«بوتين يتلاعب بالتصريحات».. روسيا تفضل هاريس بسبب ضحكتها

هل يدعم بوتين حقًا كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية؟

شروق صبري
فلاديمير بوتين

أدلى بوتين بتصريحات ساخرة حول دعم روسيا لكامالا هاريس بسبب ضحكتها، مع توترات حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.


في تصريحات ساخرة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشكل غير جاد دعمه لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، مستشهدًا بضحكتها “المميزة”.

جاءت هذه المزحة في ظل اتهامات متكررة لروسيا بمحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية، خاصة لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب. وتستمر التوترات بين موسكو وواشنطن، مع فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على وسائل الإعلام الروسية المتهمة بالتدخل في الشؤون السياسية الأمريكية.

تعليقات ساخرة من بوتين

في تصريحات ساخرة أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أعلن بشكل ساخر أن روسيا تدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مشيرًا إلى أن “ضحكتها المعدية” تجعلها خيارًا مفضلًا مقارنة بالرئيس السابق دونالد ترامب، حسب ما نشرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، الجمعة 6 سبتمبر 2024.

جاءت هذه المزحة بعد يوم واحد من إعلان وزارة العدل الأمريكية توجيه اتهامات إلى اثنين من المسؤولين الإعلاميين الروس بتهمة التورط في مخطط غير قانوني للتأثير على الانتخابات الأمريكية عن طريق دعاية مؤيدة لروسيا، وخلال منتدى اقتصادي في أقصى شرق روسيا، قال بوتين بابتسامة إن روسيا ستدعم هاريس، كما نصح الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤيديه بفعل الشيء نفسه.

التوترات بين روسيا وأمريكا

يأتي هذا التصريح في ظل اتهامات متكررة من الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا تفضل فوز ترامب في الانتخابات، نظرًا لتصوره بأنه أقل التزامًا بدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا.

وكان الرئيس بوتين قد أشار في وقت سابق من هذا العام، في تصريحات اعتُبرت غير جادة، إلى تفضيله لبايدن على ترامب، لأنه يرى بايدن سياسيًا “تقليديًا” و”قابلًا للتنبؤ”. ومع اقتراب الانتخابات الأمريكية، تزداد المخاوف في الولايات المتحدة من أن تكون روسيا تسعى للتأثير مرة أخرى على النتائج لصالح ترامب.

الإجراءات الأمريكية روسيا

ردًا على هذا السياق، أعلنت وزارة العدل الأمريكية يوم 3 سبتمبر 2024 عن توجيه اتهامات بغسل الأموال إلى اثنين من موظفي القناة الروسية “آر تي”، متهمة إياهم بالتخطيط لتأثير على الرأي العام الأمريكي عبر إنتاج محتوى دعائي يهدف للتأثير على الانتخابات.

كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من الأشخاص والكيانات الروسية ذات الصلة، ومع أن وزارة العدل الأمريكية لم تكشف رسميًا عن اسم المرشح الذي استهدفته هذه الحملة الدعائية، إلا أن تقارير تشير إلى أن الرئيس السابق ترامب كان المستفيد الرئيس من هذه الجهود، رغم إخفاء الأسماء في الوثائق الرسمية.

ردود فعل روسيا

على الجانب الروسي، استمر المسؤولون الروس في رفض الاتهامات المتعلقة بتدخلهم في الانتخابات الأمريكية. وفي هذا الصدد، سخرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من هذه الاتهامات، متعهدة باتخاذ “إجراءات انتقامية” ضد وسائل الإعلام الأمريكية في روسيا.

وقد أشارت زاخاروفا إلى أن التحركات الأمريكية تتعارض مع الالتزامات الدولية المتعلقة بحرية الوصول إلى المعلومات وتعددية الإعلام.

بوتين يسخر من العقوبات الأمريكية

خلال تصريحاته بالمنتدى الاقتصادي في فلاديفوستوك، لم يركز بوتين فقط على الانتخابات الأمريكية، بل تطرق إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا.

وأشار إلى أن ترامب، خلال فترة رئاسته، فرض عقوبات على روسيا أكثر من أي رئيس أمريكي آخر، لكن بوتين بدا مازحًا، مشيرًا إلى أن ضحكة هاريس “المعدية” قد تكون مؤشرًا على أنها قد تكون أكثر تسامحًا في المستقبل مع روسيا، وتقلل من فرض العقوبات.

تدخلات روسيا بالانتخابات السابقة

لطالما أنكرت روسيا الاتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. ومع ذلك، سبق ليفغيني بريغوجين، رجل الأعمال الروسي المعروف بتأسيس مجموعة “فاجنر” المرتبطة بالكرملين، أن اعترف علنًا في عام 2022 بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.

وقال بريغوجين حينها: “لقد تدخلنا، ونتدخل، وسنواصل التدخل”، وكانت هذه التصريحات قد أثارت جدلاً كبيرًا في الأوساط الأمريكية، وزادت من التوترات بين موسكو وواشنطن.

مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية

في ظل هذه التصريحات الساخرة والاتهامات المتكررة، يبقى السؤال المطروح هو كيف ستؤثر الانتخابات الأمريكية القادمة على العلاقات المتوترة بالفعل بين موسكو وواشنطن.

وبينما يستمر الجدل عن التأثير الروسي على الانتخابات، فإن التحديات السياسية والدبلوماسية التي تواجه البلدين قد تزداد تعقيدًا في الأشهر القادمة.

ربما يعجبك أيضا