تحسن مرهون.. السياحة التونسية تثلج صدور العمال

بدأ القطاع السياحي التونسي التعافي تدريجيًّا منذ مايو 2022، مستعيدًا مستويات 2019 ومتجاوزًا فترة جائحة كورونا.

ويأمل العاملون بالقطاع أن تعود السياحة التونسية لسابق عهدها، وأن تستعيد البلاد مكانتها مجددًا كواحدة من الوجهات السياحية الأولى في العالم، لما تتمتع به من خصائص فريدة.

عودة الحياة بالمدن السياحية التونسية

بابتسامةٍ عريضةٍ ارتسمت على وجهه، تحدث تاجر الأواني الفخارية التونسي أحمد داوود عن تحسُّن مبيعاته خلال العام الحالي مقارنةً بالسنوات الماضية.

وقال لوكالة رويترز: “مشهد السياح الأجانب وهم يجتابون شوارع المدينة العتيقة، يثلج الصدر، ففيه صورة لعودة الحياة إلى المدن السياحية التونسية، بعد أن جعلتها جائحة كورونا كمدن الأشباح”.

السياحة في تونس

ركود بسبب الجائحة

بعد ركود نتيجة إجراءات الإغلاق التي رافقت جائحة كورونا خلال عامي 2020 و2021، تعافى قطاع السياحة جزئيًّا العام الماضي، وسط استقبال أكثر من 6.4 مليون سائح، وتحقيق إيرادات تجاوزت 1.3 مليار دولار.

اقرأ أيضًا: مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق مرتفعة

وعبَّر داوود (48 عامًا) عن سعادته بالنشاط الذي تشهده الأسواق العتيقة وعودة الأمل إلى التجار الذين أغلقوا محلاتهم، وأفلسوا بسبب تداعيات جائحة كورونا.

1.6 مليون سائح

قال وزير السياحة التونسي، محمد المعز بلحسين، في تصريحات صحفية إن “نتائج الربع الأول من العام الحالي، تجاوزت أرقام الفترة ذاتها من عام 2019 بنحو 13%، إذ بلغ عدد الوافدين 1.6 مليون سائح”.

وأشار إلى أن الهدف هو الاقتراب من أرقام عام 2019، حين استقبلت البلاد 9.3 مليون سائح، من بينهم 2.7 مليون أوروبي.

السياحة في تونس

إنعاش الاقتصاد التونسي

أفاد المدير المركزي للترويج بالديوان التونسي للسياحة لطفي ماني، لوكالة رويترز، بأن تونس كسائر بلدان العالم شهد فيها النشاط السياحي شللًا تامًا لمدة تجاوزت العامين، واستدرك: “لكن مع منتصف عام 2022 طوينا صفحة جائحة كورونا”.

اقرأ أيضًا: نمو قوي لعدد السياح الوافدين إلى تونس منذ بداية 2023

أضاف ماني أنه “بداية من مايو 2022 عاد النسق الطبيعي للنشاط السياحي تدريجيًّا، وبلغت وزارة السياحة الأهداف التي وضعتها في 2022، إذ تحقق نحو 60% من معدلات عام 2019 على أساس أنها السنة المرجعية”.

قطاع السياحة أهم أعمدة الاقتصاد

تابع ماني أن “العام الحالي يسير في اتجاه التوقعات نفسها للعام الماضي، وربما أفضل من خلال نسق الحجوزات”.

وأوضح أنه “جرى تسجيل أرقام جيدة حتى 10 مايو، مع بلوغ عدد الوافدين مليونين و400 ألف سائح بزيادة 93.5% تقريبًا مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، ما يقل بقدر طفيف جدًّا عن أرقام عام 2019 بلغ 0.6%”.

وأضاف أن “عدد الليالي السياحية تجاوز 4 ملايين حتى 10 مايو، أي بزيادة بنحو 57% مقارنة بالعام الماضي، لكن هذا يقل بـ24% عن معدلات عام 2019”.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| ديون الولايات المتحدة الأمريكية

السياحة في تونس

تفاؤل حذر

يرى رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار أحمد بالطيب، في حديثه مع رويترز، أن الوجهة التونسية استعادت جاذبيتها، وتسير في الاتجاه الإيجابي، ما أدَّى إلى ارتفاع الحجوزات في الوقت الحالي 30%، مقارنةً بالسنة المرجعية 2019 (قبل جائحة كورونا).

وقال بالطيب إن “المؤشرات الإيجابية المسجلة يجب ألا تحجب التحديات والإشكاليات التي تواجهها وكالات الأسفار والقطاع السياحي في الوقت الراهن، مثل النقص في أسطول الحافلات، وصعوبة الحصول على تراخيص لتجديد أسطول النقل ونقص الأيدي العاملة المؤهلة في اختصاصات سياحية عدة، فضلًا عن عدم إشراك القطاع الخاص في المسائل المتعلقة بالقطاع السياحي قبل اتخاذ القرارات”.

السياحة في تونس

تحسن مرهون بتطوير الخدمات

المعلومات ذاتها أشارت إليها رئيسة الجامعة التونسية للفنادق درة ميلاد، إذ أكدت، في تصريحات تلفزيونية، أنها متفائلة من الانتعاش الذي يشهده القطاع السياحي التونسي العام الحالي، بعد ركود دام عامين، لكنه تحسن مرهون بتطوير الخدمات.

وسجلت إيرادات القطاع السياحي التونسي منذ بداية العام حتى مارس 2023 ارتفاعًا 66%، مقارنةً مع النتائج المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات رسمية نشرها البنك المركزي التونسي.

البنية التحتية في تونس

على الرغم من المؤشرات الإيجابية، يعاني القطاع السياحي صعوبات عدة، أبرزها أوضاع وسائل النقل برًّا وبحرًا وجوًّا، وعدم تحسين البنية التحتية على مستوى التجهيزات والمستوى التنظيمي، وفق ما ذكرت درة ميلاد.

ويتفق العاملون بالقطاع السياحي مع تصريحات درة ميلاد، وينادون بضرورة تقديم مزيد من الدعم لهذا القطاع الحيوي، الذي ينعكس تطوره وازدهاره على قطاعات أخرى داخل البلاد.