بين بايدن وترامب وهاريس.. سيناريوهات العودة للاتفاق النووي مع إيران

بالنسبة لإيران هو الأفضل.. خيار العودة للاتفاق النووي في عهد بايدن

يوسف بنده

"حتى عندما يكون ترامب الرئيس الجديد ويريد الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران مرة أخرى، فإن التوصل إلى اتفاق لا يزال خيارًا أفضل من عدمه على الإطلاق".


يشتد السباق الرئاسي في الولايات المتحدة الأمريكية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب أمام منافسته الديموقراطية المحتملة، كامالا هاريس.

بينما في إيران تسلم الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، مقاليد السلطة وسط آمال بالعودة إلى الاتفاق النووي مع واشنطن، من أجل رفع العقوبات وإصلاح الاقتصاد.

بايدن وإيران

الرئيس الديموقراطي، جو بايدن

السيناريو الأفضل

في حواره مع وكالة ايسنا الإيرانية، اليوم الاثنين 29 يوليو 2024، أكد الخبير في العلاقات الدولية، رضا ذبيحي، أن أفضل توقيت للعودة للاتفاق النووي هو قبل مغادرة الرئيس الديموقراطي، جو بايدن البيت الأبيض بعد انتخابات نوفمبر المقبل.

وأوضح الخبير الإيراني، أن هذا السيناريو يواجه صعوبة التوقيت خلال الأشهر المتبقية من إدارة بايدن، خاصة إذا كان إحياء الاتفاق يتطلب مراجعات كثيرة، وفي هذه الحالة يمكن القول إن الفرصة المتبقية حتى نهاية ولاية بايدن محدودة للغاية.

وأضاف ذبيحي، أن هناك مسألة أخرى تتعلق بصعوبة تحقيق هذا السيناريو وهي أن البيت الأبيض قد لا يكون لديه رغبة كبيرة في إحياء الاتفاق النووي خلال الانتخابات الرئاسية، ويريد التركيز أكثر على القضايا الداخلية لبلاده.

ورغم وجود رغبة متبادلة بين واشنطن وطهران نحو السيناريو الأول، إلا إن هناك مخاوف من عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وتعطيله للاتفاق النووي مرة أخرى، مثلما تم ذلك في عهده عام 2018.

قلق إيراني من عودة ترامب 1

الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب الذي غادر الاتفاق النووي عام 2018

صعب مع ترامب

يتعلق السيناريو الثاني بإمكانية العودة إلى الاتفاق النووي في عهد ترامب إذا ما فاز في الانتخابات الرئاسية، خاصة أن لديه حظ أوفر من منافسته الديموقراطية.

وأوضح رضا ذبيحي، صعوبة هذا السيناريو أيضًا، خاصة أن لدى ترامب توقعات أكبر تجاه الاتفاق مع إيران، فهو يحب الصفقات لا المفاوضات، مضيفًا، أن هناك معضلة تتعلق بالتعامل مع ترامب خاصة أنه متورط في اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني. وهذا الأمر يُصعب تشكيل إجماع داخلي في إيران للاتفاق مع شخص مثله.

وإن كان البعض قد عبر عن رأي مفاده أن ترامب قد لا يكون متطرفًا كما كان في ولايته السابقة، لكن مثل هذه النظرة المتفائلة قد تحطمت خلال استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وإبلاغه قبل أيام، إن أفضل ما فعله لإسرائيل هو انسحاب أمريكا من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) مع إيران.

من يدعم هاريس لخلافة بايدن؟ 1 1

محتمل مع هاريس

السيناريو الثالث هو التفاوض مع الحكومة الأمريكية الجديدة، إذا ما فازت المرشحة الديموقراطية، كاملا هاريس، في انتخابات الرئاسة الأمريكية.

وحسب حوار الخبير الإيراني مع وكالة ايسنا، فإن إمكانية العودة للاتفاق النووي عندما تكون هاريس رئيسًا أعلى بكثير إذا ما فاز ترامب، خاصة أنها ستمضي على خطة استكمال ما بدأه الرئيس جو بايدن. لكن حتى الآن يتقدم المرشح الجمهوري على منافسته كمالا هاريس.

برجام

الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 المبرم عام 2015

الاتفاق أفضل من عدمه

يقول رضا ذبيحي، إن هناك تحولات متسارعة في العلاقات الدولية وإن انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليس الأمر الأفضل، فلا ينبغي ضياع الوقت والعودة للاتفاق النووي قبل أن تنتهي ولاية الرئيس الحالي جو بايدن.

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية، أنه حتى عندما يكون ترامب الرئيس الجديد ويريد الانسحاب من هذه الاتفاقية مرة أخرى، فإن التوصل إلى اتفاق لا يزال خيارًا أفضل من عدم التوصل إلى اتفاق على الإطلاق.

لأن في ولايته السابقة عندما أراد ترامب الانسحاب من الاتفاق، استغرق الأمر أكثر من عام من الوقت الذي قرر فيه ذلك حتى انسحب فعلياً من خطة العمل الشاملة المشتركة، وهذه الفترة الزمنية يمكن أن توفر المزيد من الخيارات للسياسة الخارجية الإيرانية في ظل الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان.

ربما يعجبك أيضا