الرئيس الروسي يهدد بـ«ضربات أقوى».. هل يتراجع الغرب عن تسليح أوكرانيا؟

رنا أسامة

زعم الرئيس الروسي أن روسيا أسقطت عشرات الأسلحة الأوكرانية و"سحقتها كالمكسرات".


هدّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بضربات أقوى تستهدف مواقع جديدة في أوكرانيا، في حال زوّدت واشنطن كييف بصواريخ بعيدة المدى.

وتتزامن تهديدات بوتين مع تقارير تفيد تعرّض كييف لقصف روسي، أصاب بنية تحتية “لم تحددها تلك التقارير”، للمرة الأولى بعد أسابيع من الهدوء النسبي، بالتوازي مع هجوم أوكراني مُضاد في بلدة سيفيرودونيتسك، وسط احتدام المعارك في شرقي أوكرانيا.

بوتين محذرًا: تسليح أوكرانيا يُطيل الصراعبوتين scaled

حذّر بوتين، في مُقتطف من مقابلة مع قناة روسيا-1 التليفزيونية الحكومية، من أن قواته “ستضرب الأهداف التي لم نُصبها بعد” في أوكرانيا، إذا تسلمّت الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى، حسب ما أوردت وكالة أنباء تاس الروسية أمس السبت 5 يونيو 2022، ولم يذكر بوتين الأهداف التي تخطط روسيا لضربها، لكنه قال إن “الجلبة” بشأن التسليح الغربي لكييف من شأنها أن تُطيل أمد الصراع إلى أقصى حد ممكن.

وتسعى أوكرانيا إلى الحصول على راجمات الصواريخ بعيدة المدى “MLRs”، بما في ذلك “إم 270” و”إم 142 هيمارس”، لمواجهة القصف الروسي، متعهّدة بعدم استهداف أراضٍ روسية. وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أعلن هذا الأسبوع، خططًا لتزويد أوكرانيا بصواريخ دقيقة، بعد تأكيدات من كييف بعدم استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا.

بوتين عن الأسلحة بأوكرانيا: نسحقها كالمكسّرات

حذّر مسؤولون روس، على رأسهم بوتين نفسه، من تفاقم الصراع من جراء إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بأنظمة صاروخية متطورة، ورغم ذلك قال الرئيس الروسي، في مُقتطف من مقابلته، إن هذا الأمر “لن يُحدث تغييرات جوهرية في ساحة المعركة”.

وقال الرئيس الروسي إن موسكو تتفّهم أن تزويد الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى أوكرانيا بمنظومات صواريخ متقدمة، يهدف “تعويض الخسائر في معداتها العسكرية”، مُضيفًا “هذا ليس جديدًا، إنه لن يُغيّر شيئًا من حيث الجوهر”. وردًّا على سؤال بشأن التعاطي الروسي مع الأسلحة الأمريكية في كييف، زعم بونين أن قواته أسقطت عشرات الأسلحة الأوكرانية و”سحقتها كالمكسرات”، على حد وصفه.

أول قصف على كييف منذ شهر

أول قصف على كييف منذ أسابيع

في سياق ذلك، أفادت وكالة رويترز تعرّض العاصمة الأوكرانية لقصف صاروخي روسي، في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد 5 يونيو، وهو أول هجوم على كييف منذ أكثر من شهر، بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، إلى حد كبير منذ شهر مارس الماضي.

وقالت أوكرانيا إن روسيا نفذت الضربة بصواريخ بعيدة المدى، أطلقتها من قاذفات ثقيلة على مسافات بعيدة مثل بحر قزوين، وهو سلاح أثمن بكثير من الدبابات التي زعمت روسيا أنها ضربتها. ووفق رويترز، فقد أُصيب شخص واحد على الأقل من جراء القصف، دون الإبلاغ عن سقوط ضحايا.

هجمات خبيثة

غرّد مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخائيلو بودولاك، عبر تويتر بأن “الكرملين يلجأ إلى هجمات خبيثة جديدة. والضربات الصاروخية اليوم على مدينة كييف ليس لها سوى هدف واحد، هو إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا”.

وبدورها، قالت شركة تشغيل الطاقة النووية الأوكرانية إن صاروخا من فئة كروز، روسي انطلق “على مسافة منخفضة للغاية” فوق ثاني أكبر محطة طاقة نووية بالبلاد، في أول هجوم ضخم على كييف منذ إبريل الماضي. وركّزت روسيا في الأسابيع الأخيرة على خطوط المواجهة في شرق وجنوب أوكرانيا.

تراجع روسي في شرق أوكرانيا

سيفيرودونيتسك

فيما ركّزت روسيا مؤخرًا على مدينة سيفيرودونيتسك، قالت أوكرانيا إنها فاجأت الروس بهجوم مضاد في تلك المدينة. وقال حاكم لوغانسك، سيرهي جايداي، إن البلدة باتت الآن مُقسّمة إلى نصفين بين القوات الأوكرانية والروسية. وأبلغ جايداي التليفزيون الأوكراني “لقد كان وضعًا صعبًا، وكان الروس يسيطرون على 70% من المدينة، لكن خلال اليومين الماضيين اضطروا إلى التقهقر”، حسب ما نقلت رويترز.

وأفادت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الأوكرانية شنت هجومًا مُضادًّا في سيفيرودونيتسك، مُرجّحة أن تُضعف هذه الخطوة الزخم الذي اكتسبته القوات الروسية سابقًا، من خلال تركيز الوحدات القتالية والقوة النارية. وقالت الوزارة إن “استخدام مقاتلين بالإنابة في تطهير المناطق الحضرية هو تكتيك روسي لُوحظ سابقًا في سوريا”، بما يُشير، على الأرجح، إلى رغبة روسية في الحد من خسائر قواتها النظامية.

سيفيرودونتسك بين روسيا وأوكرانيا

زعمت روسيا أنها فرضت سيطرة شبه كاملة على سيفيرودونتسك، مُدعية انسحاب وحدات عسكرية أوكرانية من البلدة الاستراتيجية، الأمر الذي نفاه رئيس البلدية، أولكسندر ستريوك، قائلًا إن القوات الأوكرانية تقاتل من أجل استعادة السيطرة على المدينة وإحكام قبضتها عليها.

وفي مقابلة بُثّت عبر تطبيق تيليجرام يوم 4 يونيو، قال ستريوك “جنودنا تمكنوا من إعادة الانتشار وبناء خط دفاع. ونفعل حاليًّا كل ما هو ضروري لإعادة السيطرة الكاملة” على المدينة، مُشددًا على أن “القوات المسلحة الأوكرانية واثقة بنجاحها في استعادة السيطرة”. وتحدّثت هيئة أركان الجيش الأوكراني عن “معارك متواصلة للسيطرة الكاملة على سيفيرودونيتسك”.

بلدة في الدونباس

خطوة رئيسة

تسعى القوات الروسية إلى السيطرة على إقليم دونباس الذي سيطرت القوات الانفصالية الموالية لروسيا على أجزاء منه عام 2014، وفق رويترز.

ويعد الاستيلاء على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك المجاورة، الواقعة على بُعد نحو 80 كيلومترًا من العاصمة الإدارية الإقليمية الأوكرانية، كراماتورسك، خطوة رئيسة لتحقيق ذلك. وكان عدد سكان سيفيرودونيتسك قبل الحرب يناهز 100 ألف نسمة.

ربما يعجبك أيضا