تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على الحرب في أوكرانيا

كيف تنظر أوكرانيا للانتخابات الأمريكية وتأثيرها على الحرب؟

بسام عباس
كامالا هاريس ودونالد ترامب

مع توجه الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع الشهر المقبل لانتخاب رئيسهم المقبل، تهيمن القضايا التقليدية على المناقشة السياسية، فالمخاوف بشأن ارتفاع الأسعار، والقدرة على الحصول على الرعاية الصحية بأسعار معقولة، والهجرة غير الشرعية، كلها في طليعة أذهان الناخبين.

وما لم تكن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في حرب، فإن السياسة الخارجية عادة ما تأخذ مقعدًا خلفيًّا في الحملات الانتخابية، وأوكرانيا ليست استثناء.

قضية غائبة

أوضح موقع “أوراسيا ريفيو”، في تقرير نشره السبت 12 أكتوبر 2024، أن الصراع في أوكرانيا لم يظهر بشكل بارز على مسار الحملة الانتخابية بين ترامب وهاريس، رغم المخاطر الجيوسياسية العالية، فخلال المناظرة الرئاسية بينهما، طرح سؤالًا واحدًا فقط بشأن أوكرانيا.

وأضاف أن القضية كانت غائبة تمامًا عن المناظرة الأخيرة لمنصب نائب الرئيس، ومن خلال تجميع تصريحاتهما العامة السابقة، يمكن تكوين صورة معقولة لكيفية تعامل كل مرشح مع حرب أوكرانيا وروسيا، وبالنسبة لأوكرانيا، لا يبدو أي من السيناريوهين متفائلًا بشكل خاص.

موقف ترامب

قال الموقع إن ترامب كان هو المنتقد الأكثر صراحة لاستمرار المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، فقد سخر من الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لطلبه الدعم الأمريكي، وقال إن موسكو لديها مطالبة مشروعة ببعض أراضي أوكرانيا، وزعم أنه يمكنه إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، لذلك كانت تصريحات ترامب لا توحي بالثقة بالنسبة لأوكرانيا.

ورغم مزاعم ترامب الكثيرة بإنهاء الحرب بسرعة، إلا أنه لم يقدم حتى الآن حتى مخططًا أساسيًا لكيفية تحقيق ذلك، وسيكون أسوأ سيناريو لأوكرانيا تحت إدارة ترامب هو سحب الدعم الأمريكي، ما سيجبر أوكرانيا على التنازل عن أجزاء من أراضيها لروسيا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار.

 التردد سيد الموقف

ذكر الموقع أن هاريس ليست أفضل من ترامب بالنسبة لموقفها من أوكرانيا لأسباب مختلفة، ومن المرجح أن تواصل هاريس استراتيجية إدارة بايدن المتمثلة في القيام بما يكفي لدعم أوكرانيا مع تجنب اتخاذ إجراءات حاسمة، ومنذ بدأت الحرب، كان التردد سيد الموقف في كل قرار بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر الحيوية.

وكانت المساعدات العسكرية الرئيسة، مثل أنظمة الدفاع الجوي والدبابات والطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى، بطيئة في الوصول، وغالبًا ما تكون متأخرة للغاية لإحداث تأثير ذي مغزى على ساحة المعركة، ولم تعط هاريس أي إشارة إلى أنها ستغير النهج الذي تبناه الرئيس جو بايدن، فبدون تسليح أوكرانيا للانتصار، ستطول الحرب.

دور محوري

أوضح الموقع أن الكونجرس الأمريكي سيلعب دورًا محوريًّا في ضمان استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا بعد الانتخابات، فالكونجرس يمتلك سلطة المال، ما يمنحه نفوذًا كبيرًا على السياسة الخارجية، ورغم الانتقادات الصريحة من أقصى اليسار وأقصى اليمين، لا يزال هناك دعم قوي من الحزبين في الكونجرس لتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وأضاف أن على الكونجرس أن يعمل مع شاغل المكتب البيضاوي القادم لضمان بقاء السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا سليمة ومتسقة، وفي حين يراقب العالم نتائج الانتخابات الأمريكية، لا توجد دولة أخرى تفعل ذلك أكثر من أوكرانيا، وبغض النظر عمن سيفوز بالبيت الأبيض، فإن الواقع على الأرض بالنسبة لكييف يظل دون تغيير.

ربما يعجبك أيضا