تايوان تخزن إمدادات وأسلحة أمريكية.. هل ستحاصرها الصين؟

رنا أسامة

بدأت تايوان تخزين مواد حيوية، وتعمل أمريكا على تحويلها إلى مخزن أسلحة عملاق تحسبًا لهجوم أو حصار صيني محتمل للجزيرة.. ماذا يحدث؟


في خضم التوترات بين بكين وتايبيه، أفاد تقرير صيني بأن تايوان تخزن إمدادات حيوية، تأهبًا لحصار محتمل من على الجزيرة أو في حالة نشوب صراع.

ونقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية تصريحًا صحفيًّا لنائب وزير الاقتصاد التايواني، شين شي، بأن بلاده في حاجة إلى مخزون معقول من الغذاء والطاقة والمعادن والكيماويات ومواد التصنيع، تحسبًا لتأثر المعاملات التجارية بالتهديدات العسكرية الصينية المتزايدة.

حملة ضغط صينية

أوقفت الصين التبادلات الرسمية مع تايوان، التي تعتبرها جزءًا من أراضيها، وأجرت مناورات حربية بالقرب منها، في إطار حملة ضغط صينية بدأت منذ أن رفضت رئيسة تايوان، تساي إنج ون، مبدأ “الصين الواحدة” بعد توليها منصبها في عام 2016، وفق “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

وفي أغسطس الماضي، أجرى جيش التحرير الشعبي الصيني تدريبات غير مسبوقة بالذخيرة الحية حول تايوان، وأطلق صواريخ باليستية فوق الجزيرة، ردًّا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لتايبيه، تلك الزيارة التي عدتها بكين انتهاكًا لسيادتها وخرقًا أمريكيًّا لسياسة “الصين الواحدة”.

نائب وزير الاقتصاد التايواني

ارتياح تايواني

بحسب تصريحات نائب وزير الاقتصاد التايواني، التي أدلى بها أمس الأربعاء 5 أكتوبر 2022، يتكون مزيج الطاقة في تايوان من غاز طبيعي مسال وفحم وطاقة نووية ومصادر للطاقة المتجددة، وتحاول الحكومة التايوانية توسيع نطاق الأخير. وقال شين: “ما زلنا مرتاحين للغاية في ما يتعلق بقضايا أمن الطاقة المحتملة”.

وبعدما تباطأ تخزين الإمدادات الرئيسة في تايوان خلال العامين الماضيين، بسبب جائحة كوفيد-19، أفاد شين بمعاودة التخزين بوتيرة سريعة في الأشهر الأخيرة، وقال: “لدينا نظام، ونجري جردًا كل شهر”، لكنه لم يشر إلى حجم الاحتياطات التي ستحتاج إليها تايوان لتنجو من حصار أو هجوم صيني محتمل.

انفصال تجاري مستبعد

استبعد المسؤول التايواني إمكانية الحاجة إلى تقليل اعتماد تايبيه تجاريًّا على بكين، معتبرًا أنه سيكون من غير المنطقي الإقدام على خطوة مماثلة. وبالنظر إلى أن الصين أكبر شريك تجاري لتايوان، قال شين إنه من غير المعقول أن تنفصل تايبيه تجاريًّا عن بكين على المدى القريب، لكنه تعهد بمواصلة الأنشطة التجارية بين الجانبين، حسب ما أوردت “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.

التجارية بين تايوان والصين

ومن أجل حماية الأمن الاقتصادي لتايوان، نوه شين بفرض قيود على الاستثمارات في الصناعات عالية التقنية والصناعات الحيوية في البر الرئيس للصين (أكبر سوق للجزيرة باستقبال أكثر من 40% صادراتها على مدى عقود) بجانب وضع ضوابط على صادرات منتجات مثل أشباه الموصلات. وأشار شين إلى أن تايوان تراجع باستمرار ضوابطها على الصادرات وتتبادل المعلومات مع حلفائها.

مخزن أسلحة عملاق

بالتوازي، يكثف مسؤولون أمريكيون جهودهم لتحويل تايوان إلى مخزن أسلحة عملاق، بتزويدها ما يكفي من العتاد، للتصدي لأي حصار أو هجوم صيني محتمل، خاصة بعد دراسة التدريبات الجوية والبحرية الصينية الأخيرة حول الجزيرة.

ووفق ما نسبته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، أظهرت التدريبات الصينية احتمالية حصار بكين للجزيرة تمهيدًا لأي محاولة غزو، وسيتعين على تايوان وقتها الصمود بمفردها إلى حين تدخل الولايات المتحدة أو دول أخرى، إذا قررت فعل ذلك.

تدريبات تايوانية

تحصين بالأشواك.. ماذا عن الحصار البحري؟

قال المسؤولون، الذين لم تسمهم “نيويورك تايمز” في تقريرها الذي نشرته أمس الأربعاء، إن واشنطن تسعى لأن تصبح تايوان مثل “حيوان النيص” الذي يحصن نفسه بالأشواك، كي لا يقترب منه أحد. لكنهم أشاروا إلى ما في ذك من تحديات، مثل إعطاء الولايات المتحدة وحلفائها الأولوية لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا، بما قلص مخزونها العسكري، فضلًا عن تردد مصنعي الأسلحة في فتح خطوط إنتاج جديدة.

وفيما لا يزال من غير الواضح كيف قد ترد بكين إذا سرعت واشنطن شحنات الأسلحة إلى تايبيه، حذر قائد أسطول المحيط الهادئ الأمريكي، الأدميرال صمويل بابارو، من قدرة الصين على حصار تايوان بحريًّا، لكنه قال إن الولايات المتحدة قادرة مع حلفائها على كسر ذلك الحصار المحتمل.

وفي تصريحات إلى صحيفة “نيكى آسيا” المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، أعرب بابارو عن ثقته بأن تتمكن الولايات المتحدة من فك ذلك الحصار المحتمل من دون مساعدة، مستشهدًا بحجم قوتها النارية و”تفوقها في مجالات رئيسة”، في إشارة على الأرجح إلى الغواصات النووية والقوى تحت المائية الأمريكية الأخرى.

ربما يعجبك أيضا