تحدث عن كرامته.. رئيس السنغال يعلن موقفه من الترشح لولاية جديدة

آية سيد
مخالفًا التوقعات.. رئيس السنغال يعلن عدم ترشحه لولاية جديدة

انتشرت المخاوف من أن إعلان سال بشأن مستقبله السياسي قد يشعل موجات من الاضطراب في السنغال، التي تُعد حصنًا للاستقرار في منطقة غرب إفريقيا المضطربة سياسيًا.


أعلن رئيس السنغال، ماكي سال، مساء أمس الاثنين 3 يوليو 2023، أنه لن يترشح لولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

هذا الإعلان وضع حدًّا لأشهر من الجدل المحتدم بشأن أهليته للترشح، بعد انتشار الإشاعات بأن سال ينوي الترشح لولاية ثالثة في مخالفة لدستور السنغال، حسب ما أوردت شبكة بلومبرج الأمريكية.

إعلان القرار

في خطاب متلفز للأمة، من العاصمة داكار، أمس الاثنين، قال سال: “أريد أن أحفظ كرامتي وألتزم بكلمتي. كانت 2019 مدتي الثانية والأخيرة، هذا هو ما قلته من قبل وهذا هو قراري الليلة”، وفق ما نقلت بلومبرج.

وأضاف سال، البالغ 61 عامًا: “سوف أواصل تكريس كل قوتي للدفاع عن المؤسسات الدستورية للجمهورية، واحترام قرارات المحكمة، والوحدة الإقليمية، وحماية الأفراد والممتلكات. سوف أقف بجانبكم، وأستمع إليكم، لخدمة الجمهورية والأمة”.

اقرأ أيضًا| رئيس السنغال: مصر كانت دومًا نموذجًا متميزًا لإفريقيا

حسم الجدل

كان الغموض يحيط بالمستقبل السياسي لسال منذ سنوات، ما ساعد في تأجيج الاحتجاجات العنيفة الشهر الماضي، وفق وكالة أسوشيتد برس. ودعا زعيم المعارضة البارز، عثمان سونكو، لمزيد من التظاهرات في أنحاء السنغال في حالة إعلان سال نيته الترشح لولاية ثالثة.

وفي 2016، أجرى سال تعديلًا على الدستور ليحدد ولايتين فقط للرئيس. وزعم مؤيدوه أن ولايته الأولى تحت الدستور السابق لا تُحسب. وبنهاية الأسبوع الماضي، سمع البعض سال وهو يقول إن المجلس الدستوري للبلاد سيسمح بترشحه، ما أثار التكهنات بأنه سيعلن ترشحه لولاية جديدة.

إلا أن سال حسم الجدل، أمس الاثنين، قائلًا إن “السنغال مليئة بالأشخاص القادرين على نقل السنغال إلى المستوى التالي”. وطالب رئيس السنغال الحكومة بـ”فعل كل ما في وسعها لتنظيم انتخابات شفافة في فبراير المقبل”.

مخاوف من الاحتجاجات

حسب أسوشيتد برس، انتشرت المخاوف من أن إعلان سال بشأن مستقبله السياسي قد يشعل موجات من الاضطراب في السنغال، التي تُعد حصنًا للاستقرار في منطقة غرب إفريقيا المضطربة سياسيًّا.

والشهر الماضي، اندلعت موجة من الاحتجاجات المميتة في السنغال بسبب قضية حُكم فيها على زعيم المعارضة، سونكو، بالسجن عامين بتهمة “إفساد الشباب”. وأعلنت الحكومة السنغالية أن 16 شخصًا لقوا مقتلهم في الاضطرابات، لكن المعارضة قالت إن عدد القتلى 19 شخصًا.

وكان سال وصل إلى السلطة في 2012 بعد الفوز على الرئيس حينذاك، عبدالله واد، الذي أسفر قراره بالترشح لولاية ثالثة عن اندلاع تظاهرات عنيفة. وفي نهاية المطاف، اعترف واد بالهزيمة بعد جولة إعادة مع سال.

اقرأ أيضًا| السنغال تغلق قنصلياتها بالخارج مؤقتًا بعد هجمات في عدة مدن

المنافسون المحتملون

لفتت شبكة بلومبرج إلى أن مرشح ائتلاف “بينو بوك يار” (متحدين في الأمل) الحاكم سيكون له الأفضلية في انتخابات 2024 لأن زعيم المعارضة، عثمان سونكو، يواجه الاستبعاد من السباق بسبب الحكم عليه بالسجن. إلا أن الائتلاف الحاكم لم يسمي مرشحًا حتى الآن.

ومن ضمن المنافسين على خلافة سال، إدريسا سيك، الذي حصل على المركز الثاني في انتخابات 2019 وتنحى عن منصبه الحكومي في إبريل الماضي. ومن المتوقع أن يظهر المنافسون الآخرون في أغسطس المقبل، عندما يُطلب من المرشحين تقديم توقيعات من 0.8% على الأقل من الناخبين لإظهار أنهم مدعومون.

صانع الملوك

قد يستعيد مرشحان آخران الأهلية للترشح في 2024، وهما عمدة داكار السابق، خليفة سال، ونجل الرئيس السابق، كريم واد، بعد أن قالت لجنة سياسية عيّنها ماكي سال إنها تؤيد تغيير قانون الانتخابات. ووفق بلومبرج، جرى استبعاد واد وسال من انتخابات 2019 بعد الحكم عليهما بالسجن بتهم الاختلاس والفساد.

وفي هذا الشأن، قال محلل الشؤون الإفريقية في أوراسيا جروب، توتشي إيني كالو، إن سال “أدرك أنه سيواجه مهمة شاقة في استعادة الرئاسة. لذلك فإن الخيار الأفضل له في هذه المرحلة هو أن يصبح صانع الملوك بدلًا من الترشح لولاية ثالثة”.

توقعات إيجابية

حسب تقديرات صندوق النقد الدولي، فإن البدء المتوقع لإنتاج النفط والغاز في الربع الأخير من العام قد يرفع التوسع الاقتصادي للسنغال إلى 8.3% هذا العام، وهو الأسرع في القارة بعد ليبيا.

ووفق بلومبرج، وافق الصندوق على قروض بقيمة 1.8 مليار دولار للسنغال الشهر الماضي لدعم تعافيها وحمايتها من الصدمات المستقبلية.

اقرأ أيضًا| وزير المالية السنغالي يقود جولة ترويجية في الإمارات خلال يوليو المقبل

ربما يعجبك أيضا