بين الشرق والغرب.. هل تنجح الحكومة العراقية في الحفاظ على توازن العلاقات؟

يوسف بنده

من المنتظر استئناف محادثات الحوار بين إيران والسعودية، التي تعطلت لأزمات إقليمية ودولية، لكن تصر بغداد على هذا الحوار لتحقيق التوازن في العلاقات بين إيران ودول الخليج العربي.


تكررت تصريحات الحكومة العراقية المدعومة من تكتل نيابي موالٍ لإيران بشأن استكمال جهود سابقة، لرعاية حوار إيراني سعودي غير مباشر.

وعقدت إيران والسعودية 5 جولات من المفاوضات غير المعلنة في العاصمة العراقية بغداد، لكن ما زالت إيران تمارس سياسة التهديد والتلويح بالقوة، ما يدفع الرياض لاتخاذ موقف صارم بشأن استكمال طريق التفاوض مع طهران.

download 50

احتواء إيران

يسعى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لتحقيق علاقة متوازنة مع إيران، رغم أنه محسوب على الإطار التنسيقي، الذي يتشكل من أحزاب شيعية موالية لها. فقالت صحيفة اعتماد إن بغداد ترفض أن يتحدث أحد باسمها، مضيفة أن زيارة رئيس الوزارء العراقي إلى فرنسا، ولقاءه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعكس وجود شرخ متزايد في العلاقات بين إيران والعراق.

وأوضحت الصحيفة أن تصريحات الرئيس الفرنسي بشأن ضرورة الحد من نفوذ إيران في العراق، وإصرار بغداد على تسمية الخليج بـ”العربي”، وخفض مستوى العلاقات التجارية بين البلدين، وامتناع العراق عن دفع مستحقات الغاز والكهرباء إلى إيران، كلها أمور تعكس أن سياسة احتواء إيران تتطبقها الحكومة الشيعية الصديقة في العراق.

وزير عراقي استيراد الغاز الإيراني متوقف بشكل كامل 1

ويعاني العراق أزمة توفير الغاز لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، ويوفر احتياجاته من إيران، ويسعى لتوفير احتياجاته من الكهرباء عبر دول الخليج، أو اللجوء لشركات عالمية فرنسية وألمانية، لتطوير إنتاج الكهرباء في البلاد. وحسب صحيفة الزمان، أعلن وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، توقف واردات الغاز الإيراني. في حين قد تقطع إيران صادرات الغاز لاحتياجاتها الداخلية، أو للضغط على العراق.

530160

التقريب بين طهران والرياض

تستخدم حكومة السوداني ورقة التقريب بين طهران والرياض، من أجل تحقيق التوازن في العلاقة بين البلدين، وهي نفس الورقة، التي استخدمتها حكومة الكاظمي السابقة. وأعلنت، منذ تشكيلها في أكتوبر 2022، عزمها على الاستمرار بمبادرة الحوار، التي تقودها بغداد بين الرياض وطهران.

وحسب تقرير صحيفة الجريدة، حذر السوداني من أن أي توتر بين أمريكا وإيران، وأي توتر بين ‏دول المنطقة سينعكس سلبًا على العراق، معربًا عن أمله أن يُعقد اجتماع جديد بين السعودية وإيران في بغداد، خلال الأسابيع المقبلة. وحسب وكالة فارس، شدد السوداني على حرص الدولتين على استئناف هذه الاجتماعات برعاية العراق.

حدود العراق مع سوريا

سياسة النأي بالنفس

يبدو العراق قلقًا من تحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات بين إيران وخصومها بالمنطقة، خاصة بعد هجوم بطائرات مسيّرة استهدف مصنعًا للأسلحة في أصفهان.  وكذلك بعد استهداف طيران حربي مجهول رتل شاحنات تابع لميليشيات في البوكمال السورية موالية لإيران، بعد مغادرته الحدود العراقية، تنقل أسلحة واردة من إيران، حسب تقرير العربية.

وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات موالية لطهران، بينها حزب الله اللبناني، في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي، خصوصًا بين مدينتي البوكمال والميادين، ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد أفراد تلك المجموعات بنحو 15 ألف مقاتل، وأقر التحالف الدولي مرارًا بتنفيذه ضربات في المنطقة، طالت مقاتلين موالين لطهران.

الميليشيات الموالية لإيران في سوريا أرشيفية

وحسب تقرير الحدث، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أمس الأحد، إنه يجب ألا تكون البلاد منطلقًا لأي هجوم على دول المنطقة، ولا يمكن استخدامها للتعدي على دول الجوار، وأضاف أن التوتر بين أمريكا وإيران يؤثر في العراق ويجب تخفيفه، مشددًا على أن بلاده بحاجة إلى الدول الإقليمية والخليجية، وأن مصلحة العراق هي التي تحدد سياسة العلاقات مع الآخرين.

ربما يعجبك أيضا