«تجميد البويضات».. حلم الأمومة المؤجل الذي يحارب السن والمرض

أمنية قلاوون

لأسباب كثيرة تلجأ فتيات لتأجيل الحمل والإنجاب، وسط مخاوف من عدم خوض التجربة في المستقبل، ليمنحهن تجميد البويضات ضوء أمل.. فما تجميد البويضات؟ وما الوقت الأمثل له؟


قبل عام 1986 لم يكن العالم يعرف شيئًا عن تجميد البويضات حتى لحظة صراخ أول مولود ناتج عن بويضة مجمدة، لتنتشر بعدها التقنية.

يتردد على “جمعية سحر الحياة” لدعم أبطال مرضى السرطان، مئات الفتيات سنويًا، وترى رئيس الجمعية مها نور نظرة يأس في أعينهن من مستقبل الأمومة “شفت بنات كتير  مش عايزة تتجوز لأنها لو اتجوزت مش هتخلف”.

تجميد البويضات لمريضات السرطان

تضيف صاحبة مبادرة “تجميد البويضات حق لمريضات السرطان” في مكالمة هاتفية لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن السرطان يؤثر في قرار الإنجاب والأمومة، بل وقرار الانفصال في حياة المحاربات، على حد قولها.

أوضحت نور أن تجميد البويضات حق نظرًا لأن إحدى الطرق العلاجية لقتل الخلايا السرطانية هي العلاج الكيماوي، الذي يؤثر في الجسم بأكلمه بما في ذلك المبايض.

حرب الهرمونات تحرم بطلات السرطان من الأمومة

توضح نور أنه حتى عند انتهاء العلاج الإشعاعي، تحصل السيدات على أدوية مثبطة للهرمونات، مشيرًة إلى أن هذه الحقن تؤدي إلى توقف الدورة الشهرية للسيدات لمدة قد تصل إلى 5 سنوات، وتُوقف المبايض عن العمل.

أثرت حياة السيدات مع السرطان في المحاربة القديمة، لتتخذ قرارًا عام 2018 بالتوعية تّجاه تجميد البويضات “ساعتها قلت المبادرة على أساس إن البنات ممكن تجمد البويضات، علشان الستات قبل العلاج الهرموني أو الإشعاعي تقدر تتجوز”، إلا أن مؤسسة المبادرة وجدت جدل من “اختلاط الأنساب”، حسب ما روت.

اختلاط الأنساب بعد تجميد البويضات.. خرافة أم حقيقة؟

نفى أستاذ  أمراض النساء والولادة والحقن المجهري بكلية طب جامعة المنصورة، الدكتور ماهر أن تجميد البويضات يمكن أن يؤدي إلى اختلاط الأنساب قائلًا: “شائعات ليس لها أساس من الصحة”، موضحًا أن كل بويضة تكون مسجلة باسم صاحبتها وغير مسوح قانونيًا بانتقال بويضات من امرأة لأخرى.

فئات تحتاج إلى تجميد البويضات

يضيف شمس في مكالمة هاتفية لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن تجميد البويضات أصبح متطورًا في الكثير من المناحي أبرزها محاليل حفظ البويضة، منوهًا إلى أنه ضرورة في الحفاظ على خصوبة مرضى السرطان وفي حالات تأخر سن الزواج.

وذكر أنه مع التقدم في العمر يحدث نقص في مخزون المبيض، مشيرًا إلى أن علاج نقص مخزون المبيض غير متوافر في أغلب الأحيان والنقص الشديد يحتاج إلى التبرع بالبويضات، مشددًا أن الحل الأخير غير مهني أو قانوني.

لفت إلى أن المصابات بالسرطان يخضعن إلى تقييم لحالتهن الصحية، للتأكد من مدى تقدم المرض وانتشاره ومكان الإصابة خاصة لمريضات سرطان الرحم أو المبيض وتقديم حلول للحفاظ على الخصوبة.

