تحديات غير مسبوقة.. لماذا يتعين على «الناتو» إعادة ضبط بوصلته العسكرية؟

محمد النحاس

ينبغي على الناتو إعادة تنظيم نفسه ليعود إلى دوره الأصلي كتحالف دفاعي يعكس المصالح الأمنية الأساسية لأعضائه ويجب على أوروبا، بصفتها قوة كبرى، أن تتولى مسؤوليات الدفاع بشكل أكبر لتحقيق الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي وتقليل الاعتماد على القدرات الأمريكية. 


في قمة الناتو الأخيرة بمناسبة مرور 75 عامًا على تأسيس حلف شمال الأطلسي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ساهمت في إعادة إحياء الحلف.

ويلفت مقال مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية التابعة لمعهد كوينسي، أنه وبعد انتهاء الاحتفالات، بات من الضروري على القيادة الأمريكية أن تجيب عن الأسئلة التي ترتبط بتوجهات الناتو المستقبلية، وتتعلق بهويته وأهدافه على المدى البعيد والمتوسط. 

تحديات غير مسبوقة

بدايةً يلفت المقال إلى أن العالم الغربي يواجه تحديات غير مسبوقة منها: الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع مع الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأزمة غزة التي تضعف النفوذ الغربي وتزرع الانقسامات داخل الناتو.

وبالإضافة إلى ذلك، تعاني السياسة الداخلية الأمريكية من حالة من الاضطراب قد تؤثر على تعامل واشنطن مع العالم، ما يجعل تقليص الوجود الأمريكي في أوروبا وتحويله نحو آسيا أمرًا محتملًا كل ذلك يعقد من دور الحلف المستقبلي وتوجهاته كتحالف عسكري، وفق المقال المنشور في 9 أغسطس 2024.

ما طبيعة الأزمة؟

رغم أن الناتو لا يعاني من تهديدات أمنية مباشرة أو صراعات عسكرية كبرى، إلا أن هناك إدراكًا متزايدًا بأن هيكل الحلف لم يعد يعكس الواقع الحالي للولايات المتحدة وأوروبا.

الناتو، الذي نشأ كتحالف لمواجهة التهديد السوفييتي، يجد نفسه اليوم في مواجهة تحديات جديدة، أما روسيا، ورغم تهديداتها، لا تمتلك القدرة على شن حرب ضد الناتو في حدوده الحالية.

محاولة لسد الفجوة

حاول الناتو ملء الفراغ الذي خلفه انتهاء الحرب الباردة من خلال التدخلات خارج أراضيه في يوغوسلافيا وأفغانستان وليبيا، وإعادة تعريف أهدافه بشأن الصراع الأيديولوجي بين “الديمقراطية والاستبداد”، لكن هذه المبادرات أثبتت أنها مكلفة وغير فعالة، وقادت إلى إبعاد الحلف عن مهامه الأساسية، وينبغي على الناتو إعادة تنظيم نفسه ليعود إلى دوره الأصلي كتحالف دفاعي يعكس المصالح الأمنية الأساسية لأعضائه، وفق “ريسبنسول ستيت كرافت”. 

ويجب على أوروبا، بصفتها قوة كبرى، أن تتولى مسؤوليات الدفاع بشكل أكبر، ما قد يسهم في تحقيق الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي، وتقليل الاعتماد على القدرات الأمريكية.

الأيدولوجية لم تعد مجدية؟

لإنقاذ الناتو، يجب إبعاد الأيديولوجية عن هيكله والتركيز على إعادة تأكيد دوره كتحالف دفاعي، كما يلفت المقال. 

وختامًا يؤكد المقال أنه يتعيّن على الولايات المتحدة دعم شراكة استراتيجية قوية مع أوروبا دون الارتباط بهيكل تحالفي عفا عليه الزمن، ما يتيح تخصيص الموارد الأمريكية في أماكن أخرى أو إعادة استثمارها محليًا.

ربما يعجبك أيضا