بين الرياح والدمار.. أعاصير هزت ذاكرة البشرية

رياح الكارثة.. أعاصير تركت بصمتها على العالم

أحمد عبد الحفيظ
إعصار

لطالما كانت الأعاصير واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية المدمرة في تاريخ البشرية. تحمل هذه العواصف رياحًا عنيفة وأمطارًا غزيرة قادرة على تدمير المدن والمجتمعات خلال ساعات قليلة.

عبر العصور، شهد العالم العديد من الأعاصير التي تركت بصمة لا تُنسى في ذاكرة الإنسانية، وكان أخرها إعصار هيلين الذي ضرب الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة وخلف قتلى وجرحى، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير نشر الثلاثاء 8 أكتوبر 2024.

إعصار كاترينا (2005)

يعد إعصار “كاترينا” واحدًا من أكثر الأعاصير تدميرًا في التاريخ الحديث، ضرب كاترينا الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة، لا سيما ولاية لويزيانا، وتحديدًا مدينة نيو أورلينز، في أغسطس 2005.

بلغ الإعصار الفئة الخامسة، وهي أعلى درجات الأعاصير، مع سرعة رياح تجاوزت 280 كيلومترًا في الساعة، لم يكن الدمار الذي خلفه كاترينا مقتصرًا على الرياح العاتية، بل تسببت أيضًا الفيضانات التي أعقبت كسر السدود في مدينة نيو أورلينز في غمر نحو 80% من المدينة بالمياه.

خلف كاترينا وراءه أكثر من 1800 قتيل، وأدى إلى تشريد مئات الآلاف من السكان، كان لهذه الكارثة تأثير طويل الأمد على الاقتصاد المحلي والوطني، حيث بلغت تكلفة الأضرار أكثر من 125 مليار دولار، وتسببت الاستجابة البطيئة من الحكومة الأمريكية في زيادة الانتقادات والجدل حول كيفية التعامل مع الكارثة.

إعصار هايان (2013)

يعتبر إعصار “هايان” أو “يولاندا” كما يُعرف في الفلبين، واحدًا من أقوى الأعاصير المدارية التي تم تسجيلها على الإطلاق، ضرب هايان الفلبين في نوفمبر 2013، وجلب معه رياحًا وصلت سرعتها إلى 315 كيلومترًا في الساعة، مع عواصف مدمرة أدت إلى ارتفاع مستوى البحر لعدة أمتار، مما تسبب في فيضانات كارثية.

أودى الإعصار بحياة أكثر من 6,000 شخص، في حين تضرر أكثر من 16 مليون شخص بين مشردين وجرحى، مدينة تاكلوبان كانت من أكثر المناطق تضررًا، حيث دُمرت المباني بالكامل تقريبًا.

خلّف الإعصار وراءه أضرارًا تقدر بنحو 14 مليار دولار، وكان تأثيره الاجتماعي والاقتصادي مدمرا حيث تعطلت الخدمات الأساسية لفترات طويلة، واحتاجت المناطق المتضررة إلى سنوات للتعافي.

إعصار إيرما (2017)

في سبتمبر 2017، تشكل إعصار “إيرما” في المحيط الأطلسي، وكان واحدًا من أكثر الأعاصير التي شهدتها منطقة الكاريبي والولايات المتحدة تدميرًا، وصل الإعصار إلى الفئة الخامسة مع رياح وصلت سرعتها إلى 295 كيلومترًا في الساعة، جزر مثل بربودا وسانت مارتن تعرضت لأضرار جسيمة، حيث تم تدمير ما يقرب من 95% من المباني في بعض المناطق.

في الولايات المتحدة، وخاصة في ولاية فلوريدا، تسبب إيرما في إجلاء الملايين من الأشخاص. على الرغم من انخفاض قوته قبل وصوله إلى الولايات المتحدة، إلا أن الخسائر الاقتصادية كانت ضخمة، حيث قُدرت الأضرار بأكثر من 50 مليار دولار.

إعصار أندرو (1992)

يُعتبر إعصار “أندرو” واحدًا من أخطر الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة، حيث اجتاح ولاية فلوريدا في أغسطس 1992. وصل أندرو إلى اليابسة برياح بلغت سرعتها 270 كيلومترًا في الساعة، مما جعله واحدًا من أقوى الأعاصير في تاريخ البلاد. دمر الإعصار حوالي 63,000 منزل، وأدى إلى تشريد 175,000 شخص، كما أسفر عن مقتل 65 شخصًا.

أثرت هذه الكارثة الطبيعية بشكل كبير على الاقتصاد المحلي، حيث بلغت تكلفة الأضرار أكثر من 27 مليار دولار، مما جعل أندرو في وقته ثاني أكثر الأعاصير تكلفةً في تاريخ الولايات المتحدة.

قسوة الطبيعة

تعكس هذه الأعاصير جانبًا من قسوة الطبيعة، حيث تُظهر مدى ضعف البشرية أمام القوة الهائلة للعواصف. ورغم التقدم العلمي والتكنولوجي في التنبؤ بالأعاصير وتحسين وسائل الوقاية منها، تظل هذه الكوارث تذكرة مؤلمة بقدرة الطبيعة على إحداث تغييرات جذرية في حياة البشر.

ربما يعجبك أيضا