ومن جهته قال مدرس أمراض النساء والتوليد بكلية طب القصر العيني،  دكتور محمد علي شلبي أنه يوجد سيدات معرضات للإصابة بأمراض في المبيض أو آثار جانبية لبعض الأدوية مثل التعرض للعلاج الكيماوي مثلما يحدث عند الإصابة بالسرطان، ما يؤثر على مخزون المبيض وبالتالي التبويض.

فرصة ثانية”.. تجميد البويضات يمنح الأمل لغير المتزوجات

وجدت دراسة علمية نشرت في 24 فبراير 2021، عبر دورية”Sagepub journals”، أن النساء في أواخر عقدهن الرابع وحتى أوائل الخامس، يلجأن إلى تجميد البويضات، حتى إيجاد شريك الحياة المناسب.

يقول مدرس أمراض النساء إن تجميد البويضات يحدث أيضًا، لظروف اجتماعية مثل تأخر سن الزواج، مثل عدم الإنجاب والقلق من تقدم العمر “لأن مخزون التبويض يقل تدريجيًا مع التقدم في العمر، ما يعطي المرأة فرصة ثانيًة للحمل”.

وأضاف أن في هذه الحالات يمكن سحب البويضات واستخدامها فيما بعد، خاصة لدى النساء اللاتي لم يحملن أو حدث حمل بالفعل، خاصة في عمر مبكر.

كيفية سحب البويضة

أوضح أستاذ النساء والتوليد، أنه في البداية ينشط المبيض يسحب البويضات في مرحلة وتوقيت يحددهما الطبيب المختص، فيسحب الطبيب البويضة من خلال جهاز الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، ثم يفحص السائل الموجود فيه البويضات والبدء بالاحتفاظ بها، أو حقنها بالسائل المنوي في حال حفظ الأجنة.

هل يؤثر السحب على غشاء البكارة؟

ذكر “شمس” طريقتين لسحب البويضة، هما: السحب من خلال المهبل، السحب من خلال سونار البطن، قائلًا: “السحب من المهبل أبسط وأكثر أمانًا كما أنه طريقة مضمونة لنجاح سحب البويضات، لكنه لا يحدث إلا بعد موافقة مكتوبة خاصة لغير المتزوجات للابتعاد عن غشاء البكارة”.

شروط تجميد البويضات

قال شلبي: “إن تجميد البويضات يحدث من خلال إجراء دورة تنشيطية للتبويض في المبيض، عندما تصل البويضات لحجم معين فتُسحب البويضة وتدخل في معمل وتتعرض لدرجات حرارة يحددها المختبر”.

ومن جهته، ذكر أخصائي أمراض النساء والتوليد بكلية طب القصر العيني، الدكتور محمد عوني، أنه يوجد شروط لتجميد البويضات، أبرزها: يجب ألا يقل السحب عن 3 إلى 4 بويضات لتجميدها، يمكن أن يتم تجميدها سنويًا حتى 15 عامًا، ويجب أن تكون البويضة صالحة للتخزين وليست مشوهة.

ما التوقيت المثالي لتجميد البويضات؟

أوضح “شلبي” أن أفضل توقيت لتجميد البويضات هو في العمر الطبيعي للمرأة للحمل والزواج، هو بعد سن البلوغ وقبل سن اليأس.

وحددَّ “عوني” خلال مكاملة هاتفية لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن السن الأنسب لعملية تجميد البويضات من 25 إلى 30 عامًا، مشيرًا إلى أن خلال هذه الفئة العمرية صلاحية البويضات وعددها يكون أفضل.

متى يمكن استرجاع البويضات؟

أفاد “شلبي” بأنه عند الزواج، تأخذ البويضات خطوات الحقن المجهري، مثل الحصول على الحيوانات المنوية للزوج ثم تخصيب البويضات، ثم إرجاعها للرحم مرة أخرى، ثم تنشيط وسحب البويضات وتلقيح الأجنة، تتمثل الخطوة الأخيرة في إرجاعها للرحم.

ربما يعجبك أيضا