تحولات جديدة.. ماذا يحمل فوز ترامب للشرق الأوسط وأوروبا؟

ما تأثير فوز ترامب على صفقة الرهائن وحربي لبنان وأوكرانيا؟

شروق صبري

من الممكن أن يعيد السنوار حساباته فيما يتعلق بصفقة الرهائن. وقد يرغب حزب الله في إنهاء الحرب بالتسوية هذا العام، وليس في عهد ترامب. فما السبب؟


لا شك أن نتائج المُناظرة التاريخية التي جرت أمس بين جو بايدن ودونالد ترامب تحمل أنباء جيدة لإسرائيل، فيما يتعلق بجبهات القتال التي تخوضها الدولة العبرية.

ويبدو أن التقدير بأن ترامب سيكون الرئيس المُقبل للولايات المتحدة الأمريكية له تأثيره على وجه التحديد في الاتجاه الذي تريده تل أبيب.

القيود الإنسانية

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الجمعة 28 يونيو 2024 ، إن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يعني أنه سيزيل “القيود الإنسانية” التي يفرضها الرئيس بايدن على إسرائيل.

من المتوقع أن يمارس ترامب ضغوطة على دول الوساطة للضغط على القيادة السياسية لحركة حماس للعودة إلى صفقة الرهائن، على عدة مراحل أو مرحلة واحدة لإنهاء الحرب.

صفقة الرهائن

وفق الصحيفة الإسرائيلية، فإن نتائج المناظرة بين بايدن وترامب تشكل أنباء سيئة للفلسطينيين في قطاع غزة وأيضًا ليحيى السنوار، ومن المُحتمل أن يعيد النظر في مساره بشأن صفقة الرهائن.

وتعرض أمل بايدن في أن تجبر الولايات المتحدة والأوروبيون إسرائيل على وقف الحرب والانسحاب لضربة قوية، وذلك أيضًا بسبب تعزيز قوة الأحزاب اليمينية في البرلمان الأوروبي، لذا فإن خلاصة القول هي أن نتائج المناظرة قد تكون فرصة لتحسين فرص التوصل إلى صفقة إطلاق سراح الرهائن.

حزب الله وإيران

في لبنان، يبدو أن حزب الله وإيران يريدان الحفاظ على الإنجازات التكتيكية والاستراتيجية التي حققاها في هذه الأثناء في الحرب الحالية، والتي هدفها إنهاك إسرائيل وانهيارها.

ولن يتعجلوا الدخول في حرب شاملة قد تكون نتائجها كارثية على لبنان وربما تلحق الضرر بإيران بشكل قد يؤدي إلى إضعاف نظام آية الله هناك.

حرب لبنان

أصبح لدى الإيرانيين واللبنانيين الآن حافز أكبر للتوصل إلى تسوية سياسية بوساطة ممثل بايدن عاموس هوشستين، بدلًا من الحرب وتنفيذ التسويات التي تليها في عهد الرئيس ترامب.

بالنسبة لإيران وحزب الله، كما بالنسبة لإسرائيل، فمن الواضح أن الحرب في الشمال قد تطول حتى 2025، وكذلك الأمر في غزة، وبالتالي يجب أن يصلوا إلى نهاية الحرب والترتيبات التي ستتبعها في عهد بايدن وليس في الوقت الذي يجلس فيه ترامب في البيت الأبيض ويهمس صهره جاريد كوشنر في أذنه، وهو صديق قوي لإسرائيل.

حرب أوكرانيا

من وجهة نظر استراتيجية، فإن فرص ترامب المتزايدة في أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة لها جوانب إيجابية عديدة، أولًا وقبل كل شيء، إذا تم انتخاب ترامب رئيسًا، فسوف يحدث، كما وعد، منعطفًا سيكون على حساب الأوكرانيين ولمصلحة بوتين.

وسيحوّل انتباه العالم عن الحرب في الشرق الأوسط وسيركز على أوروبا، وبما أن ترامب وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، فمن المرجح أن مخزون الأسلحة المتوفر لإسرائيل في مستودعات البنتاجون والصناعات الأمريكية سيزداد بشكل كبير.

وضع غزة ولبنان

من المرجح أن البيت الأبيض والحزب الديمقراطي أصبحا الآن أكثر خوفًا من خطاب نتنياهو المتوقع أمام الكونجرس الأمريكي نهاية الشهر، والذي قد يكون مؤيدًا لترامب بشكل علني وصارخ.

ومن المُرجح أيضًا أن يفعل ذلك نتنياهو والإسرائيليون ينتظرون فوز ترامب في الانتخابات من أجل إنهاء الحرب في غزة ولبنان دون قيود على التسليح ودون قيود إنسانية كما هو الحال في عهد بايدن.

بايدن وإسرائيل

أما بالنسبة لإسرائيل، فإن إغراء نتنياهو لمساعدة حملة ترامب الانتخابية قد بدأ بالفعل خلال مقطع الفيديو الخاص بالأسلحة الذي نشره في وقت سابق من هذا الأسبوع

ومن الواضح أن رئيس الوزراء ليس لديه ما يخسره، لأن إدارة بايدن تحتقره علنًا، وفرصته في التصالح مع دونالد ترامب أعلى من فرصته في إجراء محادثات بناءة وعلاقات جيدة مع إدارة بايدن.

إسرائيل تريد ترامب

وفق “يديعوت أحرونوت”، فإن ترامب قادر على اتخاذ خطوات سياسية واقتصادية مهمة، وقادر على أن يزيد من قوة الردع الأمريكي في الشرق الأوسط، مع الأخذ في الاعتبار جهود كوشنر لتحسين علاقة إسرائيل بدول المنطقة.

مع ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار أن ففرص انتخاب بايدن لفترة رئاسية أخرى لم تنته بعد، ورغم أن هناك من يأمل في إسرائيل فوز ترامب، فمن الجدير بالذكر أن بايدن صديق حقيقي لإسرائيل ويكاد يكون صهيونيًا، بينما ترامب صديق مشروط وشخص غير متوازن لا يمكن التنبؤ به.

ربما يعجبك أيضا