بيزشكيان والحرس الثوري.. صراع خفي في إيران

عمر رأفت
مسعود بيزشكيان

انتهت الانتخابات الرئاسية الإيرانية بفوز مسعود بيزشكيان، ليصبح الرئيس التاسع في تاريخ إيران، رغم أن التوقعات كانت تشير إلى عكس ذلك.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، في تحليل نشرته اليوم الاثنين 8 يوليو 2024، نجح بيزشكيان في حشد الناخبين إلى الجولة الثانية بعد غيابهم عن الجولة الأولى، ولم يكن هذا بالأمر السهل بالنسبة للإصلاحيين.

تأثير الجمهور الإيراني

وتابع الصحيفة العبرية، أن سبب ما حدث هو إدراك الجمهور الإيراني أنه بعد 3 سنوات من القمع، أصبح لديه فرصة حقيقية للتأثير وتحديد بعض جوانب مصيره، وهذا ما حدث، والسؤال الآن هو كيف سيكون أداء الرئيس الجديد المحاط بالمحافظين.

ويسيطر المحافظون على البرلمان الإيراني، ويتمتع رئيس البرلمان محمد قاليباف، الذي خاض الانتخابات ضد بيزشكيان في الجولة الأولى وخرج، بنفوذ كبير يمكن أن يعيق سياسات الرئيس القادم.

ووفقًا لبعض التقارير، كان قاليباف هو المرشح المفضل لدى المرشد الأعلى، وكان يتمتع بدعم الحرس الثوري، وقبل الجولة الأولى، حاول مسؤولون كبار في الحرس الثوري إقناع المرشح المحافظ سعيد جليلي بالاستقالة حتى يصل قاليباف إلى الجولة الثانية، ولم ينجحوا.

جدل بين المحافظين

أشارت “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن هناك جدلًا بين المحافظين حول من كان على خطأ، فسمح بالتالي بإجراء جولة إعادة وانتصار الإصلاحيين، أم أن عدم استقالة قاليباف أدت إلى انقسام داخل المعسكر المحافظ في الجولة الأولى، وصعود بيزشكيان في الجولة الثانية.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية، أن السؤال الأكثر أهمية هو كيف ستبدو العلاقات بين الرئيس الجديد والحرس الثوري الإيراني، خلال فترة ولاية إبراهيم رئيسي، فقد كانت العلاقات بين الرئاسة والحرس الثوري جيدة للغاية، وتعمقت في العديد من المجالات، خاصة فيما يتعلق بقدرات إيران العسكرية.

ويترأس بيزشكيان الآن مجلس الأمن القومي الإيراني، الذي اتخذ القرار بشأن الهجوم، ويبقى أن نرى إلى أي مدى سيتمكن من أن يكون مستقلاً وفعالاً في اتخاذ القرارات الحاسمة، وهذا هو بالضبط السبب وراء رغبة الحرس الثوري الإيراني في تعيين شخص مقرب منه في الرئاسة ودعم قاليباف.

لغز بيزشكيان

يشكل بيزشكيان لغزًا للحرس الثوري الإيراني في هذه المرحلة، ومن وجهة نظر الحرس، فهو رجل من رجال ظريف وحكومة الرئيس السابق حسن روحاني غير المرغوبة.

وخلال تلك الحقبة، كانت العلاقة بين وزارة الخارجية الإيرانية والمؤسسة المحافظة متوترة للغاية، وكان أبرز حادث هو نشر تسجيل في إيران أبريل 2021، سُمع فيه وزير الخارجية آنذاك ظريف وهو يشكو من أن الحرس الثوري الإيراني يمارس سياسته الخارجية الخاصة التي غالبًا ما تتعارض مع الخط السياسي للإصلاحيين.

الإضرار بالاتفاق النووي

اتهم في التسجيل الصوتي قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار عام 2020، بالإضرار بالاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 مع دول مجموعة 5 + 1، ومن المرجح أن يتكرر هذا التوتر مع بديل سليماني، إسماعيل قاآني، إذا تقدمت المحادثات مع واشنطن.

ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن الوضع يشبه انتخابات عام 2013، التي فاز بها روحاني، وبالنسبة لإسرائيل فإن فوز مرشح متطرف مثل جليلي كان ليؤدي إلى عزل إيران دبلوماسياً وربما يدفع الغرب أيضاً إلى تشديد موقفه.

ربما يعجبك أيضا