تحولات دراماتيكية في ضحايا كورونا.. الصين بلا إصابات وإيطاليا تتخطى “التنين”

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

وكأنك في فيلم سينمائي، تنقلب أحداثه رأسًا على عقب، وبشكل دراماتيكي تتحسن الأوضاع في منبع فيروس كورونا، حيث مدينة ووهان الصينية، إذ لم تسجل بكين اليوم، أي إصابات، في حين تسجل روما عدد وفيات أكثر من نظيرتها الصينية، ووصل إلى 3405 حالة، بينما سجلت الأولى 3245 حالة.

أعلنت الصين أنّها لم تسجل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أي إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في إقليم ووهان حيث انتشر المرض وتمدد في العالم. وذلك في سابقة من نوعها منذ أن  بدأت بكين بإحصاء الإصابات في يناير الماضي، لكنها سجلت بالمقابل ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات الوافدة من الخارج.

وأعلنت وكالة الأنباء الفرنسية أن عدد الوفيات بفيروس “كوفيد-19” في إيطاليا وصلت للرقم 3405، لتتخطى بذلك وفيات الصين. ويبلغ عدد الوفيات في الصين حتى مساء الخميس، 3249 حالة، جاء الكثير منها في الأشهر الأولى من تفشي الفيروس بمدينة ووهان.

الصين تسيطر على كورونا

أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أنه “تمت السيطرة عمليًا” على تفشي فيروس كورونا المستجد في مقاطعة هوبي بؤرة انتشاره وعاصمتها ووهان.

وقال الرئيس الصيني: “تم تحقيق نجاح أولي نحو استقرار الوضع وتحسنه في هوبي وووهان” بحسب ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية عقب قيام الرئيس الصيني بأول زيارة له إلى المدينة منذ بدء الأزمة في يناير.

بعد ما يقرب من 3 أشهر، بدأت الفرق الطبية المتواجدة في مقاطعة هوبي الصينية – بؤرة فيروس كورونا المتحور – في مغادرة المقاطعة بعد القضاء على تفشي الوباء.

وأعلنت لجنة الصحة بالمقاطعة، الواقعة بوسط الصين، عن عدم وجود حالات جديدة مشتبه في إصابتها بالمرض الناجم عن فيروس كورونا (كوفيد-19)، وفقًا لما ذكرته وكالة “شينخوا” الصينية.

وانخفضت عدد الحالات المشتبه بها الموجودة إلى الصفر، بعد استبعاد ثلاث حالات مشتبه بها، أمس الثلاثاء. لم تشهد هوبي أي حالات مؤكدة مؤخرًا لمدة 13 يومًا متتاليًا في 16 مدينة وولاية خارج ووهان.

إيطاليا تتحول لمقبرة للفيروس

أزمة انتشار فيروس كورونا في إيطاليا تزيد من مواجع حالات الوفاة، حيث لا يمكن أن تقام المراسم الجنائزية التقليدية بسبب قيود الحجر، فلا يحظى أهالي الموتى بوداع أحبائهم الأخير، ويمر الحداد في عزلة ويتحمل أهالي المفقودين الصدمة وحدهم دون مشاركة الأقارب والأصدقاء، ودونما جنازة لائقة.

وتعد إيطاليا المنطقة الأكثر تضررا من انتشار الفيروس بعد الصين؟ وتتراكم الجثث في منطقة لومبارديا الشمالية، خاصة في مقاطعة بيرغامو الثرية قرب مدينة ميلانو الشهيرة. والأمر الأسوأ أنه مع ازدياد عدد الوفيات بات هناك قوائم انتظار لإتمام مراسم الدفن وحرق الجثث، إذ قال ماركو بيرغاميللي أحد كهنة كنيسة جميع القديسين في بيرغامو “لسوء الحظ، لا نعرف أين نضعهم”، مشيرا إلى مئات حالات الوفاة يوميا.

لقد كانت إيطاليا في حالة إنكار ولم تتحرك بالسرعة الكافية للانخراط في تدابير الفصل الاجتماعي والحظر. وهذه هي نفس المشكلة التي تشهدها الآن الولايات المتحدة. لكن القنبلة الفيروسية انفجرت بكامل قوتها، وسرعان ما وصل نظام الرعاية الصحية إلى نقطة حرجة.

كانت إيطاليا واحدة من أوائل الدول التي فرضت بسرعة حظر السفر على جميع الرحلات الجوية من الصين بعد الكشف عن أول حالة من الفيروس الجديد في 29 يناير 2020. وفي اليوم التالي، أعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي حالة الطوارئ لمدة لا تقل عن ستة أشهر. ولكن في غضون 20 يومًا، تضخمت تلك الحالة الواحدة إلى أكثر من 12 ألف حالة.

ربما يعجبك أيضا