بين نيران الجائحة والحرائق.. نتنياهو عاجز عن وقف الاحتجاجات الغاضبة

أشرف شعبان


رؤية – أشرف شعبان

مع بدء الإغلاق الثاني في إسرائيل لمكافحة تفشي فيروس كورونا وسط أجواء متوترة وتزايد في الشعور بعدم الثقة في القيادة وبين مختلف قطاعات المجتمع، أصبح المحتجون من شريحة اليهود المتدينيين الرافضين لقرارات الإغلاق التي تشمل الكنس اليهودية، يتظاهرون في كل مكان  في الأراضي المحتلة، في بني براق، تل أبيب، القدس، هرتسيليا.

مظاهرات عارمة 

ويقوم المحتجون خلال المظاهرات بإلقاء الحجارة على شرطة الاحتلال، بل ويستعملون المفرقعات كمحاكاة لمظاهرات الفلسطينيين. كما ينشد الحاخامات بأنه لا يوجد كورونا، والحكومة تحارب الدين، أما العلمانيون خاصة في تل أبيب يشتبكون بالأيدي ويطالبون بإسقاط حكومة فاسدة على حد قولهم.

ويؤكد العلمانيون أن نتنياهو وكل الحكومة الفاسدة والذين يدعمونهم يجب أن يذهبوا للمنزل، فليس هناك تبرير لكراهية حكومة الاحتلال لكراهية المستوطنين، فهم يمارسون السياسة، خلال جائحة كورونا.

وزير الجيش بيني جانتس، شدد على عدم الاشتباك القوي مع المتظاهرين. الحكومة عالقة بين مطالبات القطاع الصحي بالإغلاق الشامل، ومطالبات الشارع الغاضب بإيجاد حلول عملية، فالبعض يتهم نتنياهو الذي اقترب موعد محاكمته بانه يسعى لإرضاء المتدينيين، وهما الحلفاء في الحكومة، على حساب بقية المجتمع.

ويرى المراقبون أن الأيام المقبلة حرجة جدا ويتوقع أن تشهد مظاهرات ضد الحكومة في كل مكان من الأراضي المحتلة رغم القيود المفروضة، وسيزداد أكثر وأكثر.

https://youtube.com/watch?v=5S-VbRE02Tg

اشتعال الحرائق

ما زاد من الغضب اشتعال الحرائق في الجليل خلال الايام الماضية ونزوح المئات هربا من مصيبة جديدة وعجز  قوات الدفاع المدني عن إيقاف تمدد الحرائق رغم كل التدريبات والميزانيات التي منحت لها.

جاءت هذه الحرائق بالتزامن مع موجة الحر الشديدة وارتفاع درجة الحرارة عن معدلها في الأراضي المحتلة والدول المجاورة سوريا ولبنان، والتي اشتعلت فيها الحرائق ايضا، وأدت الحرائق الكبيرة في الأراضي المحتلة بالقرب من 6 بلدات إلى إخلاء الآلاف من السكان، في حين تسبب حريق بإغلاق جزء من الطريق السريع الرئيسي رقم 6.

وأفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بإصابة شخصين جراء استنشاق الدخان في إحدى القرى.

وعلى الصعيد الرسمي، ردت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنه لا يوجد حل سحري فالجائحة تجتاح العالم ولكن الشارع الإسرائيلي لا يتقبل هذه الادعاءات ويرى أن الحكومة هي المسؤولة عن إيجاد الحلول.

قرارات الإغلاق

وتم التعامل مع مسألة الاحتجاجات التي تخرج بصورة منتظمة ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ومسألة تجمعات الصلاة خلال الأعياد اليهود ية باعتبارهما أمرا واحدا، فيما يتعلق بقرارات الإغلاق.

وباستثناء “يوم الغفران” (يوم كيبور)، تم إغلاق الكنُس خلال الأعياد اليهودية، ولم يُسمح للمصلين إلا بالصلاة في الهواء الطلق وفي مجموعات لا تزيد على 20 شخصا، شريطة ألا يبتعدوا لأكثر من كيلومتر عن منازلهم.

وتم تطبيق القيود ذاتها على الاحتجاجات، التي ظلت تخرج كل ليلة سبت منذ يونيو ويشارك فيها الآلاف أمام مقر إقامة نتنياهو في القدس.

وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو للشرطة وهي تقوم بسحب المواطنين ودفعهم، ويظهر أحدها رجل شرطة يضرب شابا متدينا على وجهه، وآخر يقذف مراهقا بدلو.

الوباء يجتاح إسرائيل

وأثارت صور لفعاليات جماهيرية يقيمها يهود متشددون، ما أثار غضب قطاعات واسعة من السكان. ووفقا لروني جامزو، الذي تم تعيينه مسؤولا لملف كورونا في إسرائيل، فإن 40% من جميع الإصابات الجديدة بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية جاءت في المجتمعات اليهودية المتشددة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة للاحتلال الإسرائيلي، صباح الأحد، عن وفاة 27 شخصا بفيروس كورونا، وتسجيل887 إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقالت الوزارة في بيان، الأحد، إنه يرقد في أقسام كورونا والمستشفيات الاسرائيلية 1563 مصابا، بينهم 825 بحالة خطيرة، و214 مصابا بحالة خطيرة جدا تم ربطهم بأجهزة التنفس الاصطناعي.

ويكافح الاحتلال الإسرائيلي، أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في العالم، ويتركز ثلث الإصابات بين المتدينين المتشددين الذين يشكلون نحو 10% من السكان.

ارتفاع عدد الإصابات 

وشهدت إسرائيل الأسابيع الماضية ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات، حيث بلغت نحو 9000 حالة في اليوم، لتكون الحصيلة نحو 272 ألف حالة، توفي منها نحو 1700 شخص، منذ بداية الجائحة.

ويأتي هذا الارتفاع خلال فترة العطلات اليهودية، وهي الفترة التي يحتفل ويجتمع فيها المتدينون بشكل كبير، وهو ما كان يخشاه المسؤولون الإسرائيليون، كونها ستؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات.

ربما يعجبك أيضا