تجنيد «الحريديم».. اليهود المتشددون يربكون الحكومة الإسرائيلية

قضاة إسرائيليون يضغطون على الحكومة لتجنيد اليهود المتزمتين

شيرين صبحي

استمعت المحكمة العليا في إسرائيل لردود من الدولة، اليوم الأحد 2 يونيو 2024، على دفوع ضد إعفاءات ممنوحة لليهود المتشددين دينيًا (الحريديم)، من الخدمة العسكرية وهو ملف يتسبب منذ فترة طويلة في خلافات خاصة في ظل الشعور المتنامي بالغضب لدى العلمانيين بسبب الحرب التي طال أمدها في غزة.

وعلى أساس المساواة، ألغت المحكمة العليا في 2018 قانونًا يعفي اليهود المتزمتين دينيًا من الاستدعاء للخدمة العسكرية إذا أرادوا أن يكملوا في معاهد دينية بدلًا من ذلك. وأخفق الكنيست في التوصل إلى بديل لذلك، وانتهى أجل أمر أصدرته المحكمة للحكومة في مارس الماضي، بعدم إعفاء اليهود المتزمتين دينيًا من الخدمة العسكرية.

اليهود الحريديم المتطرفين

اليهود الحريديم المتطرفين

إسرائيل في حاجة لمجندين

تسبب ذلك في أن يسارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاتفاق مع شركاء الائتلاف الحاكم من الأحزاب الدينية المتطرفة بشأن حل وسط للخدمة العسكرية استباقًا لأي حكم تصدره المحكمة العليا يلزم بالتجنيد الإجباري لتلك الأقلية الآخذة في النمو سريعًا في إسرائيل، وفق وكالة رويترز.

وقال نوام سولبيرج وهو أحد تسعة قضاة ينظرون القضية لمحام يمثل الحكومة “لسنا في أوقات هدوء.. نحن في حرب والحاجة (لمجندين) طاغية”. وقال محامي الحكومة إنه من السابق لأوانه الحديث عن تجنيد جماعي لليهود المتزمتين دينيًا، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

يهود الحريديم

يهود الحريديم

استياء الإسرائيليون

في ظل الحرب في قطاع غزة وأعمال العنف المرتبطة بذلك على الحدود مع لبنان، وهو ما يكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلى خسائر في صفوفه في عقود، يستاء كثير من الإسرائيليين من فكرة تجنيب بعض المواطنين دفع نصيبهم من المخاطرة.

ويقول اليهود المتزمتون دينيًا إن لهم الحق في الدراسة بدلا من الخدمة العسكرية المعتادة ومدتها 3 سنوات. ويقول البعض إن التزامهم العقائدي سيتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يقول البعض الآخر إن الأمر متعارض أيديولوجيا مع دولة ليبرالية.

نسبة اليهود المتزمتون

يشكل اليهود المتزمتون دينيًا 13 % من سكان إسرائيل وهي نسبة من المتوقع أن تصل إلى 19 % بحلول 2035 بسبب ارتفاع معدلات المواليد بينهم. ويرى خبراء اقتصاد أن الإعفاء من التجنيد لتلك الفئة يبقي بعضهم في المعاهد الدينية دون ضرورة ولا يشاركون بذلك في قوة العمل.

وقال محامي الحكومة دورون توبمان إن الحكومة تعطي أولوية كبيرة لزيادة عدد المجندين من المتزمتين دينيًّا.

قانون تجنيد الحريديم يثير الجدل في إسرائيل

قانون تجنيد الحريديم يثير الجدل في إسرائيل

الدراسة الدينية

لكن محامي الحكومة أضاف للمحكمة: “علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار الصعوبة الهائلة التي يراها المجتمع في تجنيد طلبة المعاهد الدينية بسبب الخشية من أن أسلوب حياتهم سيتضرر ومن أن دراسة الكتاب المقدس ستكون عرضة للخطر”.

ولم يتضح بعد متى ستصدر المحكمة حكمها في القضية التي عُقدت أولى جلساتها في فبراير.

ربما يعجبك أيضا