تبريكات سيدي عتريس.. “عتبة” العوانس والمطلقات لفك العقدة

عاطف عبداللطيف

كتب – هدى إسماعيل وعاطف عبداللطيف

تصطف مئات السيدات والبنات من أعمار مختلفة وأماكن متعددة يوميًا ويتشبثن بصندوق زجاجي طوله 4 أو 5 أمتار في مقام إلى جوار مسجد السيدة زينب (حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم) بالقاهرة، ويلححن في الطلب على صاحب الضريح أن يحقق أمانيهن في الزواج أو الشفاء من الأمراض أو تزويج بناتهن العوانس. المقام يقصده آلاف النساء أغلبهن يطلبن الزواج أو قضاء الحوائج ولكن المطلب الأهم لكل الزائرات، هو العريس.

الضريح الذي يقع داخل الحرم الزينبي، يحتوي على مقبرتين واحدة لسيدي محمد العتريس، والأخرى لوجيه الدين أبوالمراحم، أو كما يعرفان باسم “العتريس” و”العيدروس”، لكن الأكثر شهرة وزيارة هو الأول، والمفارقة أن صاحب الضريح مات بدون زواج، إلا أن زائرات ضريحه لا يطلبن إلا الزواج وأن يكمون سيدي عتريس واسطة تجلب الحظ والعريس المنتظر.

وخادم مسجد السيدة زينب، هو العارف بالله محمد العتريس بن أبي المجد بن قريش بن محمد بن النجا بن عبدالخالق بن القاسم الزكي بن علي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب المعروف بـ”سيدي محمد العتريس”، مات في أواخر القرن السابع الهجري، فدفن بالجهة البحرية من مقام السيّدة زينب. وهو شقيق سيدي إبراهم الدسوقي، صاحب المقام المعروف بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، تفقه على مذهب الإمام الشافعي، وسلك مسلك الصوفية.

وبجواره أيضآ مقام سيدي عبدالرحمن الحسيني العلوي العيدروس، جاء إلى مصر من بلاد اليمن، وعكف على نشر العلم والفضيلة حتى انتقل إلى جوار ربه في عام 1192 عن عمر 57 عامًا، وصلي عليه في الجامع الأزهر، ودفن بمقام سيدي العتريس. وتدور الروايات أن سيدي عتريس يرجع نسبة إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان عابدًا ملازمًا لضريح ومقام السيدة زينب، نذر نفسه لقراءة القرآن الكريم وخدمة زوار المقام الزينبي وتعليم الآخرين أصول الدين إلى أن توفي ودفن بالمكان.

وتحرص زائرات المقام على إلقاء الأموال والنذور حسب قدرتهن داخل أحد الصناديق التي قيل إنها تصرف على المكان والمحبين الذين لا يفارقون عتبة سيدي عرتيس، ويحرصون على مطاردة الزائرات وطلب النقود والأكل. بعض النسوة يحرصن على نذر الشموع أو إقامة ولائم الطعام للمحبين والمتواجدين بالمقام والخدام تبركًا في تلبية مطالبهن، وأهمها العريس.

وتبقى العلاقة بين العبد وربه بلا واسطة، فلا مقام ولا ضريح يصلح قربانًا أو وسيلة لتحقيق الأماني.

ربما يعجبك أيضا