تجنيد اللاجئين الأفارقة.. مؤشر على استنزاف الجيش الإسرائيلي

هل يكشف تجنيد المرتزقة عن أزمات الجيش الإسرائيلي؟

أحمد عبد الحفيظ

في السنوات الأخيرة، شهدت إسرائيل تدفقًا كبيرًا لطالبي اللجوء من دول إفريقية مثل أثيوبيا والسودان وإريتريا، الذين يبحثون عن الأمان والعيش الكريم بعيدًا عن العنف والفقر في بلدانهم.

وبالرغم من أن هؤلاء اللاجئين غالبًا ما يواجهون تحديات قانونية واجتماعية في إسرائيل، ظهرت تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024، بأن إسرائيل تسعى لاستغلال إسرائيل لهؤلاء اللاجئين، حيث يتم تجنيدهم كمرتزقة للقتال في قطاع غزة، يعكس هذا الاستغلال مؤشرات أوسع على التحديات والخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي في مواجهاته المستمرة مع المقاومة الفلسطينية.

استغلال طالبي اللجوء الأفارقة كمرتزقة

يعيش في إسرائيل نحو 30 ألف طالب لجوء أفريقي، معظمهم من الشباب، تسللوا طوال سنوات، وتستغل إسرائيل حالة الضعف التي يعاني منها طالبو اللجوء الأفارقة، حيث يعيش الكثير منهم في أوضاع قانونية غير مستقرة ويواجهون خطر الترحيل أو الاحتجاز.

يتم إغراء هؤلاء اللاجئين بالوعود بتحسين أوضاعهم المعيشية والحصول على تصاريح إقامة، مقابل الانخراط في العمليات العسكرية، هذا الأمر يضع هؤلاء الأفراد في وضع مأساوي، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للقتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فقط لضمان بقائهم في البلاد.

تدريبات سريعة

يجري تجنيد هؤلاء الأفراد بعد تدريبهم السريع وإعطائهم بعض المعدات العسكرية الأساسية، ليتم إرسالهم إلى مناطق الصراع في قطاع غزة، وتعمل هذه الاستراتيجية على تخفيف الضغط على الجنود الإسرائيليين وتقليل المخاطر البشرية التي يتكبدها الجيش في الاشتباكات المباشرة.
ولكن في الوقت ذاته، يكشف هذا النهج عن مدى عمق المشكلات التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي، والذي يجد نفسه بحاجة إلى الاستعانة بمقاتلين أجانب لتعويض نقص القوى البشرية والاستنزاف المستمر الذي يتعرض له.

إشارات على الخسائر الإسرائيلية

يكشف تجنيد طالبي اللجوء الأفارقة عن الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي في عملياته العسكرية المتكررة ضد غزة، على الرغم من التفوق العسكري الذي تتمتع به إسرائيل من حيث التكنولوجيا والقدرات العسكرية، إلا أن المواجهات في غزة أثبتت أنها مرهقة ومكلفة، سواء من الناحية البشرية أو النفسية.
تواجه القوات الإسرائيلية صعوبات في التعامل مع البيئة المعقدة في غزة، التي تتميز بالكثافة السكانية والبنية التحتية التحتية للمقاومة الفلسطينية، مثل الأنفاق والتحصينات.

ردود الفعل المحلية والدولية

تشير تقارير حقوقية إلى أن استخدام مرتزقة من طالبي اللجوء الأفارقة لا ينفصل عن محاولات الجيش الإسرائيلي للبحث عن وسائل لتقليل خسائره البشرية، إذ أن الاستعانة بهؤلاء الأفراد كقوى إضافية تعكس واقعًا أكثر قتامة يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يكون في وضع يعاني فيه من نقص الموارد البشرية الكافية لتنفيذ عملياته المكثفة، كما أن هذا الوضع يكشف عن التوترات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي حول الخدمة العسكرية، حيث يبدي عدد متزايد من الشباب الإسرائيلي ترددًا في المشاركة في العمليات العسكرية المستمرة.

أثارت هذه الممارسات انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الإنسان، التي ترى في تجنيد طالبي اللجوء استغلالًا صارخًا للفئات الأكثر ضعفًا، إذ يُنظر إلى هذا التصرف على أنه انتهاك للقوانين الدولية التي تحظر استخدام اللاجئين والمهاجرين كأدوات في النزاعات المسلحة، كما أن هناك تخوفات من أن يؤدي استخدام هؤلاء المرتزقة إلى تفاقم الصراع في غزة، وتعميق الجروح الإنسانية الناجمة عنه.

حرب كاشفة

إن استغلال إسرائيل لطالبي اللجوء الأفارقة كمرتزقة في حربها ضد غزة يعكس مدى التحديات والخسائر التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في الصراع المستمر مع المقاومة الفلسطينية. فهذا السلوك لا يشير فقط إلى الأزمات الأخلاقية التي تواجهها إسرائيل، بل يعكس أيضًا الاستنزاف الذي يعاني منه جيشها، وسط مواجهته لصعوبات متزايدة على الأرض.
ومع استمرار الصراع، يبقى الوضع الإنساني للمدنيين في كل من غزة وإسرائيل في مهب الريح، فيما تتعالى الأصوات المطالبة بحل سياسي ينهي هذا العنف المتكرر.

ربما يعجبك أيضا