تحالف تاريخي لأحزاب اليسار الفرنسي.. ما قصته؟

علاء بريك

بعد خسارة الانتخابات الرئاسية، تحالف يساري للظفر بأغلبية نيابية.


نجحت أحزاب اليسار الفرنسي في تحقيق تحالف تاريخي بهدف خوض الانتخابات النيابية في يونيو تحت راية واحدة، لمواجهة تقدم اليمين المتطرف.

بعد خسارة مرشحي اليسار في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة من الجولة الأولى، بدأت أحزاب اليسار مناقشات بشأن الاتفاق على برنامج جامع يضمن لها حضورًا على الساحة السياسية بعد تراجعها وتقدّم اليمين المتطرف، فما القصة؟

ملاحظات من انتخابات الرئاسة

في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات الرئاسية حصل المرشح الرئاسي، جان لوك ميلانشون، على 13% من الأصوات وحلَّ ثالثًا خلف مارين لوبان 18% وإيمانويل ماكرون (29%)، وفي الجولة الأولى من الانتخابات حلَّ ميلانشون ثالثًا بفارق 1.5% تقريبًا عن المركز الثاني الذي كان سيؤهله لدخول الجولة الثانية.

لو حصل ميلانشون على دعم باقي أحزاب اليسار لكان تأهل إلى الجولة الثانية في مواجهة ماكرون ولتغيَّر سيناريو الانتخابات برمته. وأظهرت الانتخابات الرئاسية ضعف اليسار حسب ما كتب موقع “آكسيوس“. إضافة لما سبق، كان اليمين المتطرف في صعود، ففي الانتخابات الأخيرة حصلت لوبان في الجولة الثانية على أكثر من 40% من الأصوات، ووصفت عديد التقارير خسارتها بأنها بطعم الفوز.

تحالف رباعي الأطراف

بحسب مونت كارلو، أفرزت الانتخابات الرئاسية الأخيرة خارطة سياسية جديدة، فلم يعُد فوز ماكرون بالانتخابات الرئاسية ضامنًا لفوز حزبه بأغلبية نيابية في الانتخابات القادمة في يونيو. من جهة أخرى لا تبدو حظوظ اليمين المتطرف كبيرة لأنَّه ليس ضمن جبهة عريضة، لهذا يبدو اليسار الفرنسي في وضعية جيدة ليكون أغلبية نيابية.

وفي الواقع، وافقت أحزاب اليسار، مبدئيًا، بعد مناقشات استمرت عدة أيام على تحالفٍ تاريخي ضمَّ الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي والخُضر وفرنسا الأبية، رغم وجود نقاط اختلاف بين الأحزاب، لكنّ ما وحدها كان الرغبة القوية في تعطيل خطط ماكرون وتحصيل أغلبية نيابية تمكنها من تسمية رئيس الوزراء الفرنسي القادم.

ما يوحّد وما يفرِّق

يجمع هذه الأحزاب الرغبة في وقف خطط ماكرون وإجباره على التعايش مع مؤسسة سياسية من خارج حزبه، وإلى جانب هذا توحدها الأهداف البرنامجية بشأن الحد الأدنى للأجور وتحديد سن التقاعد، وواقع أنّ ما من حزبٍ يساري بوسعه الفوز وحده، حسب تصريح زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسِل.

أما ما يفرق، بحسب موقع “ذَ لوكال“، فيأتي أولًا من أصوات المعارضة الداخلية للتحالف . فمثلًا يعارض الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء السابق، برنار كازنوفو، لدرجة أنّ كازنوفو استقال من الحزب الاشتراكي. وأيضًا مسألة العلاقة مع الاتحاد الأوروبي والناتو والطاقة النووية.  ورغم تحالف اليسار، تظل الأغلبية النيابية مهدّدة، لأنّ الانتخابات ستُخاض بـ3 قوى متوازنة تقريبًا “اليسار والوسط واليمين”.

ربما يعجبك أيضا