تحرش في مياه الخليج وعبث بالداخل العراقي .. إيران تصر على استفزاز امريكا

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

أعلنت البحرية الأمريكية، الأربعاء الماضي 15 أبريل/ نيسان، أن 11 زورقًا من الحرس الثوري ضايقت سفنها في شمال الخليج.

ووفقًا لـ”رويترز”، وصف بيان صادر عن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين خطوة الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري الإيراني بأنها “غير مهنية” و”غير آمنة”.

من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الخميس الماضي، ردًا على ذلك، إن واشنطن تدرس الرد المناسب على الخطوة الإيرانية.

وأمس الأحد، وصف الحرس الثوري الإيراني إعلان البحرية الأمريكية حول مضايقة سفينة تابعة لها بـ”المزيف” و”الهوليوودي”، وفي الوقت نفسه أكد أن قواته واجهت سفنًا أمريكية ثلاث مرات في الأسبوعين الماضيين.

كما هدد بأنه يعتبر “السلوك الخطير للقوى الأجنبية في المنطقة تهديدًا لأمنهم القومي وخطًا أحمر، وسيردّ بحزم على أي خطأ حسابي وسوء تقدير”.

ومن جانب الخارجية الإيرانية، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، إن وجود القوات الاجنبية في المنطقة يسبب التوتر وعدم الاستقرار وانعدام الأمن موضحا أن وجود القوات الأمريكية يحول دون حركة دوريات القوات المسلحة الايرانية .

واشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن وجود القوات الأمريكية عرقل عمل دورياتنا المسلحة الأمر الذي دعا قواتنا إلى التصرف، موضحا أن وجود إيران في هذه المنطقة يمتد لآلاف السنين، وتقوم هي ودول المنطقة وخاصة عمان بتأمين أمنها.

وأكد موسوي أن إيران ترفض و جود القوات الأجنبية في المنطقة وعلى هذه القوات أن تلتزم بضوابط المرور والملاحة كي لا تضطر قواتنا إلى أن توجه لها التحذيرات.

ومن المرجح أن يعود الصراع الأمريكي الإيراني إلى دائرة التوترات في المنطقة، لاسيما وأن طهران تمثل تهديدا مستمرا على أمن الملاحة البحرية في الخليج وإمدادات النفط العالمية.

وبدا أن طهران أحجمت عن تهديداتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية منشغلة بمكافحة فيروس كورونا الذي أرق النظام الإيراني وفاقم متاعب إيران المتناثرة اقتصاديا واجتماعيا.

وكانت ميليشيات الحرس الثوري قد نفذت هجمات متكررة على منشآت نفطية في الخليج العربي أواخر العام 2019 واحتجزت سفنا دولية تنقل إمدادات النفط واعترضت أخرى، ما شكل تهديدا حقيقيا على ثلثي إمدادات الطاقة العالمية الذي يمر من مضيق هرمز.

ودفعت تهديدات إيران دولا أهمها السعودية والولايات المتحدة إلى اتخاذ احتياطات ملحة لحماية السفن والمنشآت النفطية بالمنطقة.

وتسيّر سفن حربية غربية دوريات منتظمة لضمان حرية الملاحة في الخليج بعدما شهدت مياهه العام الماضي حوادث عدّة كان الحرس الثوري الإيراني طرفاً فيها.

وزادت إيران من تهديداتها بضرب مصالح الولايات المتحدة في الخليج بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.

استفزاز في العراق

وإلى جانب صور استفزاز إيران للقوات الأمريكية في مياه الخليج، تصر إيران على إزعاج القوات الأمريكية الموجودة في العراق، وذلك منذ استهداف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي تم اغتياله على يد القوات الأمريكية في العراق.

حيث تضغط إيران على الكتل السياسية والحكومة في العراق من أجل تفعيل قانون إخراج القوات الأجنبية في البلاد. واليوم صرح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بأن الحكومة العراقية تسعى وراء تنفيذ قرار البرلمان في طرد القوات الأمريكية من العراق، ومحور المقاومة سيتابع الأمر حتى يتم تطبيقه. وهو يعني بذلك المليشيات التي تدعمها إيران داخل العراق.

ورغم أن الساحة العراقية تشهد منذ أسابيع انخفاضاً في التوتر بين واشنطن وطهران، مع توقف للهجمات الصاروخية والغارات الثأرية، غير أن خبراء يحذرون من أن يكون هذا الهدوء لإعادة رص صفوف المعسكرين تحضيراً لجولة جديدة من المواجهات.

عندما قتل جنديان أمريكيان وبريطانية بهجوم صاروخي في منتصف آذار/ مارس، وضعت وزارة الدفاع الأمريكية تصوراً لرد الفعل الأمريكي المحتمل الأكثر تدميراً ضد الفصائل العراقية المسلحة.

وقال فيليب سميث من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه “حتى لو لم يكن هناك إطلاق للصواريخ، فإن الإيرانيين يعيدون تنظيم صفوفهم”.

وأضاف أن “القوات الأمريكية في الوقت الحالي، تأخذ التهديدات على محمل الجد”.

وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية الشهر الماضي، وضع خطة شاملة ترمي إلى تنفيذ ضربات ضد أكثر من مئة موقع بتوقيت متزامن ضد فصائل مسلحة عراقية، وخصوصاً كتائب حزب الله، الفصيل الذي تتهمه واشنطن بشن الهجوم الأكثر دموية ضد جنود غربيين خلال سنوات في العراق.

وقال مسؤول عراقي كبير نهاية آذار/ مارس إن “الأمريكيين قالوا لنا إنهم سيضربون في وقت متزامن 122 هدفاً في العراق إذا ما قتل المزيد من مواطنيهم”.

ويعمل فصيل كتائب حزب الله في العراق تحت مظلة الحشد الشعبي، الذي تم دمجه بالقوات الحكومية، ويعمل بأجندة إيرانية خارج البلاد.

هذا، وسترسل الولايات المتحدة، التي تراجعت علاقاتها ببغداد إلى أدنى مستوياتها منذ عملية الاغتيال، وفدا إلى العراق في حزيران/ يونيو المقبل، لإعادة التفاوض بشأن العلاقات العسكرية والاقتصادية بين البلدين.

وفي غضون ذلك، قد يشهد العراق ولادة حكومة جديدة، بعد خمسة أشهر من الشغور، مع تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي، المعروف بمهاراته التفاوضية من واشنطن إلى طهران مروراً بالرياض وبيروت.

ربما يعجبك أيضا