بين الخبرة والشعبية.. كامالا هاريس وميشال أوباما في مواجهة قوية

هل تشهد أمريكا رئيسة جديدة؟.. حظوظ هاريس وأوباما في الانتخابات المقبلة

أحمد الحفيظ

مع تزايد التكهنات حول مستقبل السياسة الأمريكية وتحديدًا الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد تنحي الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الترشح لولاية رئاسية ثانية، برزت أسماء نسائية في الحزب الديمقراطي كممثلات محتملات للترشح.

أبرز هذه الأسماء نائبة الرئيس كامالا هاريس والسيدة الأولى السابقة ميشال أوباما. ويعكس الحديث عن حظوظهما تحولات واسعة في الساحة السياسية والتوقعات المستقبلية للحزب الديمقراطي.

كامالا هاريس.. الخبرة والموقع السياسي

تتقلد كامالا هاريس منصب نائبة الرئيس في إدارة جو بايدن، مما يمنحها خبرة سياسية وإدارية عالية.

قبل توليها هذا المنصب، كانت هاريس عضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، وقدمت نفسها كمدافعة شرسة عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وتبرز خبرتها القانونية كمدعية عامة سابقة لولاية كاليفورنيا كرأس مال سياسي يمكنها استغلاله في حملتها الانتخابية المحتملة.

على الرغم من موقعها المميز، تواجه هاريس تحديات تتعلق بشعبيتها، وتشير بعض الاستطلاعات إلى تراجع شعبيتها بين الناخبين، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرتها على قيادة حملة انتخابية قوية، ومع ذلك، فإن موقعها الحالي كنائبة للرئيس يمنحها قاعدة صلبة من الدعم، بالإضافة إلى الفرصة لإثبات جدارتها على المستوى الوطني من خلال مشاركتها في صنع السياسات.

ميشال أوباما.. الشعبية والشخصية الكاريزمية

ميشال أوباما، السيدة الأولى السابقة، تحظى بشعبية واسعة وتقدير كبير من الشعب الأمريكي، شخصيتها الكاريزمية وتجربتها الفريدة في البيت الأبيض تجعلها مرشحة جذابة للكثير من الديمقراطيين.

خلال فترة وجودها كسيدة أولى، ركزت أوباما على قضايا التعليم والصحة، وأطلقت حملات ناجحة مثل حملة “هيا بنا نتحرك” لمحاربة السمنة لدى الأطفال.

على الرغم من شعبيتها الجارفة، لم تبد أوباما حتى الآن أي نية واضحة للترشح لمنصب الرئيس،  وقد صرحت في مناسبات عديدة بأنها لا تفضل الدخول في المعترك السياسي المباشر، إلا أن الظروف قد تتغير، وضغط الحزب الديمقراطي والناخبين قد يدفعها لإعادة النظر في موقفها.

التحديات والفرص

كلا المرشحتين تواجهان تحديات وفرصًا مختلفة، هاريس تتمتع بخبرة سياسية مباشرة وتواجد في البيت الأبيض، وهو ما يمكن أن يعزز من فرصها في الانتخابات، بالمقابل، تحتاج إلى تحسين صورتها وزيادة شعبيتها بين الناخبين لكسب التأييد اللازم.

من ناحية أخرى، تستفيد أوباما من شعبيتها الواسعة وتأثيرها الثقافي الكبير، ولكن غيابها عن العمل السياسي المباشر يمكن أن يكون عائقًا أمام قدرتها على بناء حملة انتخابية قوية ومنظمة، إذا قررت الترشح، فستحتاج إلى بناء فريق قوي وتقديم رؤية واضحة لسياساتها المستقبلية.

كما أنها من الممكن أن تستفيد من خبرة زوجها السياسية الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي كان يحظى بشعبية كبيرة من الديمقراطيين.

السيناريوهات المحتملة

بعد تخلي بايدن عن الترشح للمرة الثانية قد يشهد المستقبل السياسي الأمريكي ترشح إحدى هاتين الشخصيتين، وربما حتى ترشح كليهما في مواجهة بعضهما البعض في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، إذا قررت أوباما الترشح، فقد يكون لها تأثير كبير على مسار الانتخابات نظرًا لشعبيتها وجاذبيتها.

في حال ترشح هاريس وحدها، سيكون أمامها فرصة لإثبات نفسها كقائدة قادرة على توحيد الحزب والدفع بسياسات تقدمية، على الرغم من التحديات، يمكن لخبرتها وإلمامها بقضايا السياسة الوطنية أن تكون ميزة كبيرة.

ربما يعجبك أيضا