تحديات داخلية وخارجية.. وفاة رئيسي تُعقد المشهد في إيران

ما أبرز التحديات التي تواجه إيران بعد وفاة رئيسها؟

محمد النحاس
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

وفاة رئيسي تُعقد المشهد الخارجي والداخلي لإيران


تأتي وفاة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في حادثة تحطم طائرة هليكوبتر في وقت تواجه البلاد تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة.

فترة الرئيس الإيراني الراحل، الذي تولى الرئاسة عام 2021 شهدت حدثين مفصليين، احتجاجات عام 2022 التي عمت أنحاء البلاد وقادتها النساء والفتيات، والحرب في غزة وما تلاها من تصعيد غير مسبوق مع إسرائيل والتوترات في جميع أرجاء الشرق الأوسط.

صعوبات داخلية وخارجية

تركت حادثة وفاة الرئيس الإيراني، البلاد في حالة من عدم اليقين وسط عدد كبير من التحديات الخارجية والداخلية، والصعوبات الاقتصادية، وحالة من السخط الشعبي واسعة النطاق، بحسب تقرير لـ”نيويورك تايمز” اليوم الاثنين 20 مايو 2024.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، وهي وكالة مستقلة تهدف لمنع الصراعات، إنه في حالة وفاة الرئيس، يتولى نائب الرئيس منصبه وتُنظّم انتخابات في غضون 50 يومًا.

وأردف أن ذلك سيكون “تحديًا كبيرًا لدولة تعيش أزمة شرعية حادة في الداخل، وتوترات حادة مع إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة”.

أزمات متعددة

في العامين الماضيين، شهدت البلاد انتفاضة داخلية، وانخفضت العملة الإيرانية إلى مستوى قياسي، وتفاقم نقص المياه بسبب تغير المناخ، ووقع الهجوم الإرهابي الأكثر دموية منذ الثورة الإيرانية عام 1979.

وأظهرت الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس مدى خطورة أزمة الشرعية بالنسبة للطبقة الحاكمة في إيران بعد أن قاطع ملايين الإيرانيين التصويت وحقق تيار المحافظين مكاسب ملحوظة.

ولا يزال الاقتصاد في حالة من الفوضى بسبب العقوبات الأمريكية والأزمات الداخلية، وانخفضت العملة الإيرانية إلى مستوى قياسي منخفض في أواخر شهر مارس، بينما كان الإيرانيون يحتفلون بالعام الفارسي الجديد.

هجوم داعش

كان التضخم بالبلاد مرتفعا بشكل مؤلم لسنوات، وغالبًا ما يتجاوز معدلاته 30 %. وتبدو احتمالات العودة إلى الاتفاق نووي مع الغرب بعيدة المدى.

في عام 2022، أشعلت وفاة امرأة تبلغ من العمر 22 عامًا، تُدعى مهسا أميني، أثناء احتجازها من قبل شرطة الآداب، احتجاجات استمرت أشهرًا في جميع أنحاء البلاد، قادتها النساء والفتيات.

وفي يناير أدى تفجير مزدج استهدف ضريح قاسم سليماني في مدينة كرمان  تزامنًا مع ذكرى مقتله إلى مصرع أكثر من 80 شخصًا وإصابة ما يزيد من 200، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته.

التوترات في الشرق الأوسط

كانت الهجمات بين إسرائيل وإيران هذا الربيع أحدث التطورات وكانت بمثابة خروج عن حرب قواعد حرب الظل التي ينخرط فيها البلدان منذ عقود، ما أثار مخاوف من اندلاع حريق إقليمي ينطلق من غزة.

وتدعم إيران وتساعد في تسليح حماس، الجماعة الفلسطينية التي قادت هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، والتي ردت بحملة قصف وغزو لقطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفقًا للسلطات الصحية في غزة.

وتدعم إيران أيضًا الجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة التي أعلنت انخراطها في المعركة ضد إسرائيل، بما في ذلك حزب الله في لبنان وميليشيا الحوثي في ​​​​اليمن، لكن المحللين يقولون إن إيران حريصة على تجنب الانجرار إلى حرب شاملة.

في أبريل، ردت إيران على هجوم إسرائيلي مميت على مجمع سفارتها في دمشق، سوريا، بإطلاق وابل من أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ مباشرة على إسرائيل لأول مرة، وجاء الرد الإسرائيلي بعد ذلك محدودًا لكنه حمل رسائل تحذيرية.

ربما يعجبك أيضا