«بوتين» و«شي» يعملان على تعزيز العلاقات العسكرية.. إلى أي مدى؟

أين تتجه العلاقات الروسية الصينية؟

محمد النحاس

تعهد البيان المشترك بأن روسيا والصين ستعملان بشكل أوثق في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والفضاء والجيش.


أعلنت روسيا والصين أنهما ستعززان علاقاتهما العسكرية بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الزعيم الصيني شي جين بينج في بكين في أول رحلة خارجية له منذ تنصيبه لولاية جديدة كرئيس لروسيا.

ويأتي ترحيب شي ببوتين الذي وصفه بأنه “أفضل صديق له”، بعد جولة له في أوروبا، حيث واجه الرئيس الصيني أسئلة صعبة بشأن مواقف الصين السياسية والاقتصادية، وبعد إعلان إدارة بايدن عن تعريفات جمركية على بضائع صينية بقيمة 18 مليار دولار، ما أثار غضب بكين.

محادثات ودية

في مؤتمر صحفي بعد وقت قصير من اجتماعهما يوم الخميس، وقبل أن يجلس الزعيمان في حفل موسيقي احتفالي بالذكرى الـ75  للعلاقات الرسمية بين الصين وروسيا، أشاد بوتين بالمحادثات “الودية” مع شي.

 وفي المقابل، قال شي إن الصداقة بين الصين وروسيا “أبدية”، و”أصبحت نموذجًا لنوع جديد من العلاقات الدولية”، وفقًا لما نقلت صحيفة “الجارديان”، في تقرير لها الجمعة 17 مايو 2024.

وأظهرت وسائل الإعلام الرسمية بوتين وشي، بعد محادثات يوم الخميس، وهما يتجولان تحت أشجار الصفصاف ويحتسيان الشاي في جناح تقليدي على الأراضي المترامية الأطراف في تشونغنانهاي.

إشارات رمزية

كانت الزيارة التي تستغرق يومين مليئة بالإشارات الرمزية التي تؤكد الصداقة ذات المنفعة المتبادلة التي ازدهرت منذ الحرب الروسية الأوكرانية

وتوجهوا يوم الجمعة إلى “هاربين” وهي مدينة تقع في شمال شرق الصين كانت تُعرف سابقًا باسم “موسكو الصغيرة” بسبب عدد سكانها الروس الكبير تاريخيًا والهندسة المعمارية ذات الطراز الأرثوذكسي الروسي، ويسلط خط سير الرحلة الضوء على العلاقة الوثيقة بين الزعيمين والبلدين، حسب “الجارديان”. 

ازدراء تجاه واشنطن

قال الزميل في معهد لوي في  سيدني، ريتشارد ماكجريجور،“إن احتضان شي المتعمد لبوتين أمام الكاميرات لم يكن فقط للتأكيد على قرب العلاقة السياسية بين البلدين وقادتهما”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “نيويورك تايمز”.

ويرى أن “هناك أيضًا مسحة من الازدراء تجاه واشنطن، التي كانت تضغط على بكين لسحب دعمها من موسكو، ومن الواضح أن هذا لن يحدث بأي شكل من الأشكال”.

تعزيز التعاون

تعهد البيان المشترك بأن روسيا والصين ستعملان بشكل أوثق في القطاعات الحيوية مثل الطاقة والفضاء والجيش.

وقال ألكسندر جابويف، الخبير في معهد كارنيجي، إن الحجم الكبير للوفد الروسي، والذي ضم كبار مسؤولي الأمن والطاقة في عهد بوتين، فضلاً عن طول الاجتماعات الثنائية، يشير ضمنًا إلى الجدية التي تعامل بها الجانبان مع المحادثات.

وكانت العلاقات الأمنية المتنامية بين القوتين المسلحتين نوويًا نقطة محورية في زيارة بوتين إلى هاربين، ومعهد هاربين للتكنولوجيا.

مدى صلابة العلاقات

رغم أن الصين وروسيا ليسا حليفين رسميين ملتزمين بالدفاع عن بعضهما البعض، إلا أن قواتهما المسلحة عملت معًا بشكل وثيق في السنوات الأخيرة، وأجرت قواتهما الجوية والبحرية مناورات عسكرية مشتركة، بما في ذلك بالقرب من ألاسكا وتايوان، الجزيرة التي تطالب بكين بالسيادة عليها.

وبينما تعهدت الصين بعدم تزويد روسيا بأسلحة فتاكة، فقد كانت المورد الرئيس لمكونات مثل أشباه الموصلات والأدوات الآلية التي لها استخدامات مدنية وعسكرية.

ويسعى بوتين إلى أبعد من ذلك، حيث يأمل للوصول لتقنيات أكثر تطورًا ويشتهر معهد هاربين بأبحاثه في مجال الصواريخ والقذائف وتكنولوجيا الفضاء، وهي الخبرة التي ستستفيد منها روسيا إلى حد كبير بعد أن أحيت الحرب في أوكرانيا حاجتها إلى صناعة عسكرية قوية. يُذكر أن المعهد قام بتدريب علماء كوريين شماليين عملوا في برنامج بيونج يانج للأسلحة النووية.

ربما يعجبك أيضا