«تخيل نفسك مكانه».. تجربة تدفع لمزيد من التعاطف مع الآخرين

دراسة جديدة تسلط الضوء على التأثير العميق لخيالنا في تشكيل استجاباتنا لمعاناة الآخرين

بسام عباس
التعاطف مع الآخرين

كشفت دراسة جديدة عن وجود طريقة سهلة لزيادة التعاطف تجاه الآخرين الذي أصبح نادرًا في هذه الفترة.

وقال باحثون من جامعة ماكجيل الكندية إن قوة الخيال تساعد الأشخاص على فهم مشاعر الآخرين ومشاركتها، خاصة عندما يحتاجون إلى المساعدة.

دور التعاطف في مساعدة الآخرين

قال موقع Study Finds، في تقرير نشره أمس الجمعة 1 ديسمبر 2023، إن الدراسة بحثت كيفية تأثير أشكال التعاطف المختلفة على رغبتنا في مساعدة الآخرين، مشيرًا إلى أن التعاطف هو القدرة على فهم موقف شخص آخر وهو أمر حيوي للسلوكيات الاجتماعية الإيجابية.

وأوضح أستاذ علم النفس في جامعة ماكجيل الكندية في مونتريال والمؤلف المشارك للدراسة، سيجني شيلدون، أن التعاطف ليس مجرد شيء واحد، يمكننا أن نختبره بشكل مختلف تمامًا، إما كضيق شخصي أو اهتمام عاطفي تجاه ذلك الشخص الآخر.

sad couple hugging

التخيل يعزز التعاطف

ذكر الموقع أن أبحاث التعاطف ركزت على كيف أن تخيل الذات في مساعدة الآخرين يعزز التعاطف، إلا أن هذه الدراسة الجديدة ركزت على كيفية تأثير تخيل موقف شخص آخر على التعاطف، وهذا الشكل التعاطفي، المعروف بالضيق الشخصي، يكون أكثر وضوحًا في هذه السيناريوهات الخيالية، ما يحفزنا على المساعدة.

واكتشف فريق ماكجيل، بالتعاون مع جامعة ألباني الأمريكية، أن تصوير مشاكل شخص آخر بوضوح في أذهاننا يزيد من إحساسنا بألمه، ما يحفزنا على تقديم المساعدة، ويعد هذا الكشف خطوة مهمة نحو فك رموز العلاقة المعقدة بين عملياتنا العقلية وأفعالنا تجاه الآخرين.

وتضمنت الدراسة، التي نشرتها مجلة Emotion، ثلاث تجارب عبر الإنترنت حيث كان على المشاركين أن يتصوروا أنفسهم بصدق في وضع شخص آخر، وذلك في ضوء تركيزها على سبب إثارة بعض المواقف أو الأفراد للتعاطف أكثر من غيرهم.

سيناريوهات مؤلمة

كشفت التجارب أن الناس عندما قاموا بمحاكاة سيناريوهات مؤلمة لأفراد آخرين، شعروا بضيق شخصي أكثر مما كانوا عليه عندما لم تتم محاكاة هذه السيناريوهات، ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن تخيل هذه السيناريوهات بهذه الطريقة يزيد من الرغبة في مساعدة الآخرين.

وشددت الدراسة على العلاقة المثيرة للاهتمام بين التعاطف والذاكرة العرضية، أي قدرتنا على تذكر الأحداث الماضية، وهو ما يثير أسئلة محورية حول كيفية تأثير سعة الذاكرة على استجاباتنا التعاطفية، ما يفتح آفاقًا للبحث المستقبلي في هذا المجال.

ربما يعجبك أيضا