بيع الأعضاء والأطفال.. عُملة بقاء الأفغان على قيد الحياة

رنا أسامة

بحسب الأمم المتحدة يحتاج أكثر من 24.4 مليون شخص في أفغانستان إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة. 


في تحذير أممي جديد، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن بيع الأعضاء والأطفال لإعالة الأسر الأفغانية تفاقم، وسط أزمة اقتصادية حادة بفعل توقف المساعدات المالية.

ونوّه جوتيريش في ختام مؤتمر افتراضي لدعم الاستجابة الإنسانية لأفغانستان يوم 31 مارس 2022: “دون إجراءات فوريّة، سنواجه أزمة مجاعة وسوء تغذية في أفغانستان”، بما ينذر بكارثة تزامنًا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم من جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية.

بيع الكُلى.. سبيل البقاء على قيد الحياة في أفغانستان

ندوب جراء عمليات لاستئصال كُلى من أفغان لبيعها

تزايد عدد الأفغان الذين اضطروا إلى بيع كُلاهم في السوق السوداء، تحديدًا في مدينة هرات، للبقاء على قيد الحياة مقابل قليل من المال. ونقلت قناة طلوع نيوز الأفغانية في تقرير على موقعها الإلكتروني بتاريخ 28 يناير الماضي، عن أحد سكان هيرات، قوله: “مُجبرون على بيع كُلانا من أجل إطعام أطفالنا”. من بين هؤلاء الأفغان الذين أُجبروا على بيع كُلاهم لكسب القوت أطفال ونساء.

وفق قانون الدولة الأفغانية، فإن بيع الأعضاء غير قانوني، لكن هذه العائلات تقول إنها لا تملك خيارات أخرى للبقاء على قيد الحياة. يبلغ سعر الطفل الواحد من 950 إلى 1427 دولارًا، وسعر الكُلية الواحدة ما بين 1427 إلى 2093 دولارًا، وفق طلوع نيوز. في أعقاب التغيير السياسي في أفغانستان، منع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وصول البلاد إلى الأموال الدولية. أقرّت طالبان في يناير أول موازنة بلا مساعدات خارجية منذ 20 عامًا.

الأعضاء.. العُملة الوحيدة في جيب الأفغان

نظرة على قُرب لأفغاني باع كُليته

في قرية صغير خارج هُرات، فإن العُملة الوحيدة التي تملكها عائلات أفغانية في كثير من الأحيان هي أعضاؤها، جنبًا إلى جنب مع طرح أطفالها للبيع في السوق السوداء، بحسب معايشة أجرتها شبكة سكاي نيوز البريطانية في يناير الفائت.

تحدّثت سكاي نيوز إلى أب وأم أفغانيين باعا كُليتاهما. لم يُعد لديهما خيار آخر سوى بيع طفلهما ذي الـ8 أعوام. قالت الأم (25 عامًا): “منذ 6 أشهر (في يوليو 2021 تقريبًا)، توفي طفلي الأكبر ذو الـ3 أعوام، جوعًا. لا يُمكنني ترك أشقاءه يموتون جميعًا، على الأقل بالطريقة ذاتها (الموت جوعًا)، عليّ بيعهم ليُطعمهم آخرون”.

أب أفغاني: مُستعد لبيع طفلي حتى لو بـ200 دولار

11

صرّح الأب الأفغاني لسكاي نيوز حينها بأنه لم يُحدد بعد أيًا من أطفاله سيبيعه، لكنه مُستعد لذلك حتى لو بسعر أقل من سعر كُليته. قال يائسًا: “لم يتبق لدينا شيء نبيعه. علينا أن نبيع أطفالنا الآن وأنا على استعداد لذلك حتى لو بمقابل 200 دولار أمريكي. لا استطيع أن أراهم (أطفالي) يبكون كل ليلة لأنهم جائعون”.

غير أن طالبان تقول إن كل هذا محض “أساطير غربية”، يروّج لها الإعلام الغربي الذي تصفه بـ”الشرير وغير النزيه” لتشويه سمعتها، وفق الشبكة البريطانية. وفي سبتمبر الماضي، حذرت الأمم المتحدة من تعرّض ملايين الأفغان لخطر المجاعة. قال جوتيريش: “لا يعرف واحد من كل 3 أفغان من أين ستأتي وجبتهم التالية”، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

تجارة مُربحة وتفاوت في سعر الأعضاء

555

تجارة الكلى مربحة في هُرات القريبة من الحدود الإيرانية، مع وجود عديد من المُشترين، في الوقت الذي دفع فيه الفقر المُدقع مزيدًا من الأفغان إلى بيع كُلاهم لقضاء الديون وتوفير الغذاء لعائلاتهم. منذ وصول طالبان إلى السلطة في افغانستان في أغسطس، فرضت على ما يبدو تضييقًا على عمليات زرع الكُلى، لكن تحقيق سكاي نيوز أشار إلى أنه غذّى تلك التجارة.

أم أفغانية مُراهقة أخبرت الشبكة البريطانية بأنها خضعت لعملية جراحية لبيع كُليتها في ديسمبر 2021، قائلة: “لا خيار آخر أمامنا. نفعل ذلك لإطعام أطفالنا”. كذلك تشكو أفغانيات من تفاوت في سعر الأعضاء بين الجنسين، 1500 دولار للنساء مقارنة بـ 2000 دولار للرجال في أفغانستان.

200 وفاة جوعًا

11111 1

الطبيب بمستشفى أنديرا جاندي للأطفال في كابل، محمد صادق، قال لشبكة بي بي إس الأمريكية في يناير الفائت: “سجّلنا 200 حالة وفاة لأطفال في الأشهر السابقة بسبب الجوع”. كما أشار إلى حالات جاءت إلى المستشفى لأفغانيات وضعن قبل الأوان بسبب الجوع. بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، يحتاج أكثر من 24.4 مليون شخص في أفغانستان إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة.

ويواجه نحو 23 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد مع أسوأ موجة جفاف في أفغانستان منذ 30 عامًا. وفق تقديرات برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة، يُتوقع أن يغرق 97% من سكان أفغانستان في براثن الفقر. وقد يموت ما يصل إلى مليون طفل دون سنّ الخامسة بحلول نهاية 2022 بسبب الجوع ونقص المياه وخدمات الصرف الصحي، بحسب اليونيسف.

مساعدة أممية

2222

تسعى الأمم المتحدة لجمع 4.4 مليار دولار لأفغانستان، في أكبر مناشدة دولية لدولة واحدة، رغم تصاعد القلق من حكم طالبان. تقول إن هذا المبلغ 3 أضعاف المطلوب العام الفائت وجُمع 13% منه فقط، بحسب وكالة رويترز.

تقول إن الأموال المطلوبة ستوجه مباشرة إلى وكالات الإغاثة دون تمرير أيٍ منها عبر قنوات سلطة الأمر الواقع لطالبان.

اقرأ أيضًا:

بوليتيكو| الوضع في أفغانستان يزداد سوءًا.. وبايدن لا يمكنه الابتعاد

آسيا تايمز | يجب على الغرب منع المجاعة في أفغانستان

ربما يعجبك أيضا