بيعة الدواعش الثانية بسيناء.. الجيش يستعد لمرحلة جديدة في محاربة الإرهاب

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

منذ أيام، أعلن ما يعرف بتنظيم ولاية سيناء أو “داعش” في سيناء مبايعة المدعو أبوإبراهيم الهاشمي القرشي خلفًا لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الذي قتل في عملية عسكرية مع عدد من مرافقيه بينهم المتحدث الإعلامي باسم التنظيم، نفذتها القوات الأمريكية الخاصة فجر الأحد 27 أكتوبر الماضي، وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقتل زعيم تنظيم “داعش”، في هجوم اعتبره “جريئًا”.

ونشر حساب “ولاية سيناء” على تطبيق تيليجرام صورًا لمجموعة من المقاتلين تحت أشجار لمن قالوا إنهم يبايعون أبا إبراهيم الهاشمي القرشي على السمع والطاعة في المنشط والمكره. وكان تنظيم “داعش” أعلن مبايعة أبي إبراهيم الهاشمي القرشي، خلفًا لأبي بكر البغدادي، الذي تمت تصفيته في الـ27 من أكتوبر.

المبايعة التي نشرتها الحسابات التابعة للتنظيم المتطرف، وتقول إنها في أرض سيناء لخليفة زعيم تنظيم داعش الراحل، تشكل مرحلة جديدة في الحرب التي تشنها القوات المسلحة والشرطة في مصر ضد تواجد العناصر التكفيرية والإرهابية في صحراء شمال سيناء التي ينشط بها عدد من الجماعات المتطرفة التي تشن هجمات إرهابية من آن لآخر ضد الجيش والشرطة أبرزها “ولاية سيناء”، وتشكل بداية جديدة للتنظيم وقد تحمل تطورًا في أفكاره وأهدافه ونهاية مرحلة ولكن تبقى الحرب على الإرهاب مستمرة حتى اقتلاع جذوره من أرض سيناء وكافة البؤر الإرهابية والمتطرفة.

ضربات الجيش المصري
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي مقتل 83 إرهابيًا خلال مواجهات وعمليات مداهمة وتمشيط بسيناء.

وقال المتحدث العسكرى المصري -في بيان، الإثنين الماضي- إنه تم تصفية 77 إرهابيًا عثر بحوزتهم على 56 قطعة سلاح مختلفة الأنواع و78 خزنة وكمية من الذخائر مختلفة الأعيرة وعبوات ناسفة معدة للتفجير ووحدات طاقة شمسية وأجهزة اتصال بشمال ووسط سيناء، مضيفًا أنه تم تنفيذ عدة عمليات نوعية أسفرت عن مقتل 6 إرهابيين آخرين شديدي الخطورة.

كما أعلن عن استهداف وتدمير 14 مخبأً وملجأً تستخدمها العناصر الإرهابية، إضافة إلى تدمير 115 عربة دفع رباعي، منها 9 على الاتجاه الشمالي الشرقي و52 على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، و54 على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي من البلاد.

وأضاف البيان أنه تم اكتشاف وتفجير 376 عبوة ناسفة تمت زراعتها لاستهداف القوات على طرق التحرك بمناطق العمليات واكتشاف وتدمير فتحتي نفق بالتعاون مع قوات حرس الحدود.

وذكر أن القوات تمكنت من ضبط وتدمير 33 سيارة، و93 دراجة نارية بدون لوحات معدنية تستخدمها العناصر الإرهابية خلال أعمال التمشيط والمداهمة وتدمير عدد كبير من الملاجئ والمخابئ عثر بداخلها على كميات من مواد الإعاشة، خاصة بالعناصر الإرهابية، كما تم القبض على 61 فردًا من العناصر الإجرامية والمطلوبين جنائيًا والمشتبه بهم.

25 متطرفًا

قال الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات، منير أديب: إن البيعة الثانية للمتطرفين في سيناء للخليفة الثاني لتنظيم داعش الإرهابي أبي إبراهيم الهاشمي القرشي داخل أحد المزارع في أراضي سيناء لها العديد من الدلالات والمؤشرات.

وأضاف منير أديب -في تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- أن أعداد مقاتلي ما يعرف بـ”ولاية سيناء” أو تنظيم داعش في سيناء لا يزيد عن 25 متطرفًا بحسب الصور المتداولة للبيعة المزعومة، أغلبهم من جنسيات أجنبية دفع بهم للقتال في مصر، والهدف معلوم للجميع.

وأشار الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات إلى أن الصورة التي تداولها المركز الإعلامي للتنظيم المتطرف ونشرت لهم في سيناء كما يبدو منها أعدادهم بسيطة، ويحاولون أن يوصلوا صورة بخلاف واقعهم الحقيقي، وهم في حالة ضعف شديد واضح من عددهم وعتادهم، مؤكدًا أن التنظيم المتطرف خاصة في أرض سيناء إلى زوال.

توظيف التطرف

قال الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات، مصطفى حجاج: لا شك أن جماعات التطرف والإرهاب والقتل، على الرغم من استحلالها دماء الأبرياء والتنظير لمعتنقي أفكارها أو المدعوين للانضمام لها ولفكرها العفن عبء كبير على العالم بآسره، ولكن لا يخفي على أحد استخدام هذه الجماعات من قبل حكومات دول لها مصالح في دول منطقة الشرق الأوسط جعل منها معضلة أمام الأمن القومي للدول العربية والشرق أوسطية بشكل عام، فضلًا عن أنشطة تمارس في أنحاء متفرقة من العالم؛ تهدف لذات التأثير والمصالح المرجوة لدى رعاة الإرهاب في العالم.

وأضاف مصطفى حجاج -في تصريحات خاصة لـ”رؤية”– إن الأزمة والمعضله هنا ليس في الكيان الإرهابي ذاته المعلن والقائم وإن غابت عنا الكثير من تفاصيله ومكوناته، برغم خطورته وجرائمه ولعل تنظيم داعش الإرهابى أنموذجًا واضحًا لأساليب وتكتيكات مستحدثة مارستها منذ ظهورها، ويعتبر مقتل زعيمها أبي بكر البغدادي ضربة موجعة إلا أننا نرى أنها لن تؤثر كثيرًا على التنظيم لوجود استراتيجية له ولعل ارتباط مثل هذه التنظيمات بالمرجعية أو القيادة غاية القوة إلا أنها مع غيابها تستمر أعمالها وأنشتطها الإجرامية، وذلك لارتباطه بأفكار قد تتغير الشخصيات والقيادات إلا أن الأفكار تزال مستمرة وباقية.

وأكد الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات، أن المعضلة الأصعب والتحدي الأكبر في المواجهات للقضاء على مثل هذه الأفكار والتنظيمية تكمن في كيفية التعامل مع الخلايا النائمة لها، وذلك لصعوبة تمييزها وتحديدها إلا بعد عناء شديد ومتابعة كبيرة قد تضر بأبرياء في أحيان كثيرة ولكن لكل شيء ضريبته، وكذلك تغلغلهم في المجتمعات بمختلف الفئات والاتجاهات، لذا لابد من دراسات واستراتيجيات للتعامل والاستمرار في المواجهة والمجابهة مع جماعات الإرهاب والتطرف.


ربما يعجبك أيضا