى طهران تضمن تصنيع أجهزة طرد مركزي حديثة لتخصيب اليورانيوم، وإنشاء محطات طاقة، وأخرى لتحلية المياه على ضفاف الخليج وبحر عمان وبحر قزوين تعمل بالطاقة الذرية. وذكر أن الروس سيتعهدون بإكمال خط سكك حديدية يصل موسكو بالخليج عبر إيران.

Capturebbbbbbbbbb

إقالة مسؤول أمني

خامنئي يبدو أنه يدعم بقوة توجه إيران نحو  أوراسيا والاقتراب من الصين وروسيا، في ظل التهديدات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، وأقال المرشد الإيراني على نحو مفاجئ، الأمين العام للجنة الفضاء السيبراني، أبوالحسن فيروز آبادي، بعد الاختراقات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، خصوصًا من إسرائيل.

وأشارت تقارير إعلامية محلية وقوع خلاف بين فيروز آبادي وحكومة إبراهيم رئيسي على خلفية نية تطبيق قانون “صيانة الإنترنت” الذي يحدّ من استخدام الشبكة العنكبوتية، ويستبدل بأنظمة إيرانية للرقابة على الفضاء السيبراني، أخرى صينية وروسية أكثر كفاءة، ولديها القدرة على فرض مزيد من الرقابة والسيطرة على الشبكة.

توازنات إقليمية

تأتي زيارة بوتين إلى طهران في إطار التوازنات الإقليمية أيضًا، فبعد الحديث عن تحالف عسكري إقليمي بمشاركة إسرائيل لمواجهة إيران، وتوقيع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعهدًا مع إسرائيل بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، وكذلك، تكشّف الدور الإسرائيلي في دعم أوكرانيا بالمعدات والطائرات المُسيّرة بطلب وضغط من الإدارة الأمريكية.

وفي المقابل، كشفت الاستخبارات الأمريكية أن إيران زودت روسيا بطائرات دون طيار، ولوّحت طهران بتحالف عسكري مع موسكو، حال تحالف دول الخليج العربي مع إسرائيل. وكذلك، مساعي إيران لتشكيل تحالف مع روسيا وتركيا في إدارة ملف سوريا، من خلال نشر القوات السورية في المناطق الكوردية لطمأنة تركيا، وعقد لقاء مصالحة بين دمشق وأنقرة.

ربما يعجبك أيضا