تحركات روسيا بالقوقاز تثير مخاوف طهران بشأن مصالحها

لا يزال هناك توجس إيراني من أهداف زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى دولة أذربيجان، الاثنين 19 أغسطس 2024، على خلفية الخلافات بين طهران وباكو.

إذ تعارض طهران فتح ممر “زنكزور” بين أذربيجان وأرمينيا، في إطار تبادل الأراضي بين الطرفين، بما يفتح ممر تجاري يعزل شمال إيران عن منطقة جنوب القوقاز.

تصريحات لافروف

أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي، فلاديمير لافروف، مخاوف الإيرانية، فقد قال لافروف في مقابلة مع القناة الأولى الروسية، 20 أغسطس: “نؤيد توقيع معاهدة سلام قريبا وفتح الاتصالات، ولسوء الحظ، فإن أرمينيا هي التي تخرب الاتفاقية التي وقعها رئيس الوزراء نيكول باشينيان عندما يتعلق الأمر بالاتصالات التي تمر عبر منطقة سيونيك في أرمينيا”.

وإشارة لافروف إلى محافظة سيونيك الأرمينية الجنوبية، تعني أن تتبادل أرمينيا وأذربيجان الأراضي، بما يسمح بالوصول إلى الأرمن في جيوب منطقة ناغورني قره باغ، ويسمح أيضًا لأذربيجان بتوحيد أراضيها، حيث يتصل إقليم ناختشيفان الذاتي الحكم المحاذي للحدود التركية مع أذربيجان الأم المطلة على بحر قزوين.

وتعتبر طهران أن ذلك ينتهك المعاهدات الدولية التي تنازلت فيها عن أراضي شمالية لصالح دول جنوب القوقاز، وهو ما يهدد بتغيير في الخريطة الجيوسياسية، وبالتالي يفتح المنطقة على حرب من أجل استعادة الأراضي.

عزل إيران

حسب تقرير صحيفة ابرار الإيرانية، اليوم الاثنين 26 أغسطي، فإن تنفيذ هذا الممر تحت ضغوط روسيا، وأن وصول إيران إلى منطقة القوقاز سوف ينقطع، وبالتالي ستفقد أهمية ممر شمال-جنوب الذي مهمته ربطه تجارة الجنوب والشرق مع دول الاتحاد الأوروبي.

وأوضح التقرير أن تركيا تسعى لفتح هذا الممر أيضًا من أجل مد اتصالها البري مباشرة من ناختشيفان إلى أذربيجان إلى بحر قزوين، وبالتالي الوصول إلى أسيا الوسطى أفغانستان وباكستان بشكل مباشر. بالإضافة إلى أن هذا الطريق سيمنح تركيا زعامة قيادة القومية الطورانية (التركية) داخل أسيا الوسطى.

ممر-شمال-جنوب-للنقل-الدولي

بالنسبة للروس؟

أضاف تقرير الصحيفة الإيرانية، أن تشغيل هذا الممر، يساعد الروس على إيصال بضائعهم وغازهم إلى تركيا عبر هذا الطريق، ويمكن لأذربيجان تصدير غازها إلى أوروبا عن طريق نفسه أيضًا، خاصة أن أذربيجان الأم معزولة جغرافيًا عن الحدود التركية.

ومن الناحية الأمنية، فإن الروس، من خلال سيطرتهم على هذا الممر، سيمنعون نفوذ الناتو في المنطقة ويتخذون طريق تركيا وأذربيجان وآسيا الوسطى تحت مظلتهم الأمنية. بل سيمثل هذا الطريق جزءًا من الممر الأوسط الذي يخدم التجارة بين الشرق والغرب.

محسن باك آيين سفير إيران السابق في باكو

ضغط على أرمينيا

في رأي مخالف، قال محسن باك آيين، سفير إيران السابق لدى أذربيجان في حوار مع موقع انتخاب التحليلي، السبت 24 أغسطس، إن تصريحات لافروف غامضة، وربما لا يقصد فتح ممر تجاري، بل مجرد فتح مسارات للاتصال البري.

وأضاف السفير السابق: “هدف لافروف من خلال تصريحاته إلى الضغط على أرمينيا، بعدما بدأت تتقارب بشكل واضح مع القوى الغربية، بما أزعج موسكو، بجانب موقفها الداعم لأوكرانيا ضد روسيا”.

ممر زنكه زور

تهديد لروسيا

وحول مدى استفادة روسيا من فتح ممر زنكزور، قال باك آيين: “إن فتح ذلك الممر يضر بأمن روسيا لأنه سيكون طريقًا لعبور القوى الغربية وحلف شمال الأطلسي نحو بحر قزوين، بينما روسيا تعارض تمدد الأطلسي في فنائها الخلفي جنوب القوقاز.

وأوضح الخبير الإيراني، أن فتح حرب جديدة في منطقة جنوب القوقاز، يمكن أن يحول أرمينيا إلى أوكرانيا جديدة ضد روسيا، ولذلك لا يجب التعامل مع التصريحات الروسية على مستوى من الجدية سوى أنها للضغط على أرمينيا التي تخشى من اختلال التوازن لصالح أذربيجان.