تجسس وعمليات سرية.. إسرائيل تواصل استهداف إيران

العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية داخل إيران.. طهران كتاب مفتوح

أحمد الحفيظ

تعد عمليات الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران من أكثر الموضوعات تعقيدًا وحساسية في الشرق الأوسط، وتمتد جذور هذا التداخل الاستخباراتي إلى عقود مضت، حيث تسعى إسرائيل لتعقب وتحجيم الأنشطة الإيرانية التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي.

وعلى مدار التاريخ، تنوعت عمليات الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران بين التجسس التقليدي، والعمليات السرية، والاغتيالات المستهدفة، والهجمات السيبرانية، مما يعكس مدى التشعب والتغلغل العميق لهذه الأنشطة.

منذ التأسيس

منذ تأسيس إسرائيل، كانت إيران تحت المراقبة الدقيقة من قبل الموساد، العلاقات المتوترة بين البلدين، والتي تصاعدت بعد الثورة الإيرانية في 1979، جعلت من إيران هدفًا رئيسًا لإسرائيل.

في العقدين الأخيرين، تركزت الجهود الإسرائيلية بشكل كبير على استهداف قادة الحرس الثوري الإيراني وقادة أذرعها العسكرية في المنطقة بالإضافة إلى رجال البرنامج النووي الإيراني، الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا.

من أبرز العمليات التي تعكس تشعب الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران، اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين، وخلال العقد الماضي، شهدت إيران سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت شخصيات رئيسة في برنامجها النووي.

عمليات سيبرانية

العمليات السيبرانية تشكل جزءًا آخر من جهود الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران، وكان الهجوم الإلكتروني على منشأة نطنز النووية في عام 2010، المعروف بـ”Stuxnet”، هو أبرز مثال على ذلك.

الفيروس الإلكتروني، الذي يُعتقد أنه تم تطويره بشكل مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أضر بشكل كبير بقدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، وكان هذا الهجوم السيبراني يعتبر نقطة تحول في الحروب الحديثة، حيث أظهر القوة التدميرية للأدوات الرقمية، وكيف يمكن استخدامها لتعطيل البرامج الحساسة لدولة معادية.

عملاء على الأرض

دقة تنفيذ عمليات الاغتيال والهجمات في الداخل الإيراني، أشارت إلى أن هناك عملاء لإسرائيل داخل الأراضي الإيرانية يقدمون معلومات في غاية الأهمية لتل أبيب.

يعتقد أن هؤلاء العملاء ينفذون عمليات استخباراتية واغتيالات تستهدف شخصيات إيرانية بارزة وعلماء نوويين، وأبرز هذه العمليات كانت اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في نوفمبر 2020، الذي نُسب إلى إسرائيل، كذلك حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وأخيرًا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عباس هنية.

تعاون خفي مع المعارضة

تشير التقارير إلى وجود تعاون بين إسرائيل وبعض فصائل المعارضة الإيرانية، بما في ذلك منظمة مجاهدي خلق.

يُعتقد أن هذا التعاون يهدف إلى تقويض النظام الإيراني من الداخل من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الأنشطة المضادة للنظام.

إسرائيل تستفيد من هذا التعاون عبر الحصول على معلومات حيوية عن الأنشطة النووية والعسكرية الإيرانية، بينما تستفيد المعارضة من الدعم اللوجستي والمادي الذي يمكن أن يعزز موقفها ضد الحكومة الإيرانية.

عمليات تجسس

تجسس الموساد داخل إيران لا يقتصر فقط على الأهداف النووية، حيث في 2018 أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية جريئة استهدفت مستودعًا سريًا في طهران يحتوي على وثائق تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

تلك الوثائق، التي تم تهريبها إلى خارج إيران، استخدمت لدعم مزاعم إسرائيل بأن إيران تخفي معلومات مهمة بشأن طموحاتها النووية.

تشعّب لا سيطرة عليه

تُظهر هذه الأمثلة مدى تشعب الاستخبارات الإسرائيلية داخل إيران، وتعكس القدرة الهائلة للموساد على تنفيذ عمليات معقدة داخل دولة تعتبر معادية.

ورغم الصعوبات الكبيرة والتحديات التي تواجهها هذه العمليات، إلا أنها تظل جزءًا أساسيًا من استراتيجية إسرائيل ضد طهران،
ومع استمرار التوترات الإقليمية، من المرجح أن تواصل إسرائيل عملياتها الاستخباراتية داخل إيران، مستخدمة مجموعة متنوعة من الأدوات والوسائل لتحقيق أهدافها.

ربما يعجبك أيضا