بين واشنطن وطهران.. محادثات الإتفاق النووي في نفق مظلم

يوسف بنده
اليورانيوم المخصب

دخلت محادثات الاتفاق النووي في نفق مظلم من جديد، إذ عادت واشنطن لفرض العقوبات على طهران، وعادت إيران للمماطلة من أجل الحصول على مكاسب أكبر، وقتما تضغط إسرائيل لاستمرار القيود على إيران


قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الجمعة 9 سبتمبر 2022، إن الرد الأخير لإيران حول المفاوضات النووية قد أعادها خطوة إلى الوراء.

ويأتي تصريح بلينكن بعد ما أعلنت إيران أنها ردت على المقترح الأوروبي بأنها لا تزال تصر على شروطها للعودة للاتفاق النووي، وتطالب بالرفع الكامل للعقوبات. وأضاف وزير الخارجية الأمريكي: “لقد نجحنا بالفعل في الأسابيع الأخيرة في سد عدد من الفجوات، لكن رد طهران الأخير يعيدنا إلى الوراء”.

بحث التهديد الإيراني

كان الاجتماع الافتراضي الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني في بروكسل، أمس الجمعة، بمثابة انتكاسة للحوار مع إيران، فقد بحث الاجتماع التهديدات الإيرانية وكيفية التصدي لها. وقال لينكن خلال الاجتماع: “لا تزال واشنطن تأمل في اتفاق للسيطرة على برنامج إيران النووي، لكنها لا تبحث عن اتفاق بأي ثمن، وتحاول باستمرار رفع مطالب جديدة تتجاوز الاتفاق النووي”.

وذكر بلينكن أن الهدف الوحيد لإدارة جو بايدن في الاتفاق مع إيران هو زيادة الأمن القومي للولايات المتحدة. ويوم الخميس، أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، جون كيربي، إلى أنه لا تزال هناك ثغرات في مفاوضات إحياء الاتفاق، وقال إنه إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فإن لدى إدارة بايدن خيارات أخرى لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. حسب صحيفة “الشرق“.

الاتفاق ممكن ولكن

قال السيناتور الجمهوري، ليندسي جراهام، في مقابلة مع جويش إنسايدر: “لا أعتقد أنه من المحتمل أن يُعلن عن الاتفاق النووي قبل الانتخابات الأمريكية أو الإسرائيلية في نوفمبر”. مضيفًا: “رغم الخلافات الأخيرة بين طهران وواشنطن، فإن إدارة بايدن ستتوصل إلى اتفاق لأنها تريد هذا بشدة”. هذا، وتعتمد إيران سياسة النفس الطويل وتراهن على حاجة الغرب لهذا الاتفاق من أجل تلبية الاحتياجات من الطاقة قبل الشتاء.

ومن جانب آخر، قال السيناتور الأمريكي، تيد كروز، حول مفاوضات إحياء الاتفاق النووي: إنه يبدو أن البيت الأبيض عازم على إيصال مئات المليارات من الدولارات للديكتاتور ونظامه الديني في إيران الذي يرفع شعارات: “الموت لأمريكا”، و”الموت لإسرائيل”، حسب قناة “إيران إنترناشيونال“.

GettyImages 1240895029 1200x800 1

قلق إسرائيلي

قال رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد بارنيا، الخميس الماضي: إن طهران “تخدع العالم، وإسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي”. وأضاف “بارنيا” خلال لقائه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، أن إيران تخدع العالم بشأن برنامجها النووي والأنشطة الإرهابية، حسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وفي إطار طمأنة الولايات المتحدة الأمريكي لحليفتها إسرائيل من الاتفاق النووي، التقى الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، بقادة عدد من المنظمات اليهودية الأمريكية المعارضة لإحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك”، والاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، حسب تقرير “جويش انسايدر“.

عودة العقوبات

في إطار إثبات جديتها للتصدي للتهديدات الإيرانية، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على وزارة الاستخبارات الإيرانية ووزيرها، إسماعيل خطيب، على خلفية الهجوم السيبراني على ألبانيا، حسب وكالة “ارنا“. وفي وقت سابق، عدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي أن الهجمات الإلكترونية على ألبانيا من تنفيذ قراصنة مرتبطين بالنظام الإيراني، وأدانتها بشدة.

وكذلك، فرضت الخزانة الأمريكية، الخميس الماضي، عقوبات على شركة إيرانية لتنسيقها رحلات جوية عسكرية لنقل طائرات مسيّرة من إيران إلى روسيا، بالإضافة إلى 3 شركات أخرى لمشاركتها في إنتاج طائرات مسيرة. وتتهم الولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في حرب أوكرانيا، لكن طهران نفت هذه التهمة، حسب تقرير موقع “بارسينه“.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

رئيسي إلى نيويورك

تزامنًا مع توجه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية، 13 سبتمبر الجاري، وقرار ألبانيا بإغلاق السفارة الإيرانية في تيرانا. بدأت حملة من المعارضة الإيرانية بالضغط على واشنطن لمنعها منح رئيسي تأشيرة الدخول لأمريكا، وطالب 52 عضوًا ديمقراطيًّا وجمهوريًّا في مجلس النواب الأمريكي بعدم منح تأشيرة دخول لرئيسي، حسب قناة “ايران إنترنشنال“.

هذا، وقد أدرجت واشنطن في مطلع نوفمبر 2019 اسم رئيسي على قائمتها السوداء على خلفية التواطؤ في انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، منها التورط في إعدام معارضين عام 1988، وقتما كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية. وكان رئيسي يشغل في 2019 منصب رئيس السلطة القضائية، قبل أن يتولى اعتبارًا من صيف عام 2021 منصب رئيس الجمهورية بعد فوزه بالانتخابات التي أجريت في يونيو 2021.

ربما يعجبك أيضا